أخبار عالميةالأخبار

مشكلة الإسلاموفوبيا في حزب المحافظين البريطاني هي أن العفن يبدأ من الرأس

نشرت صحيفة “الغارديان” افتتاحية تناولت فيها كراهية الإسلام (إسلاموفوبيا) المستشرية في داخل حزب المحافظين قائلة إن “العفن يبدأ من الرأس”. وقالت إن اتهامات وزيرة سابقة يجب أن تكون في النهاية المحفز للتعامل مع المشكلة التي تعتبر آفة تفسد حزب المحافظين المعاصر.

 

وأضافت “يوم آخر وتحقيق آخر في سوء السلوك الخطير لعملية دوانينغ ستريت التي يديرها بوريس جونسون. وقراره بإجراء تحقيق في اتهامات البرلمانية نصرت غاني بتعرضها لإسلاموفوبيا خطوة مرحب بها. ولكن التحقيق الذي أمر به بوريس جونسون الذي يحضر نفسه لأسبوع صاخب حيث ستعلن سو غري عن تقريرها في “بارتي غيت” (فضيحة الحفلات) والذي قد يطيح به كرئيس للوزراء، مدفوع في جزء منه لتأخير هذه الأزمة الأخيرة ولأجل غير محدود.

 

ونظرا لأهمية القضايا التي طرحتها غاني، فيجب ألا يتم تغييب أهميتها وسط إدارة عاجزة عن التركيز على أي شيء باستثناء نجاتها.

 

وزعمت غاني في لقاء مع صحيفة في نهاية الأسبوع أنها عزلت من منصبها الوزاري عام 2020 وأخبرها داونينغ ستريت أن كونها مسلمة قد أصبح مشكلة وأنها كـ”امرأة مسلمة في منصب وزير سيجعل زملاءها غير مرتاحين”. وأخبرت أنها كمسلمة في حزب المحافظين لم تعمل ما يكفي للدفاع عن الحزب ضد المزاعم المنتشرة بشكل واسع عن كراهية الإسلام داخل صفوفه. ونفى مسؤول الانضباط في حزب المحافظين مارك سبنسر في تغريدة، هذه الاتهامات بقوة، حيث كانت السياسية غاني تعنيه في تصريحاتها.

 

وتعلق الصحيفة: هذا أمر صادم لأن الحكومة أخبرت غاني، المرأة التي تنتمي إلى أقلية أن وجهها لا يناسب وأنها لم تفعل ما يكفي للتأكيد أنها تستحق المنصب. وعندما اشتكت إلى جونسون، رفض وبلامبالاة التعامل مع الموضوع كقضية تخص الحكومة وطلب منها اتباع إجراءات الشكوى في الحزب.

 

وستكون من مهمة التحقيق الكشف عما حدث في الحقيقة، لكن حقيقة معاناة حزب المحافظين من مشكلة “إسلاموفوبيا” عميقة لا شك فيها.

 

وفي استطلاع أجرته مؤسسة الاستطلاعات “يوغوف” العام الماضي وجد أن نصف أعضاء الحزب رأوا أن الإسلام هو تهديد على طريقة الحياة.

 

ووجدت غاني دعما من ساجد جاويد التي أدت مطالبه السابقة بمعالجة التمييز داخل الحزب إلى تحقيق أجرته لجنة سينغ في الصيف الماضي. وانتقدت اللجنة في نتائجها محاولات زاك سميث، الذي رشح نفسه لمنصب عمدة لندن عام 2016 ربط العمدة الحالي صادق خان بالتطرف الإسلامي. ولا ننسى مقال جونسون الذي شبه فيه المنقبات بأنهن مثل صندوق البريد.

 

ووجد التحقيق أن ثلثي الشكاوى داخل حزب المحافظين لها علاقة بإسلاموفوبيا. ولاحظ أن عملية الشكاوى والتعامل معها تظل معيبة، ولكن التحقيق فشل في فحص التحيزات العميقة والتي ظلت رموز مثل سيدة وارسي يشيرون لها.

 

وعلى خلاف حزب العمال والليبراليين الأحرار يواصل الحزب المحافظ بقيادة جونسون رفضه التوقيع على تعريف اللجنة في حزب العموم على التعريف الذي اقترحته للإسلاموفوبيا. وهو ما يعطي الانطباع عن حزب لا يتحرك إلا عندما تنفجر فضيحة في العلن. وقالت إن قرار غاني الكشف عما حدث لها بعد عامين من الصمت الحزين، يجب أن يكون محفزا للفحص الذاتي وعلى كل مستويات الحزب، وهو فحص يشبه ما فعله حزب العمال في قضية معاداة السامية.

 

واقترح نديم زهاوي، وزير التعليم أن جيلا متنوعا من المحافظين قد يكون في وضع أفضل لتحقيق التحول المطلوب وبشكل ماس داخل الحزب. ولن يحبس مسلمو بريطانيا أنفاسهم ولكن التغيير لا يمكن أن يحدث قريبا.

زر الذهاب إلى الأعلى