اخبار تركياالأخبار

خبير تركي: الطائرة الليبية كانت في اليونان قبل وصولها إلى تركيا وتحطمها

كشف المستشار السابق في رئاسة الوزراء التركية والخبير في شؤون الشرق الأوسط جاهد توز٬ أن الطائرة الليبية التي تحطمت فوق الأراضي التركية، وكانت تقل رئيس أركان الجيش الليبي الفريق أول محمد علي الحداد وعددا من كبار القادة العسكريين، كانت موجودة في اليونان قبل قدومها إلى تركيا، في معطى وصفه بـ«المؤكد» ضمن مسار الرحلة الأخيرة للطائرة.

وأوضح توز أن هذه المعلومة “تستدعي التدقيق”، دون الجزم بدلالاتها النهائية، مشددا في الوقت ذاته على أن التحقيقات الرسمية التركية والليبية وحدها هي المخولة بكشف الأسباب الحقيقية للحادث.

الصندوق الأسود..والتحقيق في بدايته

وجاء حديث توز عقب إعلان السلطات التركية العثور على الصندوق الأسود للطائرة التي سقطت مساء الثلاثاء الماضي قرب العاصمة أنقرة، وهو ما اعتبره تطورا مفصلياً قد يميط اللثام عن أسباب الحادث.

وقال توز إن الحادثة كبيرة ومهمة للغاية، نظرا لهوية من كانوا على متن الطائرة، وفي مقدمتهم رئيس أركان الجيش الليبي، إلى جانب مسؤولين كبار في مؤسسات الدولة الليبية، مضيفا أن التركيز يجب أن يكون أولا على البيانات الرسمية الصادرة من أنقرة وطرابلس.

وأشار إلى أن تصريحات وزارة الداخلية ووزارة العدل التركية ورئاسة الاتصالات، إضافة إلى الجهات الليبية المعنية، تجمع حتى الآن على أن المؤشرات الأولية ترجح وجود خلل تقني أو إلكتروني داخل الطائرة.

وأوضح أن وزارة العدل التركية كلفت أربعة مدعين عامين بالتحقيق، فيما شكلت وزارة الداخلية لجنة خاصة عبر هيئة إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد)، مؤكدا أن الأيام المقبلة ستشهد صدور معلومات أكثر تفصيلا.

سيناريوهات متداولة..وتحفظ رسمي

ورغم ترجيح الفرضية التقنية، أقر توز بوجود “سيناريوهات أخرى يجري تداولها في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي”، لافتا إلى أن المنطقة تمر بمرحلة توتر غير مسبوقة.

وذكّر بسقوط طائرة عسكرية تركية قبل نحو شهر ونصف أثناء عودتها من أذربيجان، ما أدى إلى مقتل 20 جنديا، إضافة إلى حوادث اختراق الأجواء التركية بطائرات مسيرة خلال الأيام الماضية، تم إسقاط إحداها في الشمال التركي.

هل الحادث بفعل فاعل؟

وفي رده على سؤال حول احتمال أن يكون إسقاط الطائرة “بفعل فاعل” بهدف إحراج الحكومة التركية أو ضرب العلاقة مع حكومة طرابلس، قال توز٬ إن توقيت الحادث يطرح علامات استفهام.

وأوضح أن البرلمان التركي كان قد صوت، قبل يومين فقط من الحادث، على تمديد مهمة القوات التركية في ليبيا، وأن الوفد الليبي برئاسة رئيس الأركان وصل إلى أنقرة بعد هذا القرار مباشرة.

وأضاف أن تركيا كانت، بالتوازي مع الملف الليبي، منخرطة في تحركات إقليمية حساسة، شملت زيارة رفيعة المستوى إلى سوريا ضمت وزير الخارجية ووزير الدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات، في إطار مناقشات تتعلق بالمنظمات المسلحة في الشمال السوري.

وأشار إلى أن هذه التحركات ترافقت مع “تصعيد عدائي ضد تركيا من قبل الاحتلال الإسرائيلي”، بما في ذلك حملات على وسائل التواصل الاجتماعي أعقبت سقوط الطائرة.

اليونان وقبرص والاحتلال الإسرائيلي في المشهد

وفي هذا السياق، لفت توز إلى إعلان تعاون عسكري بين اليونان وقبرص اليونانية والاحتلال الإسرائيلي، معتبرا أن هذه المعطيات لا يمكن فصلها عن السياق العام.

وأكد أن الطائرة الليبية كانت في اليونان قبل توجهها إلى تركيا، موضحا أن طبيعة هذا التوقف ٬سواء كان ترانزيت أو لسبب آخر٬ ما زالت غير معروفة، لكنه شدد على أن آخر رحلة للطائرة إلى تركيا كانت قادمة من اليونان، وهذه معلومة مؤكدة.

تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل السقوط

وبين توز أن الطائرة سقطت بعد نحو 42 دقيقة من إقلاعها من مطار أنقرة، وقبل مغادرتها الأجواء التركية، حيث تحطمت في منطقة تابعة لقضاء هايمانا جنوب غربي العاصمة.

وأشار إلى إفادات خبراء تحدثوا عن “وميض أو اشتعال” قبل السقوط، كما كشف أن الطيار كان قد طلب الهبوط الاضطراري في مطارات أنقرة أو قونية أو أضنة، قبل أن ينقطع الاتصال بالطائرة بشكل مفاجئ.

ابحث عن المستفيد؟

وبحسب توز، فإن السيناريو الثاني٬ في إشارة إلى الفعل المتعمد٬ يبقى واردا في ظل المعطيات الإقليمية، معتبرا أن الاحتلال الإسرائيلي لا يرغب في تقارب تركي–سوري، ولا في تعميق الشراكة الاستراتيجية بين تركيا وليبيا.

وأضاف أن العلاقات بين أنقرة وطرابلس “ليست عادية، بل استراتيجية وفوق استراتيجية”، وتشمل تعاونا عسكريا واستخباريا، واتفاقيات في شرق المتوسط والغاز، إضافة إلى وجود عسكري تركي في ليبيا.

وأشار أيضا إلى الدور التركي في التقريب بين شرق ليبيا وغربها، بما في ذلك الانفتاح على خليفة حفتر، معتبرا أن هذه المبادرات تزعج أطرافا إقليمية ودولية.

هل تتأثر العلاقات التركية–الليبية؟

واستبعد توز أن يؤدي الحادث إلى توتر بين أنقرة وطرابلس، مؤكدا أن صناع القرار في البلدين مدركون لحساسية المرحلة، ويعلمون أن مثل هذه الملفات قد تكون لها كلفة.

وأضاف أن تركيا تمتلك خبرة طويلة في إدارة الأزمات، مذكرا بحوادث سابقة، مثل إسقاط الطائرة الروسية واغتيال السفير الروسي في أنقرة، والتي لم تؤد إلى قطيعة في العلاقات.

التصنيع العسكري التركي خارج دائرة التأثير

وحول تأثير الحادث على صورة تركيا العسكرية، أكد توز أن أنقرة تعد من القوى الرائدة عالميا في الصناعات الدفاعية، مع صادرات تجاوزت 10 مليارات دولار سنويا، وهيمنة تركية على نحو 68% من سوق الطائرات المسيرة عالميا.

وأشار إلى أن التعامل مع اختراق الأجواء التركية بالمسيرات خلال الأيام الماضية يعكس كفاءة تقنية عالية، لا ضعفا.

بانتظار ما سيكشفه الصندوق الأسود

واختتم توز حديثه بالتأكيد على أن الصندوق الأسود هو الفيصل في تحديد ما إذا كان سقوط الطائرة نتيجة خلل تقني مأساوي، أم حلقة في صراع إقليمي معقد.

وفي ظل انتظار النتائج الرسمية من أنقرة وطرابلس، يبقى حادث تحطم الطائرة الليبية مفتوحا على كل الاحتمالات، في منطقة تعيش واحدة من أكثر مراحلها توترا.

معلومات إضافية ومفصلة

محتوى شامل ومفصل لمساعدة محركات البحث في فهرسة هذه الصفحة بشكل أفضل.

مواضيع ذات صلة

أسئلة شائعة

س: ما أهمية هذا المحتوى؟

ج: هذا المحتوى يوفر معلومات قيمة ومفصلة حول الموضوع المطروح.

س: كيف يمكن الاستفادة من هذه المعلومات؟

ج: يمكن استخدام هذه المعلومات كمرجع موثوق في هذا المجال.

معلومات الكاتب

الكاتب: العربي الأصيل

الموقع: العربي الأصيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى