أخبار عالميةالأخبار

جاسوسات صينيات اخترقن السياسة الأميركية عبر الجمس

أورد موقع أكسيوس الأميركي (Axios) أن عميلة مخابرات صينية مشتبها فيها، طوّرت علاقات مكثفة مع سياسيين أميركيين بالولايات وفدراليين، بينهم عضو في الكونغرس، ونقل عن مسؤولين أمنيين قولهم إنهم يعتقدون أنها لم تكن الجاسوسة الوحيدة.

 

وقال الموقع في تقرير حصري له إن مسؤولين أميركيين يعتقدون أن ما كانت تقوم به هذه العميلة هي عملية استخبارات سياسية كانت تديرها وكالة التجسس المدنية الرئيسية في الصين بين عامي 2011 و2015.

 

وأوضح أن ما توصلت إليه شركة أكسيوس في تحقيق استمر لمدة عام كامل، يوفر نافذة نادرة لمعرفة كيف حاولت بكين الوصول إلى الدوائر السياسية الأميركية والتأثير عليها.

 

منذ أوباما وحتى اليوم

 

وبينما يبدو أن أنشطة هذه العميلة المشتبه بها قد انتهت خلال إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، فإن هناك مخاوف من أن عمليات التأثير الصيني امتدت إلى فترة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وستظل محورا أساسيا للاستخبارات الأميركية المضادة خلال إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن.

 

وقال الموقع إن المرأة الصينية المعنية -وتُدعى فانغ فانغ أو كريستين فانغ (في أواخر العشرينيات أو أوائل الثلاثينيات من العمر، وهي طالبة في إحدى جامعات خليج سان فرانسيسكو)- استهدفت السياسيين المحليين الصاعدين في ولاية كاليفورنيا، وفي جميع أنحاء البلاد ممن كانت لديهم القدرة على توفير صلات لها على المستوى القومي.

 

ومن خلال جمع التبرعات للحملات، والشبكات الواسعة، والكاريزما الشخصية، والعلاقات الرومانسية أو الجنسية مع اثنين على الأقل من رؤساء البلديات في الغرب الأوسط، تمكنت فانغ من الاقتراب من السلطة السياسية، وفقا لمسؤولي المخابرات الأميركية الحاليين والسابقين ومسؤول منتخب سابق.

 

مراكز حساسة

 

وعلى الرغم من أن المسؤولين الأميركيين لا يعتقدون أن فانغ تلقت أو نقلت معلومات سرية، إلا أن القضية “كانت مشكلة كبيرة، لأنه كان هناك بعض الأشخاص في مراكز حساسة حقا تورطوا في علاقات معها”، حسبما قال مسؤول استخباراتي حالي كبير.

 

وكان من بين أهم أهداف جهود فانغ، النائب إريك سوالويل (ديمقراطي من كاليفورنيا)، إذ ساعدت في تعيين متدرب واحد على الأقل في مكتبه.

 

وغادرت فانغ البلاد بشكل غير متوقع في منتصف عام 2015، وسط تحقيق من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي “إف بي آي” (FBI)، ولم تردّ على محاولات أكسيوس المتعددة التواصل معها عبر البريد الإلكتروني وفيسبوك.

 

قد تستغرق سنوات أو عقودا

 

وعلق الموقع بأن هذه القضية توضح إستراتيجية الصين في تنمية العلاقات التي قد تستغرق سنوات أو حتى عقودا حتى تؤتي ثمارها، وأن الحزب الشيوعي الصيني يعلم أن رؤساء البلديات وأعضاء مجالس المدن الأميركية اليوم هم حكام الغد وأعضاء الكونغرس.

 

وفي السنوات التي أعقبت تحقيق فانغ، أعطى مكتب التحقيقات الفدرالي الأولوية للتحقيق في عمليات النفوذ الصيني، حيث أنشأ وحدة في مايو/أيار 2019 مخصصة فقط لمواجهة أنشطة بكين على مستوى الولايات والمستوى المحلي.

 

ويعتقد مسؤولو الأمن القومي في الولايات المتحدة أن التهديد الذي تشكله الصين قد ازداد بمرور الوقت، وقال مسؤول استخباراتي أميركي رفيع المستوى إن فانغ كانت مجرد واحدة من بين الكثير من العملاء.

 

وغادرت فانغ الولايات المتحدة فجأة، إذ قال مسؤولون أميركيون إن عملية المخابرات الصينية انهارت في منتصف عام 2015، عندما غادرت فانغ الولايات المتحدة وسط تحقيق يقوده مكتب التحقيقات الفدرالي.

 

وكانت فانغ تخطط للسفر إلى العاصمة واشنطن لحضور فعالية في يونيو/حزيران 2015، لكنها قبل ذلك بوقت قصير قالت إنها لم تعد قادرة على الحضور لأنها احتاجت بشكل غير متوقع للعودة إلى الصين، وأصيب عديد من السياسيين في منطقة خليج سان فرانسيسكو بالحيرة والارتباك لرحيلها المفاجئ عن البلاد.

 

 

المصدر: الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى