أخبار عالميةالأخبار

300 مليار طن من المياه مخزنة في الحبيبات الزجاجية على سطح القمر

يعتقد باحثون أن حبات الزجاج الصغيرة على سطح القمر، التي تشكلت من تأثيرات اصطدام جماعي للنيازك على فترات زمنية طويلة، قد تحتوي على كميات من المياه المختزنة في صورة تشبه صورة المياه المختزنة في الحالة الجليدية قرب قطبي القمر.

 

كان الاعتقاد السائد لدى العلماء أن تربة القمر جافة، لكن تحليل العينات المأخوذة من بعثة “تشانغ إي-5” (Chang’e-5) الصينية، أشار إلى أن تربة القمر تحتوي على كمية من المياه المشتقة من الرياح الشمسية أكبر مما كان يعتقد سابقا، وفقا لنتائج الدراسة التي نشرت يوم 27 مارس/آذار الجاري في دورية نيتشر جيوساينس (Nature Geoscience).

 

العثور على نظير الهيدروجين

 

وقال المؤلف المشارك في الدراسة “هيو هوي”، الباحث في كلية الهندسة وعلوم الأرض بجامعة نانجيغ الصينية، إنه جرت دراسة الحبات الزجاجية التي تشكلت في أعقاب الحرارة الشديدة للنيازك التي تصطدم بسطح القمر، باستخدام المجاهر والتحليل الطيفي.

 

ووجد الفريق أنها تحتوي على ماء له نفس نظائر الهيدروجين -ذرات من العنصر نفسه تختلف حسب عدد النيوترونات التي تحتويها- مثل تلك الموجودة في الجسيمات المشحونة التي تقذفها الشمس.

 

وقد أظهرت الأبحاث السابقة أن هذه الحبيبات يمكن أن تحتوي على الأكسجين، لذلك يشتبه الباحثون في أن الهيدروجين القادم من الشمس يتحد مع هذا الأكسجين لتكوين الماء.

 

وأضاف “هيوي” أنه نظرا لعدم وجود غلاف جوي يحميه، يتعرض القمر باستمرار لضربات النيازك، مما يعني أن هذه الكريات الزجاجية تتمكن من الانتشار عبر سطحه.

 

ويقدر الفريق أنه يمكن أن يكون هناك حوالي 300 مليار طن من المياه مخزنة بداخل هذه الكريات، وهي كمية مشابهة لكمية الجليد المائي على القمر في الحفر المظللة بشكل دائم قرب قطبي القمر، ومن المحتمل أن يكون الوصول إليها أسهل بكثير في المستقبل.

 

وتتسم حبات الزجاج بأن لها تركيبات كيميائية متجانسة وأسطحا مكشوفة ناعمة، وهي تتميز بوفرة المياه التي تصل إلى حوالي 2000 ميكروغرام في كل حبة.

 

ويعكس الارتباط السلبي بين وفرة الماء وتركيب نظائر الهيدروجين حقيقة أن الماء في حبات الزجاج يأتي من الرياح الشمسية، وفقا للبيان الصحفي المنشور على موقع “يوريك ألرت”

 

مصدر مستدام للمياه

 

ويشير المؤلف المشارك في الدراسة أن هذه الحبيبات الزجاجية أظهرت أيضا أدلة على فقد الماء قرب حافتها، حتى في درجات الحرارة المنخفضة نسبيا للقمر، وهو ما يمثل خبرا سارا لرواد الفضاء، لأنه يعني أن هذه الكتل يمكن أن تتفكك عن طريق درجة حرارة القمر نفسه.

 

ويؤكد “هيوي” أن العثور على نظائر الهيدروجين، وبالتالي الماء، في هذه الكرات الزجاجية مرتفع بشكل ملحوظ، وأضاف أن الكرات الناتجة عن الاصطدام متوفرة بكثرة على القمر، وكذلك في العديد من الأجرام السماوية الأخرى، لذلك فمن المحتمل أن تكون وسيلة رئيسية لتخزين المياه عبر نظامنا الشمسي.

 

وأشارت دراسة سابقة نشرت في دورية “نيتشر جيوساينس” في عام 2019 إلى أن تأثير ارتطام النيازك الصغيرة بسطح القمر يتسبب في إطلاق أطنان من المياه المختزنة في تربة القمر منذ مدة طويلة.

 

ووفقا للدراسة فإن ارتطامات نيزكية هي التي تتسبب في إطلاق المياه من طبقة الثرى “Regolith” التي تغطي الصخور الصلبة على الأرض والقمر والمريخ وبعض الكويكبات والكواكب الأرضية والأقمار الأخرى.

 

ويقترح المؤلفون أن المياه المختزنة في الحبات الزجاجية يمكن أن تمثل مصدرا مائيا محتملا لاستكشاف القمر في المستقبل يسهل استخراجه نسبيا.

 

ويتوقع المؤلفون أن العالم سيصل إلى مرحلة تمكننا من تحصيل هذه المياه عن طريق رحلات القمر المستقبلية، واستغلالها في الاستخدامات الأرضية.

زر الذهاب إلى الأعلى