أخبار عالميةالأخبار

انضمام الجيش إلى المتظاهرين في إيران هل هو تمهيد لانقلاب أم رفض أوامر؟

منذ شهر والمظاهرات تتواصل في إيران، مما يدل على أنها لن تخبو، بل وتنشأ في نظام آية الله الآن مشكلة جديدة: اضطرابات داخل الجيش.

 

سجلت في إيران احتجاجات داخل الجيش، ووقع احتجاج ما أول أمس في قاعدة التدريب شهيد حرزاي. ففي أثناء طوابير الصباح اليومية، رفض بعض الضباط والمدربين المشاركة في المسيرة واعتقلوا.

 

في أعقاب الاضطراب المتعاظم، أمر رئيس الأركان بتوجيه من آية الله علي خامنئي اتخاذ سلسلة من الخطوات الوقائية. ويروي مصدر في سلاح الجو فيقول: بدأوا مؤخراً يفصلون بين الطواقم المتوافقة ونقلهم إلى قواعد مختلفة. ومن بين الأوائل الذين نقلوا أولئك الذين شارك أبناؤهم أو هم أنفسهم في الاحتجاجات في 2019. وعلى حد قول هذا المصدر، ثمة خلافات واضحة في الرأي بين القادة في سلاح الجو. هذا ليس وضعاً جيداً. فضلاً عن هذا، فإن بعض الضباط ممن لا تنسجم آراؤهم مع آراء قائد سلاح الجو حميد وهدي، سيحالون قريباً عن مناصبهم. هناك ضغط شديد على الجميع.

 

سيرفضون الأوامر

 

يقدر المصدر بأنه لا يمكن لهذه الخطوات في المدى البعيد أن تمنع لابسي البزات من الانضمام إلى الاحتجاج الجماهيري لإسقاط النظام. رغم وسائل الرقابة المتشددة على حياة المجندين في الجيش وأبناء عائلاتهم، قد نتوقع منهم الانضمام إلى الاحتجاج. ثمة تقدير بأن الأمر لن يرتدي شكل الانقلاب، بل شكل رفض تنفيذ الأوامر.

 

وحسب مصادر في إيران، كان لطيارين في سلاح الجو شجاعة أكبر في إبداء مواقفهم مقارنة بأسلحة أخرى. والسبب: يصعب إيجاد بدائل لهم. قوات الجو في إيران، من طياري المروحيات القتالية في الذراع الجوي في الجيش وحتى الطيارين القتاليين في سلاح الجو، امتنعت عن دعم القمع الوحشي للاحتجاجات في الدولة. لكن حتى اليوم لم يبلغ عن مشاركتهم الجسدية في المظاهرات، الأمر الذي قد يفسر بالقيود على حركتهم خارج القواعد.

 

مر أكثر من شهر على الاحتجاج في إيران، الذي لم يكن له مثيل في 43 سنة الجمهورية الإسلامية. فقد اجتذبت المظاهرات كل شرائح السكان – العمال، الأغنياء، الطلاب، الفنانين، الرياضيين وأصحاب المتاجر. بخلاف احتجاجات 2017 – 2019 التي نشبت أساساً على خلفية اقتصادية، يأتي الاحتجاج الحالي رداً على قتل شابة تدعي مهسا أميني، وعلى القوانين غير الإنسانية للنظام الإيراني. وقتل ما لا يقل عن 229 متظاهراً، بمن فيهم 29 طفلاً في الاحتجاج، معظمهم بالرصاص الحي.

 

مشهد لا يمكن فهمه

 

يشدد كثيرون في إيران على أن هدف الاحتجاج هو إسقاط النظام القائم. عدم القدرة على توقع تطور الاحتجاج الحالي نزع عن حكام إيران القدرة على إنهائه، والدليل أنه رغم استخدام قوات الشرطة، ووحدات ميليشيا الباسيج وحتى وحدات الحرس الثوري، لم ينجح في وقف الطوفان. أحد أسباب ذلك هو التوزيع الجغرافي للاحتجاج في أرجاء إيران وداخل مدنها: فهي تبدأ ليس في الأماكن المركزية، بل في الأحياء وبشكل عفوي، وهو نمط يفاجئ أجهزة الأمن.

 

حي نزي أباد جنة للمتظاهرين وجحيم للباسيج كما يقول أحد سكان الحي الفقير في جنوب طهران. ما رأيته هنا لا يمكن فهمه. الناس يتحركون في الشوارع كالنهر، وقوات القمع لا تتجرأ على الدخول إلى هنا. إذا بدأ السكان يتظاهرون هكذا في أحياء أخرى من طهران، فسنحتفل بحريتنا قريباً.

زر الذهاب إلى الأعلى