أخبار عربيةالأخبار

أعمال شغب وتمرد في سجون إيران وسوريا والسودان ومصر وإسرائيل

في حين يستمر فيروس كورونا بالانتشار على مستوى عالمي، ازدادت أعمال الشغب في بعض السجون نتيجة الهلع من انتشاره بين المساجين، بالتزامن مع مطالبات بإطلاق السجناء.

 

وشهدت كل من إيران وسوريا والسودان تمردات داخل السجون على وقع انتشار فيروس كورونا، فيما تابعت منظمات إنسانيّة وناشطون وجهات سياسية وإعلامية مطالبات بإطلاق سجناء في إسرائيل ومصر وغيرهما. وتمكنت قوات الأمن الإيرانية من إخماد التمرد في سجن في مدينة شيراز مركز محافظة فارس. كما أنهت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) عصياناً شهده سجن يضم الآلاف من الموقوفين المتهمين بالانتماء إلى تنظيم «الدولة» في شمال شرقي سوريا، في حين شهد سجن الهدى غربي أمدرمان في السودان، أعمال شغب استدعت تدخل الشرطة، ما أدى لإصابة سجين.

 

وأعلن مدعي عام محافظة شيراز، سيد كاظم موسوي، أن قوات الأمن احتوت التمرد، الذي وقع مساء الأحد، حسبما نقلت عنه وكالة أنباء الطلبة الإيرانية «إسنا». وأوضح أن العصيان الذي قام به سجناء في قسمين داخل سجن «عادل آباد»، بدأ الساعة العاشرة مساء، حيث ألحق السجناء بعض الأضرار في السجن والكاميرات الموجودة فيه. وشدد موسوي على أن قوات الأمن أخمدت التمرد وسيطرت على الوضع. وأكد عدم وقوع إصابات أو قتلى في الأحداث التي شهدها السجن، كما لم يتم رصد أي حالة فرار.

في الأثناء، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مشاهد قالوا إنها تعود للسجن أثناء التمرد، وتسمع فيها أصوات إطلاق نار.

وفي الوقت ذاته أعلنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) إنهاءها عصياناً شهده سجن يضم الآلاف من الموقوفين المتهمين بالانتماء إلى تنظيم «الدولة» في شمال شرقي سوريا، اندلع الأحد داخل السجن الواقع في مدينة الحسكة ويؤوي نحو خمسة آلاف موقوف، بينهم أجانب من جنسيات مختلفة، حسب وكالة أ ف بالفرنسية.

وأعلن المتحدث باسم «قسد» كينو كبرئيل في بيان أنه خلال العصيان «تمكن إرهابيو التنظيم المعتقلون من تخريب وخلع الأبواب الداخلية للزنزانات، وإنشاء فتحات في جدران المهاجع، والسيطرة على الطابق الأرضي للسجن». وتدخلت قوات «مكافحة الإرهاب» التابعة لقوات سوريا الديمقراطية بدعم من طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن التي حلقت في الأجواء للمراقبة. وتمكنت وفق المتحدث من «إنهاء حالة العصيان الحاصلة، وتأمين المركز وجميع المعتقلين الموجودين داخله».

ومساء الأحد، شهد سجن الهدى غربي أمدرمان في السودان بدوره أعمال شغب، استدعت تدخل الشرطة، ما أدى لإصابة سجين. ونقل موقع «سودان تربيون» عن مصادر قولها إن «العشرات من المحبوسين على ذمة شيكات مالية في سجن الهدى الواقع غربي أمدرمان نفذوا احتجاجات للمطالبة بالإفراج عنهم خشية الإصابة بفيروس كورونا».

ووفق رواية الشرطة: «في تمام التاسعة من صباح الأحد، وعند قيام سلطات مدينة الهدى الإصلاحية بتوزيع المنتظرين على أقسام الشرطة والمحاكم قامت مجموعة من المنتظرين في سرايا القسم الخامس في السجن بأعمال شغب وتخريب محدود». وأوضحت في بيان أن» قوات الشرطة في السجن قامت بالتدخل لاحتواء الموقف، باستخدام الغاز المسيل للدموع والقوة اللازمة لمثل هذه الحالة، والسيطرة على الوضع تماما، ما أسفر عن إصابة نزيل إصابة طفيفة في يده، وتلقى الإسعافات اللازمة، دون تسجيل أي حالات هروب أو وفيات».
وأكدت «استخدام الحسم وفقا للقانون، ضد كل من يقوم بافتعال الفوضى والتخريب وتهديد السلامة العامة واستغلال الظروف الراهنة».

وفي مصر، تصاعدت المخاوف من انتشار وباء كورونا بين المعتقلين الذين يصل عددهم وفق منظمات حقوقية إلى 60 ألفاً، حيث يقبع هؤلاء في زنازين مكتظة، ولا تتوفر لهم رعاية صحية جيدة، لاسيما في سجن طرة، سيئ السمعة.
وقبل أيام طالبت 7 منظمات حقوقية مستقلة، في بيان، السلطات المصرية بـ «الإفراج عن السجناء ممن تجاوزت أعمارهم 60 عاما، أو الثابتة إصابتهم بأمراض خطيرة كالسرطان وأمراض القلب، وأمراض الجهاز التنفسي، والسجينات الحوامل، والغارمين والغارمات، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من سجناء الرأي من الصحافيين والمحامين والحقوقيين المحبوسين احتياطيًا، ومن الثابت محل سكنهم ولا يشكل خروجهم أي خطر على المجتمع»، مشيرة إلى ان بعضهم «تجاوز المدد القانونية للحبس الاحتياطي المقررة بعامين، وأصبح استمرار احتجازهم إجراء غير قانوني».

وتضمنت قائمة المنظمات الموقعة على البيان، مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، الجبهة المصرية لحقوق الإنسان، مركز النديم، مؤسسة حرية الفكر والتعبير، مبادرة الحرية، مركز بلادي للحقوق والحريات، وكوميتي فور جستس.

ومع إعلان إقفال إسرائيل السجون أمام محامي السجناء ومنع أقاربهم من زيارتهم حيث هناك آلاف الفلسطينيين ممن لديهم أبناء أو أقارب في السجون، أدانت عدة منظمات حقوقية الوضع الذي يعيش فيه السجناء الفلسطينيون، وطالبت بإطلاقهم خوفا من انتشار فيروس كورونا بينهم.

وحذرت جمعية «واعد» للأسرى الفلسطينيين من أن انتقال وباء كورونا للسجون الإسرائيلية مسألة وقت ليس إلا، عندئذ لن يكون بمقدور أحد ان يسيطر عليه نظرا للطبيعة الداخلية لسجون الاحتلال حيث الاكتظاظ في غرف وزنازين ضيقة.

وجاء تحذير «واعد» بعد أنباء حول إصابة 3 سجانين بفيروس كورونا. وقالت إن استمرار الاحتلال ومصلحة سجونه يتجاهل مطالب الأسرى العادلة والإنسانية بتنفيذ إجراءات الوقاية والسلامة داخل السجون من الفيروس سيكون له نتائج كارثية على حياة الأسرى.

 

وفي سياق منفصل، لم يستطع خصوم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حجره وإبعاده عن كرسي رئاسة الوزراء، لكن عدوى كورونا فعلتها أمس، وسيبقى هو ومساعده داخل الحجر لعدة أيام وربما لمدة أسبوعين، بعدما أشبع الإسرائيليين محاضرات عن خطورتها وضرورة اتقاء شرها والالتزام بتعليمات وزارة الصحة بهذا الخصوص. جاء ذلك بعدما تم الكشف عن إصابة ريفكا فالوخ، مستشارته لشؤون اليهود المتزمتين (الحريديم) بالعدوى التي انتقلت لها من زوجها قبل أيام.

ومن المتوقع أن يخضع نتنياهو لفحوصات مخبرية أخرى اليوم الثلاثاء، وفي ختامها سيحدد الأطباء مدة الحجر التي ستفرض عليه، وخلالها سيحاول إدارة شؤون حكومته المؤقتة وعلى رأسها استشراء كورونا بنسب تقلق إسرائيل بشكل كبير وتدفعها للتفكير بفرض إغلاق تام على كل السكان لمدة ثلاثة أسابيع. وقبل ذلك، كان ديوان نتنياهو قد قال إنه لن يضطر للحجر الصحي، لكنه عاد وعدل بيانه بعدما تبين أنه التقى مستشارته المريضة بالعدوى عدة مرات في الأيام الأخيرة هو وعدد من مساعديه، إضافة لعدد من النواب أيضا. كما أعلن أمس أن كافة أفراد عائلة نتنياهو سيخضعون للفحوصات المخبرية للتثبت من عدم إصابتهم بالعدوى. كما تم تأجيل اجتماع لحكومة الاحتلال ليلة أمس للتباحث في تشديد الإجراءات المتبعة لمواجهة كورونا، لكن مكتبه علل ذلك بالإشارة لعدم اكتمال المعلومات الحيوية الخاصة بموضوع الاجتماع، نافين أن يكون التأجيل جراء الحاجة لحجره.

وعودة إلى الصين، التي أعلنت أنها لم تعد تسجل أي إصابات في 20 مقاطعة في حين يستمر عدد الوفيات المسجلة يومياً بالانكماش، إلا أنه تستمر الشكوك حول عدد الوفيات الحقيقي في الصين، إذ يعتقد بعض المراقبين أن العدد الحقيقي وصل إلى عشرات الآلاف في حين لم تعلن الحكومة سوى عن 3300 وفاة.
وأشارت مجلة «نيوزويك» إلى أنه عادت الشكوك حيال الأرقام مع انتشار صور لجِرار الرماد التي وصلت إلى مركز تفشّي الفيروس هذا الأسبوع، بعد تلقّي الذين فقدوا أحباءهم جراء الجائحة تعليمات بأخذ ما تبقّى من حرق جثامين أحبائهم إلى الساحات الجنائزية في المدينة. ونشر الموقع أيضاً صوراً لـ 3500 جرّة رماد، أي أكثر بـ 200 من حصيلة أعداد الوفيات الإجمالية المعلن عنها من قبل الحكومة، علماً أن بعض المقيمين في ووهان يُقدّر حصيلة الوفيات بأنها وصلت إلى حوالى 26000، بناءً على أعداد جرار الرماد التي وصلت المدينة وانتشرت في أنحائها.

زر الذهاب إلى الأعلى