اخبار تركياالأخبار

بمحاولة طريفة.. سياسي تركي يتحدث مع سكان قرية بلغة الصفير

استقبل سكان قرية بولاية “غيراسون” شمالي تركيا، رئيس الوزراء السابق، بن علي يلدريم، بالصَفِير، ليبادلهم الأخير بالطريقة ذاتها.

 

جاء ذلك خلال زيارة أجراها “يلدريم” إلى قرية قوشكُوي في ولاية غيرسون التركية المطلة على البحر الأسود.

 

ووسط طبيعة جبلية خلابة، تتميز قرية قوشكُوي باستخدام سكانها “لغة الطير” (أو لغة الصفير)، التي يتواصلون بها فيما بينهم، وقد أُدرجت هذه اللغة ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) في العام 2017).

 

تمثل هذه اللغة الطريقة الأسهل والأسرع للتواصل عبر المسافات في بيئة وعرة التضاريس وبين مختلف أجيال سكان القرية، إذ يتمكن الأهالي عبر الصفير من إيصال الأخبار الهامة مثل دعوات الزفاف والإعلام بوفاة شخص أو مرضه، أو طلب جلب أكياس للمزرعة، ويسمع الصفير لمسافة قد تصل إلى ثلاثة كيلومترات.

 

واستفاد سكان قوشكوي من الطبيعة الجبلية المحيطة بهم للتواصل بهذه اللغة، بالنظر إلى وجود رجع للصدى يتيح نقل الصفير لمسافات بعيدة.

 

ويعتمد سكان القرية الجبلية لغة الطير أو الصفير في التواصل بينهم، منذ قرابة نصف قرن.

 

وأظهرت مقاطع مصورة نشرها رواد منصات التواصل الاجتماعي، استقبال سكان القرية التركية، لـ “يلدريم” بالصفير.

 

بدوره قام يلدريم الذي تنحدر أصوله من ولاية أرزينجان القريبة من منطقة البحر الأسود، بالرد على استقبال سكان القرية بالطريقة نفسها، أي بالصفير.

 

وتقوم “لغة الطير” على تحويل كل حرف من حروف التركية إلى نغمة معيّنة يمكن التصفير بها وبالتالي سماعها على بُعد مسافات طويلة، وقد نشأت تلك اللغة على الأرجح قبل حوالي أربعمائة عام نتيجة الحاجة إلى التواصل السريع وعلى مسافات بعيدة بين أهل القرية المتناثرين بين الجبال، والذين كان صعبًا عليهم أن يتحركوا بسهولة وسط تلك الطبيعة الوعرة.

 

وتتراوح الرسائل التي يتناقلها سكان القرية بين الدعوة اليومية لشرب الشاي عند أحدهم والسؤال عن الخبز الطازج وإخطار السكان بمرور شاحنة جمع المحصول، وحتى نقل الأخبار الخاصة بالوفيات والمواليد والأفراح، وعلى الرُغم مما يعتقده البعض من أن لغة الطير هنا أمر فريد، إلا أن لغات الصفير، كما تُسمى هذه الأنواع من اللغات بين المتخصصين، موجودة في بقاع أخرى من الأرض منذ قرون.

زر الذهاب إلى الأعلى