الجيش الإسرائيلي يعلن انتحار 36 جندياً من 279 محاولة.. وجمعيات: عددهم الفعلي أعلى

حاول 279 جندياً الانتحار بين كانون الثاني 2024 وتموز 2025، هذا ما يتبين من معطيات الجيش الإسرائيلي التي قدمت لمركز الأبحاث والمعلومات التابع للكنيست ووصلت إلى “هآرتس”. حسب المعطيات، 33 حالة من حالات الانتحار اعتبرت “خطيرة”، أي الأعمال التي طبيعة تنفيذها كان يمكن أن تؤدي إلى موت الشخص أو إصابته إصابة بالغة. في السابق، لم يجمع الجيش الإسرائيلي أي معطيات عن محاولات انتحار. ولم يبدأ الجيش في عملية الجمع إلا في 2024. هذه المعطيات تشمل فقط الحالات التي تم الإبلاغ عنها لقسم الصحة النفسية في الجيش.
الوثيقة التي نشرها مركز الأبحاث استناداً إلى المعلومات التي قدمها الجيش، وأُعدّت بناء على طلب من عضو الكنيست عوفر كسيف (حداش)، جاء فيها أن 36 جندياً انتحروا في غضون هذه الفترة. وحسب المعطيات، ستة منهم فقط التقوا مع ضابط الصحة النفسية في الشهرين قبل انتحارهم. 16 من المنتحرين في هذه الفترة انتحروا في 2025، وعرفت “هآرتس” أن 4 حالات انتحار حدثت على الأقل منذ ذلك الحين.
المعطيات التي نشرتها الكنيست، والتي تتعلق بحالات الانتحار في 2024، لا تتساوق مع المعطيات الرسمية التي نشرها الجيش في السابق. حسب معطيات الجيش انتحر 21 جندياً في 2024. مع ذلك، ادعت وثيقة الكنيست بأن 20 جندياً انتحروا في 2024. لم يتطرق الجيش الإسرائيلي بعد إلى سؤال “هآرتس” بخصوص الفجوة بين هذه المعطيات.
يتبين من المعطيات أيضاً أن عدد المنتحرين أكبر بعشرة أضعاف من عدد المنتحرات في الأعوام 2017 – 2025. وتضمنت الوثيقة أيضاً تقسيم حالات الانتحار حسب طبيعة خدمة المنتحرين، لكن الجيش قدم معطيات جزئية؛ فقد تطرق إلى 9 حالات انتحار فقط في 2024، بينها 7 خدموا كمقاتلين، وواحد كمساعد قتال، وآخر في وظيفة في الجبهة الداخلية. من بين الـ 16 المنتحرين الذين تطرق إليهم الجيش في 2025 فإن 7 خدموا كجنود مقاتلين، و4 كداعمين للقتال، و5 في الخدمة في الجبهة الداخلية.
حسب المعطيات الرسمية للجيش الإسرائيلي، حدث ارتفاع منذ بداية الحرب في عدد الجنود المنتحرين أثناء خدمتهم الفعلية، سواء في الخدمة النظامية أو في الاحتياط، مقارنة مع السنوات السابقة. مثلاً، انتحر 17 جندي في 2023، 7 من بينهم بعد 7 أكتوبر. هذا مقارنة مع العقد الذي سبق الحرب، حيث إن متوسط عدد الجنود الذي انتحروا سنوياً في حينه كان 12 جندياً. وينسب الجيش الإسرائيلي ارتفاع عدد حالات الانتحار إلى زيادة في عدد من يخدمون، وبالأساس في منظومة الاحتياط. حسب حالات في الجيش، يظهر تقسيم الحالات انخفاضاً في عدد حالات الانتحار منذ بداية الحرب بسبب ظروف شخصية والتي لا ترتبط بالتعرض لأحداث قتالية. من خلال ذلك، يتبين -كما تقول المصادر- أن الكثير من المنتحرين تعرضوا لأحداث قتالية قاسية، التي كما يبدو أثرت على حالتهم النفسية.
معطيات الجيش الإسرائيلي لا تشمل الجنود الذين انتحروا عندما لم يكونوا في الخدمة الفعلية. حسب متابعة “هآرتس”، فإن 13 جندياً لم يكونوا في الخدمة الفعلية منذ بداية الحرب، انتحروا بسبب مشكلات نفسية، حدثت لهم كما يبدو بسبب الخدمة العسكرية. 6 من بينهم انتحروا في بداية السنة. في عدد من الحالات، يدور الحديث عن جنود شاركوا في الحرب، وفي حالات أخرى يدور عن مرضى نفسيين قدامى، شاركوا في عمليات أو في حروب سابقة. خلافاً للمنتحرين في الخدمة الفعلية، لا توجد هيئة في الدولة تتابع الجنود الذين تسرحوا من الخدمة العسكرية وانتحروا. تقول تلك الجمعيات التي تعمل في مجال معالجة الذين يعانون من الصدمة، إن عدد المنتحرين الفعلي أعلى، حيث تبقى معظم الحالات في الظل.
قال كسيف: لا قيمة أهم من حياة الإنسان. وباء الانتحار في الجيش، الذي كما يبدو سيتفاقم الآن عند انتهاء الحرب وعودة الكثير من المصابين أخلاقياً والذين تعرضوا للصدمة، يحتاج إلى إنشاء منظومة دعم حقيقية للجنود والمجندات، وبالأساس العمل على إنهاء الحروب والتوصل إلى سلام حقيقي. الحكومة التي ترسل جنودها إلى الحرب والأسر وتتخلى عنهم، هي التي تعمل ضدهم فعلياً، وليس من يناضل ضد الحروب وجرائمها.
توم لفنسون
هآرتس 29/10/2025
معلومات إضافية ومفصلة
محتوى شامل ومفصل لمساعدة محركات البحث في فهرسة هذه الصفحة بشكل أفضل.
مواضيع ذات صلة
- وزير دفاع إسرائيل يجرد المدعية العسكرية المستقيلة من رتبها
- نازحو الفاشر قطعوا 60 كلم سيرًا على الأقدام دون طعام أو ماء
- لبنان بين الممانعة والسيادة، والبدائل العاجزة
- كشف وثائق جديدة يعيد إحياء قضية اليهودي الأمريكي جيفري إبستين
- كاتب أميركي: شهر العسل بين اليمين الأميركي وإسرائيل انتهى
أسئلة شائعة
س: ما أهمية هذا المحتوى؟
ج: هذا المحتوى يوفر معلومات قيمة ومفصلة حول الموضوع المطروح.
س: كيف يمكن الاستفادة من هذه المعلومات؟
ج: يمكن استخدام هذه المعلومات كمرجع موثوق في هذا المجال.



