نتنياهو سيرضخ لشروط حماس
أعلنت إسرائيل في بداية حربها على قطاع غزة أن الهدف الأول للحرب هو إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفي المقابل وضعت حماس شروطها لإتمام صفقة التبادل.
وتمثلت شروط حماس لإطلاق الأسرى بوقف الحرب، وانسحاب إسرائيل من غزة، والإفراج عن جميع الأسرى لدى إسرائيل، وعدم المساس بحماس.
ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتبر هذه الشروط بمثابة استسلام لحماس، وأعلن رفضه القاطع لها قائلا: “أنا أرفض رفضا قاطعا شروط الاستسلام التي يضعها وحوش حماس”.
وجاءت تصريحات نتنياهو هذه قبيل انعقاد مجلس وزراء الحرب لمناقشة ملف تبادل الأسرى والمحتجزين، وفقا لصحيفة يديعوت أحرنوت التي قالت إن رئيس جهاز الموساد سيُقدم خلال الجلسة إحاطة بشأن التقدم الحاصل بشأن بلورة صفقة تبادل جديدة محتملة مع حماس.
لكن تقارير تشير إلى أن كل أعضاء مجلس الحرب لا يتفقون مع نتنياهو في أن استعادة الرهائن أمر ممكن تحقيقه من خلال الحرب، وأبرزهم عضو مجلس الحرب الإسرائيلي غادي أيزنكوت الذي قال إن الأسرى متفرقون للغاية تحت الأرض؛ حيث إن احتمال إطلاق سراحهم منخفض للغاية.
وأضاف: “من المستحيل في المستقبل القريب إعادة الرهائن أحياء دون اتفاق ولا أعرف ما إذا كان هناك ضوء في نهاية النفق، لكنني أعلم أننا بحاجة إلى إظهار القيادة في قدرتنا على قول الحقيقة للناس”.
من ناحيته لا يقر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد أيضا سياسة نتنياهو في استعادة الأسرى من خلال الحرب ويقول: إذا أردت القضاء على حماس عليك أن تخرج الرهائن أولا، وقد قلت في الكنيست ولرئيس الوزراء شخصيا إن هناك دعما كاملا لأي اتفاق مهما كان مؤلما، وإذا كان الثمن وقف القتال، فليكن.
ورصدت حلقة (2024/1/22) من برنامج “شبكات”، بعض تعليقات وتغريدات مواقع التواصل التي حمّلت نتنياهو مسؤولية إطالة الحرب، والعناد وعدم الواقعية، إضافة إلى تغريدات أشارت إلى أنه سيرضخ لشروط حماس بخصوص ملف الأسرى في نهاية المطاف.
وحمّل الناشط “وولف” نتنياهو مسؤولية إطالة أمد الحرب وغرد: “كل الدلائل تقول إن نهاية الحرب باتت قريبة، ولولا عناد نتنياهو المبالغ فيه لكانت الحرب انتهت مؤخرا”، وأضاف: لكن عناده وغطرسته ورفضه إعلان هزيمة إسرائيل وفشلها في تحقيق أي هدف مركزي من أهداف الحرب أجّل وقف إطلاق النار.
أما “أبو أيمن” فأكد أن الزمن عامل حاسم وأن نتنياهو سيرضخ في النهاية وقال: الأيام بيننا، نتنياهو سينفذ شروط حماس مهما طالت الحرب.
ومن ناحيته أشار الناشط قاضي إلى أن نتنياهو يريد إطالة الحرب لأنه مطلوب للتحقيق والمحاكمة، وأضاف: لا يهمه إعادة الأسرى إلى ذويهم أحياء لأن استمرار الحرب يعني (وجود) احتمال كبير جدا أنهم سيقتلون بسبب القصف.
من جهته اتهم الناشط أبو شهاب الجيش الإسرائيلي بالكذب وتساءل: أين هم الأسرى الإسرائيليون الذين استطاع الجيش الإسرائيلي الإفراج عنهم في المعارك؟، وأضاف: لم تنجحوا في الإفراج عن أي أسير، بل قتلتم أسرى كانوا عند حماس.
وللضغط على حكومة نتنياهو اقتحم اليوم بعض أفراد عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة؛ اجتماع لجنة المالية في الكنيست الإسرائيلي، ورفعوا لافتات تحمل أسماء أقربائهم المحتجزين وتطالب بالإفراج الفوري عنهم، وأخرى تحمّل الحكومة والائتلاف الحاكم المسؤولية عن سلامتهم، ورددوا شعارات تطالب بتحريرهم فورا والتوجه نحو إبرام صفقة تبادل تضمن عودتهم سالمين.
وفي انتظار عودة الأسرى من غزة قالت عائلاتهم إن نتنياهو أبلغهم بأنه ليست هناك صفقة مناسبة وذات صلة لإعادة المخطوفين.