أخبار عالميةالأخبار

هل تستفيد اليمينية المتطرفة لوبان من مظاهرات فرنسا؟

يسعى اليمين الفرنسي المتطرف لاستغلال الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها فرنسا في الأسابيع الماضية لتعزيز حضوره السياسي، ففي أول خطاب لها في البرلمان اتهمت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان الحكومة بتحويل البلاد “جحيماً” كانت توقعته.

 

وقالت لوبان البالغة (54 عاماً): “الحقيقة أنكم لم ترغبوا في سماع أي من التحذيرات”. وأضافت “توقعنا ما يحدث رغم الصعوبات الشديدة. للأسف كنا على حق”.

 

ويشكل نواب حزبها وعددهم 89، أكبر حزب معارض في البرلمان منذ انتخابات العام الماضي.

 

وكثيراً تحدثت لوبان ووالدها جان ماري عن زوال فرنسا بل عن حرب أهلية، منذ أن ركزت خطاباتهما المتشائمة في سبعينات القرن الفائت على وجود أجانب في فرنسا.

 

وتابعت: أولاً وقبل كل شيء، نحتاج الى وقف الهجرة الفوضوية.

 

وسعت لوبان وسواها من اليمين، لتحميل مسؤولية الاحتجاجات العنيفة التي شهدتها فرنسا للمجتمعات من أصول مهاجرة، معظمها من مستعمرات فرنسية سابقة في إفريقيا، استقرت في ضواحي بلدات ومدن منذ الستينات، متجاوزة طبيعة النظام وعنف الشرطة الفرنسية.

 

ويشير عدد من المحللين إلى أن وعد اليمين المتطرف بقمع حازم للجريمة والهجرة، يمكن أن يجذب مزيداً من الأشخاص.

 

وقال أوليفييه بابو، المؤسس المشارك لمعهد سابينز للدراسات الذي يميل إلى اليمين، لوكالة الصحافة الفرنسية: “أعتقد أننا سنرى زيادة بعدة نقاط لحزب التجمع الوطني في امتداد للمكاسب اللافتة التي حققها في السنوات القليلة الماضية”.

 

وأضاف: دون أن يفعلوا أو يقولوا أي شيء، تساعدهم الأحداث في إقناع جزء من الشعب.

 

وسجلت لوبان أفضل نتيجة لها في الانتخابات الرئاسية العام الماضي، ونالت 41.5% في الدورة الثانية، ثم احتفلت بنتائج انتخابات برلمانية قياسية بعد شهرين.

 

ويوافق جان إيف كامو، الباحث في شؤون اليمين المتطرف لدى صندوق جان جور، على أن لوبان بل حتى السياسي الأكثر تطرفاً والمعادي للإسلام إريك زمور، يبدوان الأكثر احتمالاً لتحقيق مكاسب من الاحتجاجات.

 

%90 من الموقوفين فرنسيين

 

وصرح وزير الداخلية جيرار دارمانان أن 90% من قرابة 3000 شخص وُقفوا في خمس ليال من الاحتجاجات الأعنف، هم فرنسيون.

 

وقال دارمانان ذو الجذور الفرنسية: “نعم، البعض قد يكونون من خلفيات مهاجرة”، في إشارة إلى سجلات أسماء الموقوفين التي اطلع عليها خلال جولته على مراكز الشرطة. “لكن أيضاً عديد من (أسماء) كيفن وماتيو”، حسبما قال أمام مجلس الشيوخ الاربعاء.

 

وأضاف: هذا التحليل القائم على الهوية يبدو خاطئاً بالنسبة إليّ، معترفاً في الوقت نفسه بأن المسألة المتعلقة بأفضل طريقة لدمج المهاجرين “مثيرة للاهتمام”.

 

ويعتقد كامو أن بعض الناخبين يمكن أن يعطوا الفضل للحكومة لسيطرتها على الاضطرابات في أقل من أسبوع، مع نشر ما يصل إلى 45 ألف عنصر من قوات الأمن.

 

وصرح الوزير: دون الاضطرار إلى اللجوء إلى حالة طوارئ ومع استراتيجية الرد التدريجي، أظهرت الحكومة أنها قادرة على احتواء التحرك.

 

وشهدت فرنسا احتجاجات واسعة تخللتها مواجهات مع الشرطة تنديداً بمقتل شاب فرنسي من أصل جزائري بعد أن أطلقت الشرطة عليه النار في الصدر ومن مسافة قريبة بذريعة عدم امتثاله لدورية مرورية في ضاحية نانتير غرب العاصمة باريس، وهو ما اعتبره الرئيس إيمانويل ماكرون “لا يمكن تفسيره.. وغير مبرر”.

زر الذهاب إلى الأعلى