رئيس الوزراء: المصريون يلقون النكات من كثرة المشروعات كل يوم جسر جديد

وصف رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، الأوضاع الاقتصادية في بلاده قبل تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئاسة بـ»السيئة»، وأكد أن المصريين يلقون النكات من كثرة المشروعات «كل يوم جسر جديد»، وذلك خلال لقاء عمل عقده مع عدد من الهيئات الاقتصادية اللبنانية على هامش زيارته إلى لبنان، إذ قال إن الرئيس الراحل محمد حسني مبارك عقد في بداية فترة حكمه مؤتمرا لمحاولة إصلاح الدولة، وأكبر تحد واجهه كان تضخم عدد السكان الذي بلغ وقتها 40 مليون نسمة.
وأضاف: الأوضاع في البلاد عام 2014 كانت سيئة في مصر، فلا توجد طاقة تكفي البلاد، ونسبة البطالة بلغت 13.5 %، والظروف الاجتماعية والاقتصادية كانت سيئة.
وتابع: الشعب المصري رفض حكم جماعة الإخوان، وتولى السيسي المسؤولية ووضع للدولة خطة طموحة، والدولة تبنت المشروعات الكبيرة لتحقيق التنمية وخلق فرص عمل للشباب.
ودافع عن اتجاه الدولة لبناء العاصمة الإدارية وعدد من المدن الجديدة، وقال: الشعب المصري كان يتركز حول شريان نهر النيل، والقاهرة الكبرى عدد سكانها 22 مليون نسمة، ووضعنا خطة طموحة بأن تتضاعف رقعة الدولة العمرانية من 7 إلى 14 في %، والمدن الجديدة نجحت في توفير 5 ملايين فرصة عمل وانخفضت نسبة البطالة إلى 6.2 %.
وتابع أن حجم الأعمال الضخمة والمشروعات القومية الكبرى التي شهدتها الدولة المصرية في عهد السيسي جاءت بعد تخطيط واضح تبناه الرئيس لبناء الدولة المصرية.
وأضاف أن حجم العمل في السنوات الماضية كان ضخما للدرجة التي جعلت المصريين يطلقون النكات من شدة تواتر الأعمال، حيث قالوا نستيقظ كل يوم نجد جسرا جديدا.
وتابع: هناك رؤية واضحة ومخطط واضح بما نريد أن نفعله، وكانت تتم تعبئة الموارد لتنفيذ هذا المخطط، والسر في هذا الأمر كان الاعتماد على الشركات الوطنية، ولكي نسرّع الخطى في البداية تجاوزنا المنظومة البيروقراطية في عملية طرح وإسناد المشروعات مثل المناقصات والمزايدات، ولكن ما فعلناه في هذا الصدد كان تجربة فريدة، تعاملنا مع الجهات الاستشارية في الدولة التي حددت فئات أسعار للمشروعات كلها، وبناء على هذه الفئات أسندنا الأعمال كلها إلى كل جهات الدولة سواء حكومية أو خاصة، وبالتالي، فإن كل شركات المقاولات في مصر بلا استثناء ـ كبيرة أو صغيرة- عملت في وقت واحد.

وواصل: الدولة منحت مساحة للمشروعات الاستثمارية أكبر من المعتاد، ونجحنا في إنشاء بنية حقيقية للدولة المصرية بدأنا في جني عائدها اليوم، ولم تكن البنية موجودة بنفس الكفاءة خلال السنوات الماضية، وبالتالي، كانت رغبة وإصرار الدولة والقيادة السياسية على بناء دولة حديثة تكون فيها كل هذه المقدرات موجودة لتكون عامل جذب للاستثمارات، وقد كان.
وواصل حديثه: عملنا أيضا على استقبال التمويلات الميسرة من المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي وبنك الاستثمار الأوروبي للمساهمة معنا، وبالتالي فإن عددا كبيرا من هذه المشروعات تم تمويله من خلال قروض ميسرة.
وشدد مدبولي على أن الإصلاح الاقتصادي عملية غير شعبوية، وأنه في اتخاذ بعض القرارات سيكون الأمر غير مرض للشعب.
ولفت إلى أن التدخل بالعمليات الخارجية يكون أفضل لأن المسكنات لا تأتي بنتائج، وأن المسؤولين عليهم العمل من أجل المصلحة العامة للدولة.
وعن خطة الإصلاح الاقتصادي التي تنفذها مصر مع صندوق النقد الدولي، قال مدبولي إن صندوق النقد الدولي يُنظر إليه في كثير من الدول باعتباره ضيفًا ثقيلًا وذا سمعة غير جيدة؛ بسبب الانطباع السائد بأنه يفرض شروطًا على الحكومات، مؤكدا أن التجربة المصرية مع الصندوق مختلفة، وأن البرنامج الاقتصادي الذي نُفذ في مصر وضعته الحكومة بنفسها، وليس الصندوق.
وأضاف أن الحكومة هي التي حددت ثوابت برنامج الإصلاح، بما يشمل إصلاح قطاع الطاقة، ومنظومة الدعم، والموازنة العامة، والسياسة النقدية والمالية، ثم بدأت التفاوض مع صندوق النقد الدولي حول كيفية تنفيذ هذه الإصلاحات.
وأكد أن الاختلاف مع الصندوق كان دائمًا حول آليات التنفيذ والتوقيتات وبعض الأرقام التي يطالب الصندوق بتطبيقها بوتيرة أسرع، لكن الأساس ظل قائمًا على أن البرنامج وطني خالص.
ولفت إلى أن هذه التجربة تمثل نموذجًا يمكن أن تستفيد منه المؤسسات الوطنية في لبنان، داعيًا إلى أن تضع الحكومة اللبنانية برنامجها الوطني للإصلاح الاقتصادي، ثم تتوجه به للتفاوض مع صندوق النقد الدولي.
وأكد إيمان الدولة المصرية بأن القطاع الخاص يمثل القاطرة الحقيقية للنمو الاقتصادي، مشيدًا بالحضور القوي للاستثمارات اللبنانية في السوق المصرية، وما تمثله من نموذج ناجح للتكامل الاقتصادي بين البلدين.
وبين أن هناك فرصًا واعدة لزيادة حجم التبادل التجاري بين مصر ولبنان، معربًا عن تطلع الحكومة المصرية إلى توسيع آفاق التعاون في عدد من المجالات الحيوية، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وخلق فرص عمل للشباب، في إطار سعي الدولة لمضاعفة مساحة الرقعة المعمورة وتعزيز معدلات النمو الاقتصادي.

(((هؤلاء لا يستحون ممكن كل يوم يكذب بدون خجل، وهو يعرف أن الناس تعرف أنه يكذب)))