أخبار عالميةالأخبار

غضب بالكونغو بعد مقتل ما يقارب 50 مدنيا خلال مظاهرة مناهضة للأمم المتحدة

تواصلت موجة غضب واستياء في منصات التواصل بعد مقتل ما يقارب 50 مدنيا خلال تصدي جيش جمهورية الكونغو الديمقراطية لمظاهرات مناهضة للأمم المتحدة في مدينة غوما شرقي البلاد أول أمس الخميس، وذلك وسط دعوات أممية لإجراء تحقيق شامل.

 

جاء ذلك على خلفية انطلاق دعوات خلال الأيام الأخيرة، للاحتجاج أمام مقر بعثة الأمم المتحدة لإرساء الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية المعروفة بـ”مونوسكو” والمطالبة برحيلها.

 

وقتل 43 شخصا واعتقل 185 آخرون خلال تصدي الجيش للمظاهرة، وفق بيان للسلطات الرسمية التي قدّمت التعازي لأسر الضحايا وأعلنت فتح تحقيق، بحسب ما نشرته وزارة الإعلام عبر منصة “إكس”.

 

وقدمت بعثة “مونوسكو”، في بيان، تعازيها لأسر الضحايا، قائلة إنها تأسف “لأن المظاهرة غير المرخصة في غوما تسببت بخسائر فادحة في الأرواح”.

 

الشعب غاضب

 

واشتعلت المنصات الرقمية غضبًا من استخدام الجيش القوة لتفريق المظاهرة، فضلًا عن استنكارهم البيان الصادر عن البعثة الأممية التي أكدت اطلاعها على تقارير تفيد بمقتل مدنيين.

 

وتداول ناشطون مقاطع فيديو تظهر أعمال العنف التي مارستها عناصر الجيش في تفريق المظاهرة، ويظهر أحدها جثث القتلى التي يكدّسها عدد من الجنود داخل شاحنة عسكرية بعد استعمالهم القوة.

 

كما ظهر عدد من نواب مقاطعة شمال كيفو في مقطع فيديو نشرته وسائل إعلام محلية، طالبوا فيه الحكومة باتخاذ إجراءات احترازية تجاه السلطات الأمنية بالمقاطعات.

 

محاكمة عسكرية

 

بينما افتتحت محاكمة عسكرية، أمس الجمعة، لنحو 143 شخصا من منظمي المسيرة المناهضة لبعثة منظمة الأمم المتحدة ومنظمات أخرى، بتهم تتعلق بـ”المشاركة في حركة تمرد” في ظل استمرار التحقيقات بالحادث.

 

وكانت المتحدثة باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان رافينا شمداساني شددت على أن التحقيق الذي تجريه السلطات يجب أن يدرس بشكل شامل استخدام القوة من قبل قوات الأمن وأن يكون معمقا وفعالا ومحايدا.

 

وأضافت شمداساني أنه من الضروري احترام حقوق الموقوفين بالكامل بما في ذلك حقهم في محاكمة عادلة، مشيرة إلى أنه يحق للمواطنين التعبير عن آرائهم بحرية والتجمع سلميا بما في ذلك الاحتجاج ضد الأمم المتحدة.

 

مطالبات بالاستقرار

 

ووفقا للسلطات الكونغولية، فإن أتباع طائفة دينية دعوا إلى تنظيم مظاهرات ضد بعثة الأمم المتحدة بسبب امتعاضهم من أداء هذه القوات على صعيد حفظ السلام.

 

وكانت السلطات منعت الاحتجاجات التي نظمتها الطائفة الدينية التي تطلق على نفسها اسم “الوطنيين”، التي اتهمها الجيش ببث الفوضى.

 

وحسب مصادر فرنسية، تعدّ هذه الأحداث العنيفة جزءا من سلسلة مظاهرات ضد بعثة الأمم المتحدة المتهمة بعدم الفاعلية في التصدي للجماعات المسلحة بالكونغو.

 

ففي يوليو/تموز 2022، اقتحم متظاهرون منشآت بعثة منظمة الأمم المتحدة مطالبين بالاستقرار، مما أدى إلى مصرع 36 شخصا، من بينهم 4 من قوات حفظ السلام.

 

ويتمركز أفراد البعثة الأممية في البلاد منذ أكثر من 20 عاما، وتعدّ أكبر بعثة أممية لحفظ السلام في العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى