مذكرة سرية تكشف هشاشة الاستراتيجية الإسرائيلية في غزة

حذرت مذكرة سرية صادرة عن رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، إيال زامير، الحكومة من استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة دون رؤية سياسية واضحة، محذّرة من أن هذا الوضع يعرض الجنود والأسرى للخطر.

وذكرت القناة 13 العبرية أن زامير سلم المذكرة مباشرة إلى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب، يسرائيل كاتس، مشيراً فيها إلى أن “مقاتلي الجيش يعودون إلى المواقع نفسها من دون تحقيق أي هدف سياسي”، محذراً من تدهور الوضع الإنساني للأسرى مع استمرار العمليات العسكرية.

وأوضحت الوثيقة أن العمليات الحالية تفتقد إلى أي نهاية سياسية واضحة، خصوصاً في مدينة غزة، وأن إسرائيل لم تبحث عن بديل لحركة حماس في القطاع، ما يجعل أي انتصار ميداني مؤقتاً بلا أثر سياسي. وأكد زامير على أن “كل عملية يجب أن تقود إلى نهاية سياسية”، إلا أن هذا المطلب لم يتحقق حتى الآن.

وأضافت القناة العبرية أن تسريب الوثيقة أثار ردود فعل واسعة داخل إسرائيل، خصوصاً بين أهالي الجنود المشاركين في العمليات، حيث قال بعض الأهالي للقناة 13: وفقاً لرئيس الأركان، يتم إرسال أبنائنا للموت والإصابة بلا هدف. أرواحهم ليست رخيصة، وحان الوقت للتدخل وإيقاف هذه الحرب العبثية.

ويأتي ذلك بالتزامن مع لقاء نتنياهو الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في واشنطن، حيث ناقش الجانبان مقترحاً أمريكياً لإنهاء الحرب. وأكد متحدث باسم جيش الاحتلال وجود المذكرة، ووصفها بأنها “شديدة الحساسية”، محذراً من أن أي تسريب لمضمونها يشكل خرقاً لأمن الدولة، مع رفضه التعليق على تفاصيل الوثيقة، مكتفياً بالتأكيد على أنها سُلّمت مباشرة إلى القيادة السياسية.

ويذكر أن الرئيس الأمريكي استقبل نتنياهو عند مدخل البيت الأبيض، قائلاً: “أنا متأكد من أنه ستكون هناك صفقة”. وخلال اللقاء، اتصل نتنياهو برئيس وزراء قطر، محمد بن عبد الرحمن، وقدم اعتذاراً عن الضربة الجوية الأخيرة على الدوحة، معبّراً عن أسفه لوفاة المواطن القطري العريف بدر سعد محمد الحميدي الدوسري، أحد منتسبي قوة الأمن الداخلي، بحسب ما أورد موقع “أكسيوس” الأمريكي والإعلام العبري الرسمي.

وفي الوقت نفسه، تظاهر مئات الإسرائيليين أمام السفارة الأمريكية في تل أبيب، مطالبين بالتوصل إلى صفقة لإعادة الأسرى المحتجزين في غزة، وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.