أخبار عالميةالأخبار

مرتزق سابق في شركة فاغنر يوقف نشر مذكراته لأنها محرجة لبوتين ولمؤسس الشركة

نشرت صحيفة “صاندي تايمز” البريطانية تقريرا لمراسلها في موسكو مارك بنيتس أشار فيه لتراجع أحد القادة العسكريين في شركة التعهدات الأمنية فاغنر عن نشر مذكراته في الميدان وتجربته في سوريا. ورغم عدم تلقيه تهديدات إلا أن مقابلة ترويجية أولى كشفت عن عدم ارتياح الرجل الذي ترتبط به الشركة وهو يفغيني بريغوجين أو ما يعرف بطاهي بوتين من المذكرات التي تعتبر الأولى التي تصدر تحت اسم حقيقي لمقاتل سابق في الشركة التي تربطها تقارير بالكرملين.

 

وقال بينتس إن الإعلانات الترويجية للمذكرات جعلتها حدث العام وإنها تكشف عن تجربة مظلي روسي سابق في صفوف فاغنر في سوريا وبصراحة منقطعة النظير. لكن الكتاب تم وقف نشره.

 

وكاتب المذكرات هو مارات قبيدولين، 54 عاما، والذي كتب الكتاب بعنوان “في نفس النهر مرتين” وذلك بعد عام من القتال في الجيش الخاص التابع لشركة التعهدات الأمنية والتي يملكها بريغوجين، 59 عاما، الذي اتهم بالتدخل في الانتخابات الأمريكية إلى جانب علاقته مع الشركة وحظي بلقب طاهي الرئيس فلاديمير بوتين لأنه يقدم خدمات الطعام للكرملين ووجبات الطعام لأطفال المدارس في موسكو.

 

ومن الناحية الرسمية فشركة فاغنر ليست موجودة لكن مشاركة مقاتليها في سوريا وأوكرانيا والدول الأفريقية هي سر مفتوح. ويتهم نقاد الكرملين أنه يستخدم المقاتلين التابعين لفاغنر كوقود للمدافع من أجل تقليل الخسائر في صفوف القوات الرسمية. ويعتقد أن حوالي 300 من مقاتلي الشركة قتلوا وجرحوا في مواجهات مع القوات الأمريكية بسوريا في شباط/فبراير 2018. ومع أن عددا من المقاتلين السابقين الذين شاركوا في عمليات فاغنر أصروا على إخفاء هويتهم إلا أن قبيدولين كان الأول الذي يكتب مذكرات وتحت اسمه الحقيقي. وهو قرار خطير، فقد قتل ثلاثة صحافيين استقصائيين روس بكمين عام 2018 عندما كانوا يحققون في نشاطات الشركة بجمهورية أفريقيا الوسطى. ويعتقد نقاد الكرملين أنهم قتلوا لمنعهم من “الحفر عميقا” في عمليات فاغنر.

 

ومثل أي كاتب جديد كان قبيدولين حريصا على تنظيم حملة دعاية للكتاب الذي كان سيوزع في الأسواق هذا الشهر. وقدم مقابلة للموقع الإخباري “ميدوزا” تحدث فيها عن تجربته في سوريا وانتقد السرية التي تحيط بفاغنر. وقال إنه قرر الانضمام للشركة في 2015 بعدما قضى خمسة أعوام في القوات الروسية المحمولة جوا وأرسل لحماية جيش بشار الأسد وتحرير وحماية آبار النفط. وقال إنه حذر منذ البداية: أنتم ذاهبون لحرب في أماكن للدولة مصالح فيها. وجهزوا أنفسكم لوضع قد تتحول فيه الأمور للأسوأ ولقاتلة.

 

ونجا قبيدولين وأصبح قائدا في وحدة الاستكشاف ولكنه غادر سوريا بعد إصابته بجروح في مدينة تدمر عام 2016. وتم تأكيد عضويته في فاغنر من موقع “ميدوزا” ومن صورة عن العمليات التي شارك فيها بسوريا، مما زاد من الاهتمام بكتابه. وفي يوم الأربعاء وبعد 24 ساعة من نشر المقابلة تردد قبيدولين لأسباب غير معروفة وألغى توزيع الكتاب. وقالت شركة النشر في سيبيريا “نيمنك” (مرتزق): “اتصل المؤلف اليوم وطلب عدم نشر الكتاب”. ولا توجد أدلة على تعرضه لضغوط، إلا أن مذكراته تحمل إمكانية إحراج بريغوجين وفلاديمير بوتين.

 

وأخبر قبيدولين في المقابلة أن الكتاب هو محاولة لدفع الكرملين للاعتراف بوجود الشركة ومقتل مقاتليها. وقال لميدوزا: “هناك خداع كامل من الجيش والساسة حول موضوع المتعهدين العسكريين” و”يعرف كل العالم لكنكم تخفون الحقيقة عن شعبكم، هل هذا طبيعي؟”. وعلى خلاف جنود وضباط الجيش لا يدفن مقاتلو الشركة في جنازات عسكرية ولا يكرمون بعد مقتلهم، ومعظمهم جاءوا من مناطق فقيرة واندفعوا للقتال بسبب الأجور المغرية التي تتراوح من 90.000 روبل (900 جنيه إسترليني) إلى 250.000 روبل (2.510 جنيه إسترليني) حسب الخبرة العسكرية.

 

ودعا قبيدولين إلى محاكمة مقاتلين في شركة فاغنر عذبوا وقطعوا رأس جندي هارب من جيش النظام السوري. وظهرت لقطات لمقاتلين يتحدثون بالروسية وهم يقطعون جثة أسير سوري ويحرقونها، حيث انتشرت اللقطات في 2017. وظهر فيديو آخر العام الماضي وشارك فيه أربعة من المرتزقة تعرف عليهم صحافيون روس، ولم تفتح الشرطة تحقيقا جنائيا حولهم. وقال قبيدولين: يجب تقديم هؤلاء الأربعة للعدالة ولكن على أساس، وقلت إنهم ليسوا هناك.

 

وقالت ليليا ياباروفا الصحافية من ميدوزا التي أجرت المقابلة مع قبيدولين إن مصادر أخبرتها عن عدم ارتياح المخابرات الروسية وبريغوجين للمذكرات. وقالت يارابوفا: ربما أعطت هذه المذكرات التي صدرت باسم صريح مصداقية للتقارير عن فاغنر مما سيكون من الصعب على بريغوجين والكرملين إنكار وجودها، واقترحت أن كتاب قبيدولين نظر إليه على ما يبدو كخيانة شخصية.

 

وقال قبيدولين إن بريغوجين قرأ الكتاب بل وطبع عدة نسخ منه، لكنه أخبره أن الوقت ليس مناسبا لنشره. وقال المرتزق السابق إنه درس المخاطر قبل كتابة مذكراته: فمن الحماقة إرسال شخص للهجوم علي لأن هذا سيقود إلى من أمر به، مضيفا: لكنني ما أزال متخوفا.

زر الذهاب إلى الأعلى