مقال رئيس التحرير

كيف وصل صبيان فرنسا لحكم الجزائر

معظم المجاهدين الحقيقين يكونون من أسر رفيعة المستوى ويمتازون بالتواضع الكبير والخجل والصدق مع أنفسهم ومع الناس، وهذه الخاصية يعرفها الفرنسيين، لهذا أدخلوا أولادهم للقضاء على المجاهدين الحقيقيين، وبدئوا يصنعوا لأولادهم انتصارات وهمية وقصص خرافية حتى تمكنوا من أزاحت المجاهدين الحقيقين، عندما أعلنت فرنسا انسحابها من الجزائر، وسلمت الحكم لأولادها المخلصين، فأصبحوا فيما بعد أقذر من الفرنسيين أنفسهم، لهذا ضمنت فرنسا احتلالها للجزائر حتى بعد خروجها، وهذا ما فعلوه بتونس أيضا.
ولا ألوم المجاهدين الحقيقيين رحمهم الله وغفر لهم، ولكن ألومهم أنهم كانوا غير حذرين ويغلب عليهم الطيبة الزائدة، فالمجاهد يجب آن لا يأمن المقربين منه بسهولة، ويقتل كل من يشك بأمره ويرى منه أفعال مريبة، فالقيادة الجهادية تقوم على سوء الضن لا على حسن الضن، فلا مجال في الجهاد لحسن النوايا، فإذا قتل المشكوك فيه ظلما فجزاءه الجنة إن شاء الله، فالجهاد لا يحتمل الغفلة، فهذا هو الدهاء السياسي، وما ينطبق على الجهاد ينطبق على تأسيس الدول والحكم.
وها هو الشعب الجزائري اليوم يدفع مئات الألاف من الشهداء بسبب الغفلة عن أولاد فرنسا، ولن يستطيع الجزائريين نيل الحرية إلا بالجهاد مرة أخرى ضد أولاد فرنسا.

في الجهاد إما أن تكون المنتصر أو تكون الشاة التي ستذبح، فلا مجال لحسن النوايا.

حمد الخميس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى