أخبار عالميةالأخبار

السنغال لم تشهد أي انقلاب عسكري

جمهورية السنغال، تقع في الغرب الأفريقي، وتوصف بأنها قدمت نموذجا ديمقراطيا فريدا في المنطقة، حيث لم تسجل في تاريخها أي انقلاب عسكري رغم وقوعها بين 4 من أكثر دول القارة شهرة بالانقلابات.

وخلال حقبة الاستعمار كانت السنغال من أولى المناطق التي استعمرتها فرنسا في غرب أفريقيا، لتصبح منطلقا لجيوشها نحو الدول المجاورة، ثم عاصمة لهذه المستعمرات طيلة عقود.

وفي الفترة ما بين القرن الـ16 والـ19 اشتهرت جزيرة غوري قرب العاصمة داكار بأنها بوابة تجارة الرقيق من أفريقيا نحو الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، ولا تزال “بيوت العبيد” في الجزيرة شاهدة على المأساة.

المعلومات الأساسية
الاسم الرسمي: جمهورية السنغال
الاسم المختصر: السنغال
العاصمة: داكار
اللغة: الفرنسية (لغة الإدارة)، بينما يتحدث السنغاليون العديد من اللغات المحلية، أشهرها: الوولفية والبولارية وسرير وسونينكي.

النظام السياسي: جمهوري.

تاريخ الاستقلال: الرابع من أبريل/نيسان 1960.
العملة: الفرنك الأفريقي.

الجغرافيا

الموقع: تقع السنغال غرب القارة الأفريقية جنوب نهر السنغال، تحدها من الشمال والشمال الشرقي موريتانيا ومن الشرق مالي، ومن الجنوب كل من غينيا كوناكري وغينيا بيساو وغامبيا ومن الغرب المحيط الأطلسي.

المساحة: 196 ألفا و722 كيلومترا مربعا.

الموارد الطبيعية: الصيد البحري والفوسفات والحديد الخام.

المناخ: مداري حار.

السكان

التعداد سنة 2023: 18 مليونا و32 ألفا و473.

معدل نسبة النمو: 2.9% بين عامي 2013 و2023.

التوزيع العرقي: 43.3% من الولوف وغالبيتهم مسلمون، و23.8% بولار و14.7% السرير و3.7% جولا و3% ماندينكا و1.1% سونينكي و1% أوروبيون ولبنانيون و9.4% جنسيات أخرى.

الديانة: 94% مسلمون و5% مسيحيون و1% معتقدات أخرى.

الاقتصاد

وصل الناتج المحلي الإجمالي للسنغال 27.68 مليار دولار عام 2022، وبلغت نسبة النمو 4.7% في العام نفسه بعد أن وصل 6.1% عام 2021، أما الناتج الفردي السنوي فقد وصل إلى 1465 دولارا عام 2022، ونسبة البطالة 18.6% ونسبة التضخم 7.9% عام 2022، أما الدين الخارجي فقد وصل عام 2022 إلى 76.6% من الناتج المحلي الإجمالي.

أهم المنتجات: الأسماك والفول السوداني والقطن والذرة والمنتجات النفطية والتعدين والفوسفات والأسمدة.

التاريخ

يختلف الباحثون حول أصل تسمية السنغال، فبينما تقول بعض المرويات الشعبية إنها تحريف لكلمة من لغة الولوف وتعني “هذه زوارقنا”، تشير روايات أخرى إلى أنها تحريف لاسم نهر صنهاجة الذي يقع على الحدود مع موريتانيا.

وتشير المعطيات التاريخية إلى أن أرض السنغال الحالية كانت مأهولة بالسكان منذ عصور غابرة، وأن إثنيات مختلفة سكنتها، وهو ما ترتبت عنه حالة من التنوع لا تزال تنعكس في المجتمع السنغالي، وإن ظل حضور إثنية الولوف ومملكتها بارزا حتى اليوم.

وإضافة إلى مملكة الولوف التي ازدهرت في الفترة ما بين القرن الـ14 وحتى منتصف الـ16، فقد عرفت المنطقة قيام ممالك عديدة، كما ارتبطت في مراحل من تاريخها مع ممالك في دول الجوار كمملكة السونغاي ومملكة غانا التي تقع عاصمتها كومبي صالح في الجنوب الشرقي من موريتانيا وتضم شرق السنغال الحالية وغرب مالي، وتمتد حتى نهر النيجر شرقا.

بوابة لتجارة العبيد

مع منتصف القرن الـ15 كان البرتغاليون أول الغزاة الأوروبيين الذين يصلون إلى شواطئ السنغال، ثم تبعهم الإسبان ومن ثم الإنجليز والفرنسيون في القرن الـ17.

ومن بين دوافع وأهداف عديدة تشمل التبادل التجاري مع الشعوب المحلية في المنطقة والبحث عن الذهب والعاج، هيمنت تجارة الرقيق في مرحلة لاحقة لتصبح السنغال بوابة لهذا النوع من التجارة في أفريقيا.

وابتداء من القرن الـ16 أصبحت جزيرة غوري القريبة من داكار ميناء لتصدير الأفارقة المستعبدين نحو العالم الجديد للعمل في المزارع بالولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، ومع منتصف القرن الـ19 تراجع دور ميناء غوري لتصدير العبيد تزامنا مع إلغاء الرق في فرنسا عام 1848.

وداخل الجزيرة بني ما عرف ببيوت العبيد التي كان يحتجز فيها المستعبدون مكبلين بالأغلال قبل ترحيلهم وبيعهم قسرا، بينما اتُّخذ أحد هذه البيوت متحفا تاريخيا تابعا لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو).

حقبة الاحتلال

عقب صراع فرنسي بريطاني على النفوذ والمصالح في شواطئ السنغال، انتهى المطاف بسيطرة بريطانيا على جزء من المنطقة المحيطة بنهر غامبيا الذي يمتد من الشمال الشرقي لغينيا ويشق الأراضي السنغالية حتى مصبه في المحيط الأطلسي عند مدينة بانجول.

بينما استولت فرنسا على باقي الأراضي السنغالية، بما فيها الجزء الشرقي من منطقة نهر غامبيا، وتوغلت في عمق السنغال التي أصبحت مستعمرة فرنسية ابتداء من منتصف القرن الـ19، وهو ما جعل غامبيا محاطة بالسنغال من الجنوب والشمال والشرق.

وخاض الحاج عمر الفوتي (مؤسس إمبراطورية التكرور) حروبا طويلة ضد الاحتلال الفرنسي في النصف الثاني من القرن الـ19، في حين واجه الفرنسيون بقيادة الجنرال لويس فيدرب هذه المقاومة بسياسة الأرض المحروقة لثني السكان عن مناصرة الفوتي.

وهذا ما جعل السنغال توصف بأنها حقل تجارب فرنسا قبل احتلال باقي الدول الأفريقية المجاورة، حيث مكنتها التجربة في هذا الجزء من غرب أفريقيا من مراكمة خبرات عديدة في السكان وطبيعة الأرض.

عاصمة لغرب أفريقيا

بموجب قرار صادر عن الإدارة الاستعمارية الفرنسية عام 1916 أصبح سكان مدينة داكار يتمتعون بحقوق المواطنة الفرنسية، شأنهم في ذلك شأن سكان بلدات سنغالية أخرى عدة.

وداكار هي مدينة سنغالية أسسها الفرنسيون عام 1857، وأصبحت عام 1902 عاصمة لمستعمرات فرنسا في منطقة غرب أفريقيا، حيث نقلت إليها العاصمة من مدينة سانت لويس، وهي جزيرة في الشمال الغربي السنغالي قرب الحدود مع موريتانيا.

وظل ميناء داكار ميناء رئيسا للفرنسيين في عموم منطقة غرب أفريقيا، وأكثر من ذلك توصف هذه المدينة بأنها من بين مدن أفريقية محدودة أولتها السلطات الفرنسية عناية خاصة وأقامت بها منشآت تعليمية وصحية وطرقية “لا مثيل لها في المنطقة” خلال حقبة الاحتلال.

كما أن فرنسا اتخذت من سانت لويس السنغالية، ولمدة عقود متتالية، عاصمة لمستعمرتها المجاورة موريتانيا حتى وضع الحجر الأساس للعاصمة الجديدة في نواكشوط عام 1957، بل إن بعض المنشآت بما فيها الإذاعة الحكومية لم تنقل من سانت لويس إلى نواكشوط إلا قبيل إعلان الاستقلال عام 1960.

نموذج ديمقراطي

على مدى 6 عقود من استقلال السنغال لم يسجل هذا البلد الأفريقي أي انقلاب عسكري، رغم أنه محاط بـ4 دول سجلت في الفترة ذاتها أرقاما قياسية في الانقلابات العسكرية هي موريتانيا ومالي وغينيا بيساو وغينيا كوناكري.

ومع أن هذا البلد شهد أزمات سياسية حادة في مراحل مختلفة من تاريخه، فإن صناديق الاقتراع ظلت الفيصل بين القوى السياسية المتصارعة، ويعود الهدوء بعد أن يقول الشعب كلمته.

كما أن السنغال أول بلد في غرب أفريقيا يتبنى التعددية الحزبية، بموجب قرار من الرئيس الأول ليوبولد سيدار سينغور عام 1976، الذي استقال لاحقا من منصبه عام 1980، ليخلفه عبدو ضيوف.

وخلال عقدي الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين فاز ضيوف بـ4 ولايات رئاسية متتالية، قبل أن يهزم في انتخابات مارس/آذار 2000 أمام معارضه التاريخي عبد الله واد.

أجرى واد تعديلات دستورية تقلص مدة الولاية الرئاسية من 7 إلى 5 سنوات، إلا أنه ترشح لولاية ثالثة عام 2012 مما أثار جدلا سياسيا واسعا في السنغال، ومع أنه حصل على تأكيد من المحكمة الدستورية بأحقيته في الترشح، لكنه هزم أمام رئيس وزرائه السابق ماكي سال.

وباستثناء أزمة إقليم كازامانس في الجنوب ومطالب استقلال الإقليم التي ظهرت مع مطلع الثمانينيات من القرن العشرين، فإن السنغال تعتبر إحدى أكثر دول القارة الأفريقية استقرارا.

الفوز الثالث للمعارضة

خلال الساعات الأولى بعد إغلاق مكاتب الاقتراع في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 24 مارس/آذار 2024، بدأت النتائج الأولى تكشف عن تقدم المرشح المعارض باسيرو فاي، ليهنئه منافسوه بالفوز بعد ساعات قليلة، وأكدت لجنة الانتخابات هذه النتائج بعد يومين.

ومع أن فاي ليس أول معارض يفوز برئاسة السنغال، فقد سبقه لذلك كل من واد وسال، فإنه يشكل حالة فريدة، إذ ترشح للرئاسة من السجن الذي غادره بعد مرور 6 أيام من عمر الحملة الانتخابية.

زر الذهاب إلى الأعلى