أخبار عالميةالأخبار

رئيسة وزراء بريطانيا تضحي بوزير الخزانة لإنقاذ نفسها

أكد وزير الخزانة البريطاني كواسي كوارتنغ، اليوم الجمعة، أن رئيسة الوزراء ليز تراس أقالته ليصبح ثالث وزير للمالية يترك الحكومة هذا العام.

 

واختارت تراس وزير الصحة السابق “الوسطي”، جيريمي هانت، وهو مرشّح سابق لرئاسة حزب المحافظين، خلفا لكوارتنغ، ليصبح رابع وزير للخزانة يعيّن هذا العام. ويشيرهذا التغيير إلى تحول كبير في اتجاه سياسة تراس ومحاولة لاستعادة الاستقرار بعد أسابيع من الاضطرابات في أعقاب خطط الميزانية المصغرة لكوارتنغ.

 

ولم يكن قرار إقالة كوارتنغ من قبل تراس منتظرا، هي التي عبرت عن دعمها له ولخططهما المالية في الحقيقة، وليس خطته وحده. وبدا واضحا لمراقبين، أن تراس ضحت بكوارتنغ لإنقاذ مستقبلها كرئيسة للوزراء مع تعالي أصوات داخل حزبها للإطاحة بها، مع التداعيات المالية المزلزلة، التي هزت بريطانيا وأسواقها المالية بعد إعلان كوارنتغ مؤخرا عن الميزانية المصغرة، والهبوط القياسي للجنيه الإسترليني، وسندات الحكومة، ومخاطر من أن القادم أسوأ مع زيادة معدلات الفائدة وانعكاسات ذلك على سوق الإسكان، وانهيار أسعار المنازل.

 

ويعاني حزب المحافظين، الذي ترأسه تراس، كذلك من تراجع كبير في استطلاعات الرأي فاق الثلاثين نقطة خلف حزب العمال. وتقول تقديرات إنه لو أجريت انتخابات في الظرف الحالي لتكبد حزب المحافظين خسارة واسعة، حتى في معاقله التقليدية.

 

وفي ندوة صحافية لتراس بعد قرار الإقالة، أكدت أنها ستبقى في منصبها كرئيسة للوزراء، و اعترفت أن الميزانية المصغرة المعلنة كانت “متسرعة”، وأعلنت عن تراجع عن خطة لتخفيض الضرائب عن الشركات.

 

من جهته، قال كوارتنغ في خطاب إلى تراس نشره على تويتر لقد طلبت مني الاستقالة من منصب وزير الخزانة. لقد فعلت.

 

يأتي ذلك بعدما ذكرت وسائل إعلام أنه تمت إقالة كوارتنغ قبل المؤتمر الصحافي لتراس، الذي كما كان متوقع أعلنت فيه إلغاء بعض أجزاء من خطتهما الاقتصادية في محاولة لتهدئة الأسواق واحتواء حالة الغليان السياسي التي تجتاح البلاد.

 

وذكر كوارتنغ في خطابه إلى تراس: من المهم الآن ونحن نمضي قدما التأكيد على التزام الحكومة بضبط الأوضاع المالية. تعد الخطة المالية متوسطة الأجل أمرا بالغ الأهمية لتحقيق هذه الغاية.

 

وأدى خبر إقالة كوارتنغ إلى هبوط الجنيه الإسترليني مقابل الدولار بنسبة 1,1 في المئة ليسجّل 1,1199 دولار.

 

 

وأقالت تراس الوزير بعدما عاد قبل الأوان من اجتماعات في واشنطن. وكان من المقرر أن يختتم كوارتنغ اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي السنوية في واشنطن نهاية الأسبوع الجاري حيث وجّهت إليه المديرة العامة لصندوق النقد، كريستالينا جورجييفا، انتقادات بينما أشارت إلى وجوب وضع سياسات متماسكة منسجمة.

زر الذهاب إلى الأعلى