أخبار عربيةالأخبار

كيف رد أردنيون على إزالة اسم “7 أكتوبر”؟

بعدما أثارت غضبا إسرائيليا وترحيبا أردنيا أزيلت لافتة “7 أكتوبر” من واجهة أحد المطاعم في محافظة الكرك (جنوبي الأردن)، وبعد مرور يومين على تعليق اللافتة -التي أثارت تفاعلا واسعا على المستويين المحلي والعربي- تفاجأ مواطنون أردنيون بسرعة إزالة اللافتة التي تحمل دلالات سياسية ترتبط باليوم الذي أطلقت فيه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) معركة “طوفان الأقصى”.

مالك المطعم باسل الصرايرة خرج عن صمته، ليؤكد أن قرار إزالة اسم المطعم يأتي لعدم الحصول على الموافقة اللازمة لترخيصه من قبل السلطات المختصة.

وأضاف الصرايرة للجزيرة نت أن “موقفنا ثابت بالوقوف إلى جانب المقاومة الفلسطينية ودعم صمود الفلسطينيين في قطاع غزة ورفض جرائم الاحتلال بحق المدنيين من النساء والأطفال في القطاع المحاصر، وهذا هو موقف جميع أهالي محافظة الكرك بوجه خاص والشعب الأردني بصورة عامة”.

غضب إسرائيلي

وتسبب افتتاح مطعم “7 أكتوبر” في حالة غضب لدى المجتمع الإسرائيلي وقيادته، ولا سيما زعيم المعارضة يائير لبيد الذي غرد في منشور على صفحته عبر منصة إكس (تويتر سابقا) قائلا “إن التمجيد المخزي لـ7 أكتوبر يجب أن يتوقف”، مضيفا “نتوقع من الحكومة الأردنية أن تدين هذا الأمر علنا وبشكل لا لبس فيه”.

بالمقابل، عبر النائب في البرلمان الأردني عن محافظة الكرك أحمد القطاونة عن رفضه قرار إزالة لافتة “7 أكتوبر”، مؤكدا في حديثه للجزيرة نت على أن “إزالة اللافتة عن المطعم لن تؤثر في أهل الكرك وموقفهم الداعم للمقاومة الفلسطينية ولطوفان الأقصى المجيد، فالقضية الفلسطينية محفورة في قلوب وعقول أبناء الشعب الأردني”.

وأشار القطاونة إلى أنه من غير المقبول أن يتزامن قرار إزالة اللافتة مع الدعوات التي صدرت عن قادة في الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف “إننا نقف إلى جانب صاحب المطعم ضد أي ضغوطات أدت في نهاية الأمر إلى إزالة اللافتة التي تشير إلى يوم عزيز على قلوبنا جميعا، وهو اليوم الذي كشفت فيه حركة حماس عن ضعف الجيش الصهيوني الذي لطالما تغنى بأنه الجيش الذي لا يقهر، لتكشف معركة طوفان الأقصى وما تبعها عن مدى الإجرام الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني”.

تفاعل واسع

من جهته، أكد الشيخ عاطف المجالي شيخ مشايخ الكرك أن موقف أهل الكرك من القضية الفلسطينية يمثل حالة متقدمة في دعم صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وقال المجالي للجزيرة نت إنه “قد تكون هناك أسباب إدارية منعت ترخيص مطعم 7 أكتوبر، لكن هذا لا يعني أننا في الكرك لسنا في حالة توأمة مع القضية الفلسطينية، ومن ثم سيشاهد الجميع خلال الفترة القادمة أننا في محافظة الكرك سنعلق لافتة 7 أكتوبر على واجهات بيوتنا تعبيرا عن موقفنا الداعم لهذا اليوم العظيم الذي حققت فيه المقاومة الفلسطينية الانتصار العظيم على العدو الصهيوني”.

وكما تناقل رواد العالم الافتراضي في العالم العربي مقاطع الفيديو لافتتاح المطعم معربين عن فرحتهم بتسميته باسم “7 أكتوبر” أثار قرار إزالة التسمية عن المطعم غضب طيف واسع من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، معربين عن احتجاجهم على قرار إزالة اللافتة، والذي يأتي في الوقت الذي قرر فيه الاحتلال قطع المياه عن الأردن وبعد أن اعتلى وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش منصة وعليها ما تسمى “خارطة أرض إسرائيل” مع ضم الأردن إليها، لإلقاء كلمة له في باريس.

وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية قد أشارت إلى أن “مطعم 7 أكتوبر في بلد بيننا وبينه اتفاق سلام هو دليل آخر على تدهور العلاقات مع الأردن”.

شارع حمزة الدحدوح

وفي موضوع متصل، أطلقت بلدية الكرك في وقت سابق اسم الشهيد حمزة وائل الدحدوح على أحد الشوارع في المحافظة، وقالت البلدية في بيان لها “تجسيدا لتضحية الأهل في قطاع غزة وصمودهم أمام الهجوم البربري الصهيوني الغاشم، وتقديرا لتضحيات عميد الصحفيين ووالد الشهداء وائل الدحدوح قرر مجلس بلدية الكرك الكبرى تسمية أحد شوارع الكرك باسم الشهيد حمزة وائل الدحدوح”.

وكان القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف أعلن في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي انطلاق عملية “طوفان الأقصى”، وذلك بعد إطلاق مئات الصواريخ من غزة باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، واقتحام المواقع العسكرية والمستوطنات المحاذية للقطاع، مما أدى إلى مقتل وإصابة جنود ومستوطنين إسرائيليين وأسر آخرين.

وكان استطلاع سابق للرأي في الأردن أجراه مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية (مستقل) بشأن عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة أظهر أن “أغلبية الأردنيين يؤيدون معركة طوفان الأقصى”.

زر الذهاب إلى الأعلى