أخبار عربيةالأخبارقطر

استثمارات ضخمة بقطاع السياحة في قطر لجذب ملايين الزوار سنويا

توقع خبراء ومختصون في قطاع السياحة والضيافة، أن تكون دولة قطر الوجهة الأسرع نموا في الشرق الأوسط في هذا المجال، ولا سيما أنها استقبلت أكثر من مليون زائر منذ بداية العام وحتى أغسطس/آب الماضي، مشيرين إلى أن هدفها مضاعفة عدد الزوار 3 مرات بحلول عام 2030، مما يعزز هذا القطاع الذي يلعب دورا في زيادة الدخل المحلي، وتحسين ميزان المدفوعات، ويعد مصدرا للعملات الصعبة، ويفتح فرصا لتشغيل الأيدي العاملة، كما يسهم في تطوير البنية التحتية.

 

كما دعا الخبراء إلى فتح القطاع السياحي للمزيد من الشركات والمؤسسات والمرافق السياحية، مشيرين إلى الانتعاش الملحوظ الذي يشهده القطاع السياحي في دولة قطر في الفترة الحالية، وإلى تسارع وتيرته مع ترحيب دولة قطر بالمزيد من زوارها القادمين من جميع أنحاء العالم حتى بعد انتهاء فعاليات كأس العالم 2022.

 

وشهد العام الجاري 2022، افتتاح أكثر من 20 فندقا ومنتجعا ووجهة سياحية جديدة في البلاد قبل انطلاق بطولة كأس العالم قطر 2022. وفي هذا الصدد، قال الشيخ حمد بن أحمد آل ثاني رئيس لجنة السياحة – عضو مجلس إدارة غرفة قطر للتجارة والصناعة إن هذا العام غير مسبوق في مسيرة دولة قطر، وتحولها إلى وجهة سياحية عالمية، وتطلعها إلى زيادة عدد زائريها إلى 6 ملايين زائر سنويا بحلول عام 2030.

 

وأوضح الشيخ حمد بن أحمد آل ثاني أنه وخلال الفترة 2017 – 2020، ارتفع العدد الكلي للفنادق بدولة قطر بنسبة 6.9% لتبلغ 109 فنادق مقارنة بـ102 فندق في عام 2017، بينما ارتفع -خلال الفترة نفسها- عدد الغرف بنسبة 3.7% لتبلغ 23 ألفا و297 غرفة مقارنة بـ22 ألفا و461 غرفة في عام 2017.

 

وأضاف أن المعالم السياحية الجديدة تشمل أماكن للترفيه، وشواطئ ونوادي شاطئية، ودور فنون وثقافة ومتاجر للتسوق، مشيرا إلى التوقعات التي حددت نمو الاقتصاد القطري بنسبة 3.4% في عامي 2022 و2023، بفضل زخم استضافة كأس العالم الذي سيعزز مركز قطر على خريطة السياحة العالمية، وهو ما ظهر بوضوح على تطور ونمو قطاع السياحة في الدولة في النصف الأول من عام 2022، إذ ظلت مقصدا سياحيا حيويا في المنطقة.

 

وبلغة الأرقام، تشير الإحصاءات إلى ارتفاع عدد القادمين إلى قطر من مختلف الدول ليصل إلى 725 ألفا في النصف الأول من عام 2022 على الرغم من انتشار متحور أوميكرون وتأثيره على عدد القادمين الذين أسهم النمو المتسارع في الأسواق الخليجية بنسبة 38 % من إجمالي عددهم قبل فعاليات كأس العالم.

 

وأوضح رئيس لجنة السياحة أن القوى المحركة للعرض والطلب حافظت على زخمها، حيث وصل حجم الطلب إلى 3.1 ملايين غرفة مستأجرة في النصف الأول، وارتفع اجمالي إيرادات الفنادق بنسبة 13% مقارنة بما قبل جائحة كورونا، مع العلم أن 84% من حجم الإيرادات غير مرتبط بإجراءات الحجر الصحي وأن 90% من إجمالي الإيرادات نتيجة تأجير الغرف المتحقق.

 

وعن حجم تقديرات المشاريع في قطاع السياحة، قال الشيخ حمد بن أحمد آل ثاني إن قطاع السياحة يعد واحدا من 5 قطاعات لها الأولوية في عملية تنويع الاقتصاد القطري. وهو يوفر فرصًا مربحة للمطورين والمستثمرين، من خلال منهج شامل يجمع بين القطاعين العام والخاص، للاستفادة من برنامج استثمار وطني بقيمة 200 مليار دولار مُخصص لقطاع السياحة، يتضمن تحسين المناخ السياحي في قطر، وتنفيذ مشاريع تطوير كبرى.

 

كما تُعد الدولة على مشارف طفرة غير مسبوقة في السياحة الرياضية والمؤسسية من خلال استضافتها لبطولات عالمية مرتقبة، بعد بطولة كأس العالم 2022 ، مثل دورة الألعاب الآسيوية 2030.

 

وكان أكبر الباكر، رئيس قطر للسياحة والرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية، قد قال في تصريح لوكالة الأنباء القطرية الأسبوع الجاري، “إن الدولة تهدف إلى زيادة مساهمة قطاع السفر والسياحة في الناتج المحلي الإجمالي من 7% إلى 12%، فضلا عن مضاعفة فرص العمل في قطاع السياحة مع مواصلة الجهود لتعزيز مكانة قطر كوجهة عالمية رائدة في تميز الخدمة”.

 

وأبدى تطلعه لابتكار المزيد من المنتجات السياحية التي يمكنها تسليط الضوء على مقومات قطر السياحية، وجمال مشاهدها الطبيعية، والتجارب الفريدة التي توفرها لزوارها.

 

قطاع الفنادق

 

وأظهر تقرير صادر عن (قطر للسياحة) والذي يعد الجهة الأولى المسؤولة والداعمة للنشاطات والفعاليات في قطر، للنصف الأول من عام 2022 النمو المتسارع في الأسواق الخليجية والذي أسهم، بنسبة 38% من إجمالي القادمين، حيث حلت المملكة العربية السعودية محل الهند في المرتبة الأولى من الأسواق المصدرة للقادمين الدوليين إلى قطر بنحو 24% من إجمالي القادمين، تلتها سلطنة عمان 5%، ثم الكويت 4%، والإمارات 3%.

 

وبين التقرير أن قطاع الفنادق في قطر أظهر مرونة في الأداء في النصف الأول من العام الجاري، كما حافظت القوى المحركة للطلب على زخمها، وشهد حجم العرض نموا جيدا وصل إلى 30 ألف غرفة في النصف الأول من عام 2022 من 27 ألف غرفة في النصف الأول من عام 2019. وبحسب تقرير قطر للسياحة فإن استقرار القوى المحركة للعرض والطلب ساعد على تعزيز النمو الطويل الأجل في القطاع.

 

وقال الخبير السياحي القطري حسن حجي، إن قطر لديها فرص استثمارية سياحية كبيرة، في مجالات الرياضة -وكأس العالم خير شاهد على ذلك- بجانب الفرص الأخرى في السياحة التعليمية والثقافية، مؤكدا في الوقت نفسه أنها أصبحت مزارا سياحيا، وأن زوار المونديال أسهموا في إزاحة الستار عن الكثير من المرافق السياحية التي لم يتعرف عليها كثير من قاطني البلاد، حيث تزخر دولة قطر بالعديد من الإمكانيات السياحية التي تضاهي غيرها عالميا.

 

وتوقع إقبالاً سياحيا خلال الفترة المقبلة بعدما انتهت كأس العالم، نظرا لأن العادات والتقاليد القطرية أسهمت في تغيير صور نمطية عدة في أذهان كثير ممن جاؤوا لحضور العرس المونديالي، وداعيا إلى فتح الباب أمام مزيد من الشركات السياحية، لأن الفرص كثيرة، ومن الضروري -بحسب حجي- اقتناصها.

 

فرص استثمارية وواقع قطاع السياحة القطري

 

وصنّفت منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة في عام 2018 دولة قطر على أنها أكثر دولة انفتاحا على العالم والأولى على مستوى الشرق الأوسط، والثامنة على مستوى العالم فيما يتعلّق بسهولة منح التأشيرات وسهولة إجراءات الحصول على التأشيرة.

 

كما أن 88 دولة في العالم يُمكن لمواطنيها الدخول إلى قطر دون دفع أيّ رسوم ودون تأشيرة، كما تحتل قطر المركز الأول على مستوى دول العالم الأكثر أمانا والأقل في معدل الجرائم وذلك وفق مؤشّر الجريمة العالمي منذ عام 2017 حتى عام 2020.

 

ووفقا لدراسة صادرة عن غرفة قطر بعنوان “واقع قطاع السياحة القطري في زمن كورونا – التحديات والحلول”، فإن الفرص الاستثمارية في قطاع السياحة القطري تتنوع لتشمل فعاليات الأعمال، والثقافة والتراث، وخدمات السفاري الصحراوية، وقطاع الغذاء، والصحة والرفاهية، والأنشطة الحرة والترفيهية، والرياضة، والاستجمام، وتنظيم الجولات السياحية، والإقامة السياحية، وخدمات النقل والمواصلات.

 

وقال وسام سليمان المختص بقطاع السياحة والفنادق، ومدير عام فندق سانت ريجيس الدوحة، هذه الفترة مختلف تماما عن أي فترة سابقة، حيث تعرف جمهور المهتمين على قطر من خلال المونديال.

 

وأضاف سليمان أن ما يميز قطر هو السياحة العائلية وذلك لمستوى الأمان الذي تعيشه البلاد، مؤكدا جاهزية قطاع السياحة والضيافة لتقديم المنتج السياحي لـ3 ملايين سائح، خاصة في ظل وجود أهم الأسماء الفندقية العالمية في الدوحة.

 

يُذكر أن المجلس الوزاري العربي للسياحة في دورته (25)، التي انعقدت في 13 من الشهر الجاري، اختار الدوحة عاصمة للسياحة العربية لعام 2023.

زر الذهاب إلى الأعلى