أخبار عربيةالأخبارالعراق

فصيل مسلح شيعي يتبع لإيران ينشر الهلع بين العراقيين ويمارسون منتسبية عمليات السرقة والابتزاز

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في العراق مؤخرا صورا وفيديوهات لانتهاكات فظيعة وغير إنسانية واعتداءات على الحريات الشخصية يقوم بها عناصر ميليشيا مقربة من الحرس الثوري الإيراني يطلقون على أنفسهم اسم “ربع الله”؛ إذ تمارس هذه العصابة المليشياوية نشر الرعب والخوف والهلع بين صفوف العراقيين.

 

كما يواصلون أيضا أعمال الابتزاز لأصحاب محلات المساج ببغداد ومحال المشروبات الكحولية فضلا عن ابتزاز مستوري الحال من التجار والمطاعم المعروفة والفنادق وأصحاب المولات التجارية مقابل حصولهم على أموال شهرية، ومن يرفض الدفع والتعاون معهم فإنه يعرض نفسه ومكان عمله إلى الحرق والتخريب والتفجير بذريعة تطبيق الشريعة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين الناس.

 

وكان أول ظهور لهذه المليشيا على أرض الواقع بالعراق في مطلع العام الحاليّ بعد عملية الاغتيال التي طالت قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، وهدد عناصرها آنذاك بفيديوهات مصوّرة بالثأر من القوّات الأمريكية وبضرورة إخراجهم من العراق انتقاما لقائدهم سليماني الذي قتل في ضربة أمريكية استهدفت سيارته قرب مطار بغداد الدولي.

 

وهؤلاء هم جماعة تعبئة شعبية تتبع إلى التنظيمات والكوادر الداخلية للفصائل الولائية في العراق المرتبطة بطهران، مثل كتائب حزب الله، وحركة النجباء، وعصائب أهل الحق، وسرايا الخرساني.

 

ويقول مدير مركز الدراسات الاستراتيجية غازي فيصل لـ”القدس العربي” إن مليشيا ربع الله تنظيم مسلح يرتبط عقائديا بالاستخبارات الإيرانية وبالحرس الثوري الإيراني في إطار الأجندة الاستراتيجية التوسعية لولاية الفقيه الإيرانية عبر شن عمليات مسلحة في دول الشرق الأوسط وخصوصا في العراق وسوريا، والتي تحاول تجنيد الطبقة الفقيرة من الشباب وتشكل إضافة للميليشيات الولائية في العراق، حيث توجد 46 مليشيا تتلقى الدعم اللوجستي والمادي والعسكري والتدريب من الحرس الثوري، لتضاف إلى وكلاء إيران للقتال بالنيابة لمواجهة قوات التحالف الدولي في الحرب على الإرهاب، كما أعلنت جماعة ربع الله عن ولائها للإمام خميني وللسيد خامنئي المرشد الأعلى.

 

وأضاف فيصل أن هذه الميليشيات تعتبر الانخراط في أتون الحروب طلبا للموت، والاستشهاد الذي يعتبرونه واجبا مقدسا للدفاع عن العقيدة والدين كما تمارسه كغيرها من الكتائب المسلحة والتي تأخذ دور الشرطة الأخلاقية، عبر مراقبة المجتمع والتأكد من الالتزام بقواعد السلوك الإسلامية، على غرار تطبيق “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، حيث هاجموا فندقاً في الكرادة وقاموا بضرب وإخراج النزلاء وحرق الغرف، تحت ذريعة مواجهة الفساد؛ بمعنى القيام بمهمة الأجهزة الأمنية العراقية في حفظ الأمن وتطبيق القانون عبر القضاء دون أي تكليف من الأجهزة المختصة.

 

وأوضح مدير مركز الدراسات لـ”القدس العربي” أن ما تقوم به مليشيا ربع الله من اعتداء على الممتلكات يعرض الأمن الاجتماعي لمخاطر كبيرة، وهذه الجماعة الآن تقود حملة لمواجهة المتظاهرين والاعتداء عليهم في مدن الجنوب والوسط وبغداد وغيرها من المدن، الرافضة للوضع المأساوي والكارثي في العراق، اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، عبر استخدام العنف المسلح والخطف والقتل العمد.

 

ولا يستبعد غازي فيصل امتلاك ربع الله لسجون سرية يمارسون فيها التعذيب كما أشارت إليها منظمة هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية مما يشكل انتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان والدستور العراقي.

 

وبدوره قال الباحث بالشأن السياسي العراقي عبد القادر النايل إن مليشيات ربع الله الآن أصبحت الواجهة الأمنية في تنفيذ توجيهات غرفة العمليات الخاصة التي أسسها قاسم سليماني ويديرها الآن قاآني بعد أن جرى تدريبها على أيادي لبنانيين من مليشيات حزب الله اللبناني في منطقة جرف الصخر، وهي قبل أن يتم اختيار اسمها الحالي ربع الله نفذت مجزرة السنك ضد متظاهري ثورة تشرين. وممارساتهم هي ضمن قانون الإرهاب الحالي لكن السلطات الحكومية متواطئة معهم ولذلك تزداد نشاطاتهم الإرهابية والإجرامية لعدم وجود محاسبة قانونية.

 

وأكد النائل أن استهداف هذه المليشيا لدور المساج والقنوات يأتي ضمن محورين الأول هو لفرض إتاوات مالية لصالح مليشيات حزب الله العراقي، ومحلات بيع الخمور والمساج التي لم تستهدف إلى الآن تحظى بحمايتهم لأنهم ملتزمون بدفع الأموال لهم، وهم يسعون إلى فتح مكاتب اقتصادية ببغداد على غرار المكاتب الاقتصادية في الموصل والأنبار.

 

وأضاف أن المحور الثاني هو استهداف كل من ينتقد إيران وسياساتها في العراق ومشروعها وهنا يأتي تصفية الناشطين وإحراق القنوات وإثبات وجودهم، ولذلك المواطن العراقي يتساءل عن جدوى إقامة الانتخابات في ظل وجود هكذا مليشيات وما قيمة أي حكومة تتشكل إذا لم تستطع مواجهتهم، مما دفع الناس من الآن للعزوف الكامل عن أي مشاركة سياسية قادمة، بحسب النائل.

 

 

المصدر: القدس العربي

زر الذهاب إلى الأعلى