ملفات ساخنة

منظمة “كو كلوكس كلان”.. حين غضت أميركا الطرف عن أخطر منظمة لقتل السود

مقدمة المترجمة

 

تلفت انتباهنا الأحداث الأخيرة إلى ناقوس العنصرية الذي كان يدق منذ عقود وتنكره كل الأحلام الأميركية، لكن التاريخ يشهد قبل الحاضر على ذلك، عندما بلغت القومية البيضاء أوجها وارتفع فخر تفوق الجنس الأبيض حتى مر الآلاف في مسيرات عنصرية على مرأى ومسمع من الجميع، البعض شارك والبعض اكتفى بالمشاهدة، أما من غض الطرف فهو أكبر الآثمين، في المقال سرد لقيام وانهيار جماعة وراء أحد أكثر الأحداث والفترات عنصرية في تاريخ أميركا البيضاء.

 

نص التقرير

 

قبل قرن من الزمان تجمع الملايين من الأميركيين معا للدفاع عن أميركا البيضاء المسيحية والقيم والأعراف التقليدية، وغضَّ معظم المواطنين الطرف عن جماعة تدعى “كوكلوكس”. ففي يوم الثامن من (أغسطس/آب) عام 1925 تجول أكثر من خمسين ألف عضو من جماعة كوكلوكس عبر شوارع العاصمة الأميركية واشنطن، وسار البعض في صفوف بعرض 20 فردًا جنبا إلى جنب، في حين شكل آخرون الحرف الإنجليزي”K” أو الصليب المسيحي. وركبت قلة منهم ظهور الأحصنة، وكثير حمل العلم الأمريكي، رجالا ونساء، واللافتات مزينة بأسماء الولاية أو المنظمة المحلية التي ينتمون إليها، واستمر موكبهم لأكثر من ثلاث ساعات في شارع بنسلفانيا مع اصطفاف المتفرجين.

 

وكان القادة الوطنيون للمنظمة متألقين في ألبسة من الساتان الملونة، وارتدت الطبقة العليا الملابس البيضاء، وتزينت رموزهم برقعة حمراء دائرية تحتوي على الصليب مع قطرة من الدم في المنتصف، وارتدى كل السائرين تقريبا أغطية رأس مدببة لكن وجوههم كانت واضحة للعيان. ويرجع ذلك جزئيا إلى أن المسؤولين يجيزون الاستعراض فقط إذا وافق المشاركون على السير دون إخفاء الوجوه، ولكن لم يكن القناع ضروريا حقا، فلم يجد معظم أعضاء المجموعة سببا لإخفاء وجوههم، فعلى كل حال يوجد الملايين منهم في الولايات المتحدة.

 

معظم الأميركيين اليوم يذكرون جماعة الكوكلوكس باعتبارها منظمة بلغت الذروة في حقبة الحقوق المدنية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وفي أعضائها باعتبارهم من الطبقة الدنيا من الرجال الجنوبيين البيض الذين أخفوا هوياتهم بينما كانوا يلوحون بعلم الكونفدرالية في تجمعات مؤيدة للفصل العنصري، وأحرقوا الصلبان على مروج أعدائهم، ونكَّلوا بضحاياهم الأبرياء.

 

وربما كان آخرون على دراية بالجماعة من الستينيات والسبعينيات حيث كانت منظمة إرهابية وبيضاء ومن الجنوب تحديدا تتألف من الرجال الذين عذبوا وقتلوا الناس تحت غطاء من الظلام، في محاولة لتقويض الحريات السياسية والاقتصادية الممنوحة للمستعبدين سابقا خلال عصر إعادة الإعمار. لكن الكوكلوكس كانت في أوج شعبيتها خلال فترة العشرينيات في الولايات المتحدة الأمريكية، عندما كانت منتشرة على الصعيد الوطني، وكان أعضاؤها من الطبقة الوسطى، وكان كثير من أنشطتها العامة البارزة جدا موجه نحو الاحتفالات، والمعارض، والتجمعات الاجتماعية.

 

في بعض النواحي كانت هي تلك المجموعة الأقل أذى من بينهم جميعا، مغلفة أيديولوجيتها الضارة باعتبارها قيما تقليدية للمدن الصغيرة، وشجعت جماعة كوكلوكس التي كانت في العشرينيات الأميركيين البيض الذين ولدوا بأميركا على الاعتقاد بأن التعصب والتخويف والمضايقات والعنف غير المقنن توافقوا تماما مع الاحترام الوطني، إن لم يكونوا أمورا محورية. وقبل ذلك كانت الجماعة قد توقفت منذ ما يقرب من نصف قرن عندما قرر ويليام جيه سيمونز إحياء المنظمة في خريف عام 1915. وسيمونز المقيم في أتلانتا عمل لصالح مجتمع أخوي يدعى وودمن أوف ذا وورلد، وكان ينتمي بالفعل إلى العديد من النوادي والكنائس. لكنه كان يحلم لسنوات بتأسيس تنظيم أخوي بنفسه في يوم من الأيام، ومع الأنشودة التي ألفها دي دابليو جريفيث للجمعية “ذا بيرث أوف آ نايشن – ميلاد أمة” بدا الإلهام والتوقيت ملائمين تماما.

 

حرق الصليب وميلاد الجماعة

 

وفي عشية عيد الشكر، بعد جولة على متن حافلة مستأجرة مع حوالي 15 رجلا آخرين، إلى تشكيل الجرانيت الكبير خارج المدينة المعروف باسم جبل ستون، أشعل سيمونز النار في صليب خشبي وأعلن الميلاد الجديد لفرسان جماعة كوكلوكس. وبإعلان سيموزن في صحف أتلانتا “الجماعة السرية والاجتماعية والوطنية والأخوية الأعظم” و”تنظيم من الدرجة الرفيعة للرجال ذوي الذكاء والشخصية” ظلت الجماعة في تخبط لعدة سنوات، وكانت قد جذبت بضعة آلاف من الأعضاء فقط في ربيع عام 1920، إلى أن قام سيمونز بتعيين ماري إليزابيث تايلر وإدوارد يونغ كلارك مسؤولي دعاية ومروجين للمجموعة، فقسم كل من تايلر وكلارك البلاد بأكملها إلى ما هو أشبه بمناطق مبيعات، وأرسلوا أكثر من 1000 محامٍ في الميدان لتجنيد الأعضاء، وكانت رسوم العضوية بالجماعة تبلغ 10 دولارات تستخدم جزئيا كعمولة للمحامين. ونجحت إستراتيجيات تايلر وكلارك إلى حد كبير، فتضخمت العضوية القومية للجماعة إلى أكثر من مئة ألف في غضون أشهر.

 

في عام 1921 كشفت صحيفة إكسبوسيف أكثر من 100 عمل من أعمال العنف التي ترعاها الجماعة ودفعت إلى تحقيق من قِبل الكونغرس، لكن الدعاية اللاحقة لذلك لم تزد الجماعة إلا قوة، فاكتسبت أكثر من مليون عضو جديد في أوائل عام 1922. وأدت الصراعات الداخلية وصراعات السلطة إلى إطاحة سيمونز من منصبه القيادي في وقت لاحق من ذلك العام، واستعيض عنه بطبيب أسنان من ولاية تكساس يدعى هيرام إيفانز. ورغم الاقتتال الداخلي والمعارضة الخارجية واصلت الجماعة نموها، وبحلول عام 1925 أصبح بها ما يتراوح بين مليونين و5 ملايين عضو وتعاطف الملايين أو دعمهم.

 

أيديولوجية كوكلوكس

 

استوحت الجماعة إلهامها التاريخي من الماضي الجنوبي الذي يعود إلى عصر إعادة الإعمار، لكن الجموع من الأميركيين البيض توافدوا إلى المنظمة من جميع أنحاء الولايات المتحدة، ووجدت مكاتب الجماعة في المدن والبلدات والريف على حد سواء، ولم يكن للمنظمة وجود في الولايات الكونفدرالية السابقة مثل أركنساس وجورجيا وألباما وتكساس فحسب، بل في إنديانا وأوريغون وكنساس وكولورادو وبنسلفانيا وواشنطن وأوهايو كذلك.

 

ولم يكن الأعضاء النموذجيون أثرياء ذوي سلطة ولا فقراء معدمين، بل كانوا من الأميركيين البيض من الطبقة المتوسطة وأسرهم: أصحاب الأعمال التجارية الصغيرة والباعة والكهنة والأساتذة والكتبة والمزارعون والأطباء والمحامون. ومن الناحية الأيديولوجية مزجت الجماعة كلا من رهاب الأجانب والتحيز الديني وتفوق العرق الأبيض مع قيم الفكر المحافظ. ففي خضم الركود العالمي الذي حدث في أعقاب الحرب العالمية الأولى كان الخوف والقلق منتشرين بين البروتستانت البيض المولودين في أميركا من أن البلد الذي عرفوه وكانوا معتادين على الهيمنة عليه آخذ في التراجع. وقد شعروا بالقلق إزاء تدفق المهاجرين من شرق المتمسكين بالشيوعية والمعتقدات السياسية المزعومة الأخرى، وكذلك إزاء التأثير المتزايد للكاثوليك واليهود في الحياة الأميركية، وهجرة الأميركيين الأفارقة من الجنوب.

 

كان الرواج الفكري للحداثة الدينية، وتوسيع الحريات السياسية والجنسية للمرأة، ومنظور الفجور والجريمة والإثم، كلها في ارتفاع، فقط أكدت الشعور بأن العالم كان يدور خارجا عن سيطرتهم. فدعت الجماعة إلى استعادة “الأميركية الحقيقية”، وقدمت للأعضاء منصة شيطنت السود والكاثوليك واليهود والمكسيكيين والآسيويين وأي مهاجرين عرقيين غير بيض آخرين، بينما أدانت كذلك الشيوعية، ومعظم أشكال السياسة اليسارية الأخرى، والتأثيرات الثقافية “الخبيثة” مثل الكحول، وتحديد النسل، وتعليم نظرية التطور في المدارس الحكومية.

 

وبتقديم نفسها تارة باعتبارها منظمة إصلاحية قيمية مسيحية، وأخرى باعتبارها وسيلة لترسيخ القوة الاقتصادية والسياسية للبروتستانت الأنجلوسكسونيين البيض، ازدهرت الجماعة مع وعد بأن القومية البيضاء النشطة والقيم التقليدية ستعيق مد الحداثة وتضمن أن القوى التي تخطط لتقويض سلطة الأميركيين المولودين في الولايات المتحدة سوف تبقى في خناق. ومن غير المفاجئ فقد أنتجت مثل هذه النظرة العدائية للعالم قدرا كبيرا من العنف، بدءا من أواخر العقد الأول في القرن التاسع عشر وخلال عشرينياته قام أعضاء الجماعة بمئات من حالات التعدي بالضرب والجلد، وعشرات من جرائم القتل. وقاموا بتهديد مروجي الخمور وجلد المكسيكيين، ووضعوا القطران والريش على الأطباء الذين أجروا عمليات الإجهاض، والسياسيين أصحاب قوة السلاح، وقاموا بإعدام السود، وظهروا في هجمات ليلية ليرعبوا بائعات الهوى، وضايقوا اليهود وعنفوا الشابات اللاتي عثر عليهن يركبن سيارات بصحبة الرجال.

 

لكن العنف لم يكن أمرا جذابا لمعظم أعضاء الجماعة، وفي الواقع أنكر معظمهم دعمهم لهذه الأنشطة، ولم يعتبر كثيرون أنفسهم عنصريين متحمسين على الإطلاق. فلم تكن شعبية الجماعة نتاج تأييدها للكراهية الخام الموجهة نحو غير البيض وكل ما يزعم أنه غير أخلاقي، بل لكونها سمحت بالتعبير عن التفوق الأبيض والمحافظة الأخلاقية بطرق مقبولة ثقافيا وحتى ظاهريا. ومثل العديد من المنظمات التي قدمت نفسها باعتبارها أخوية، أعطت الكوكلوكس أعضاءها الشعور أنهم ينتمون إلى شيء خاص، كاملا بطقوسه السرية، مثل المصافحات وألقاب ساحرة الوقع، مثل الساحر الإمبراطوري والعملاق السامي والكلمات الرمزية والزي الموحد.

 

الأنشطة الخيرية “البيضاء”

 

دعمت الجماعة المسيرات والنزهات، وفرق البيسبول ومسابقات أجمل طفل، وكانت لدى أعضاء الجماعة فرق موسيقية تؤدي حفلات موسيقية عامة وفِرق عزفت في معارض الولاية. بالإضافة إلى وحدات نسائية واسعة، وحتى عدد من الأنشطة للأطفال، تحمل أسماء مثل جونيور كوكلوكس، و تري-كيه كلوب، وصغار الكوكلوكس.

 

وظهر أعضاء الجماعة في الكنائس صباح كل أحد للتبرع بالمال، وأداروا حملات خيرية، وأقاموا حفلات عيد الميلاد للأيتام، وجمعوا الأموال لبناء مستشفيات للبروتستانت فقط. وبذلوا جهودا لمكافحة النفوذ الكاثوليكي المزعوم في المدارس العامة من خلال التبرع بالأعلام الأميركية والأناجيل، وأنشأوا طقوسا خاصة بالجماعة لحفلات الزفاف، والتعميد، والجنازات. وقدموا المرشحين لمئات من المناصب في الولايات والمكاتب المحلية، وانتخب الأميركيون عددا لا يحصى من أعضاء الجماعة عُمدا للمدن، وأعضاء مجلس إدارة المدارس، وأعضاء مجالس المدن، ومديرين للشرطة ومشرعين للولايات.
وكان من بين أعضاء الجماعة في مناصب بارزة وقوية على وجه الخصوص المحافظين أمثال إدوارد جاكسون من إنديانا وكليفورد ووكر من جورجيا، وكذلك أعضاء مجلس الشيوخ الأميركيين إيرل مايفيلد من تكساس ورايس مينز من كولورادو.

 

لكن مقابل كل عضو بالجماعة انضم سعيا لفرصة التنمر وتهديد وضرب السود، والمهاجرين، وممارسي الرذيلة، كان هناك العشرات الذين جذبتهم هذه الأنواع من سبل المشاركة المجتمعية والمدنية من أجل إقامة علاقات تجارية وسياسية، على أن يكونوا من ذوي الطبقة المتوسطة البيضاء البيض، وأن تتاح لهم فرصة أن يفتخروا علنا بأنهم البيض والبروتستانت والأميركيين المولودين بأميركا.

 

وليس هناك ما يشير إلى أن أيديولوجية التعصب أو العنف العنصري كانت قابلة للانفصال عن التآلف المجتمعي، أو العمل الخيري، أو الفخر، أو النشاط السياسي. على العكس من ذلك، فقد كان كل ذلك قطعة واحدة، وحتى الأعضاء الذين جاءوا إلى المنظمة في الغالب لأن الأصدقاء والجيران شجعوهم على القيام بذلك رأوا نداء التفوق الأبيض وفهموا تماما كيف أن ظهور أعضاء الجماعة في زيها بث الخوف في قلوب أعداد كبيرة من إخوانهم الأميركيين.

 

انهيار رمز العنصرية البيضاء

 

وكان أحد العوامل التي ساعدت في إسقاط الجماعة هو الاعتراف المتزايد أن هذا الخوف كان مشروعا، وعارض الرئيسان وارن هاردينغ وكالفين كوليدج جماعة الكوكلوكس، ومع مرور السنوات انقلب عدد متزايد من الموظفين العموميين والمواطنين البارزين الذين انضموا إلى الجماعة عندما زاد أعدادها في أوائل العشرينيات، وتحولوا ضد المنظمة عندما اتضح أنها ليست مجتمع أخوي مفيد، بل مؤامرة تغاضت عن الساديين والمتعصبين. وفي نهاية المطاف، كان استعراض واشنطن العاصمة في صيف عام 1925 نقطة رمزية عالية لجماعة كوكلوكس في العشرينيات.

 

وبحلول نهاية العقد تضاءلت أعدادها عمليا إلى أعداد ضئيلة للغاية، ولكن سيكون من الخطأ الاعتقاد أن رد فعل عنيف ضد عنف الجماعة كان السبب الرئيس لانهيارها، وبالطبع كانت الولايات المتحدة محظوظة بوجود رؤساء فترة العشرينيات رأوا كوكلوكس باعتبارها تهديدا عاما، بيد أنها لم تتفكك بسبب التحرر الأساسي للأميركيين البيض وقادة البلاد. بل إنها تراجعت في الغالب بسبب تدميرها الذاتي، وشدة وثبات خصومها، وتغيير السياقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي حرمت الجماعة من الكثير من الطاقة التي منحتها الحياة.

 

ورأى زعماء الجماعة فروع الولايات والفروع المحلية باعتبارهم دكتاتوريين يسرقون الأموال من خزانات المنظمة، وتحول تيار الأعضاء التاركين للجماعة نتاج الإحباط إلى فيضان بحلول نهاية عام 1925 بعد إدانة ديفيد ستيفنسون، عضو الجماعة الرائد في ولاية إنديانا، لقتله امرأة شابة كان أيضا قد اغتصبها بوحشية. وكانت هذه الفضيحة مدمرة لأعضاء الجماعة الذين يقدّرون التزام المجموعة المزعوم بالنزاهة الأخلاقية، ولكن لم تكن للعديد من الكهنة البروتستانت، ومنظمات حقوق المدنية للسود، ومحرري الصحف، والجماعات اليهودية والكاثوليكية التي علا صوتها واتسمت بالشجاعة في معارضة الجماعة منذ البداية.

 

ربما كان الأكثر أهمية في إسقاط جماعة كوكلوكس هو أن رؤية أميركا المتحللة من الأيديولوجيات الأجنبية والمهاجرين الخطرين والتدوير الأخلاقي لم تأت إلى حيز الوجود أبدا. فقد تراجع الركود بعد الحرب العالمية الأولى وازداد الاقتصاد الأميركي مرة أخرى في منتصف العشرينيات من القرن الماضي، وتلاشت نزاعات العمل التي حذّر منها رجال الجماعة نتيجة التحريض الشيوعي، واستمرت الهجرة السوداء دون التسبب في اضطرابات واسعة النطاق وثورة اجتماعية، والقيود المفروضة على الهجرة التي تم تمريرها في عام 1924 حدّت من الواصلين من أوروبا الشرقية، وعصر تخطي الأعراف تحرك قدما سواء أحب القيميون ذلك أم لا.

 

وبين ذلك كله ظل البروتستانت البيض المولودون بأميركا يحتفظون بنصيب الأسد من القوة في الولايات المتحدة، ولم يحتاجوا لجماعة لإبقائه. فحتى في ظل غياب الجماعة ظلت الأمة مكانا حيث كان التحيز ضد الأقليات العرقية والدينية منتشرا، وحيث عانى الأميركيون السود بشكل خاص من التمييز القانوني والعنف القاتل.

 

ومع ذلك، كان هناك شيء مثير للقلق إزاء الولايات المتحدة التي أصبح فيها نداء التعصب عاما وواسع الانتشار أمرا اعتياديا، وحيث أمكن للممونين الشعور بالارتياح التام للتعبير عن ذلك من خلال هذه الأنشطة الفاضحة جليا، في بلد طبعت من جماعة كوكلوكس فإنه كان لا يكاد يهم ما إذا كان كل أميركي أبيض قد شعر بجاذبية المنظمة، وربما كانت نسبة كبيرة منهم لا تريد الاتصال بأي شكل بالجماعة على الإطلاق، ولكن إن لم يهتموا بمشاهدة الاستعراض يمر من أمامهم فهم في الغالب قد أشاحوا بنظرهم بعيدا.

 

المصدر: الجزيرة مترجمة عن The Atlantic

زر الذهاب إلى الأعلى