أخبار عربيةالأخبارقطر

منحة قطرية لتوريد مليوني متر مكعب من الغاز يومياً

أعلن وزير الطاقة السوري محمد البشير، عن تنسيق متقدم لدمشق مع الدوحة لتسريع إجراءات توريد الغاز القطري إلى الأراضي السورية، في مسعى لتحسين واقع توليد الكهرباء في البلاد، وتخفيف وطأة التقنين الكهربائي الذي تعاني منه المحافظات منذ سنوات.

 

تسريع توريد الغاز

 

وجاء إعلان الوزير السوري عبر تغريدة نشرها على منصة «إكس»، أوضح فيها أنه عقد اجتماعاً عبر تقنية الاتصال المرئي مع نظرائه في كل من قطر والأردن وتم خلاله الاتفاق على سلسلة خطوات تهدف إلى تسريع توريد الغاز، بما ينعكس إيجاباً على إنتاج الكهرباء وزيادة عدد ساعات التغذية في مختلف المحافظات.

وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» تفاصيل أوفى عن الاجتماع، مشيرة إلى أن البشير ناقش عبر الفيديو مع وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني صالح الخرابشة، والمدير العام لصندوق قطر للتنمية فهد السليطي، مجالات التعاون الثلاثي في مجال الطاقة، وبحث آليات نقل الغاز من قطر إلى سوريا مروراً بالأراضي الأردنية، بالإضافة إلى بحث مساهمة صندوق قطر للتنمية في دعم المشاريع المتعلقة بالطاقة، وفرص الاستثمار وتبادل الخبرات.

ولتوضيح تفاصل المشروع، كشف المهندس خالد أبو دي، مدير المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء في سوريا، المنحة القطرية تهدف إلى تزويد سوريا بالغاز الطبيعي.

وأكد أن هذه المنحة يجري تنفيذها عبر شبكة الغاز العربي، التي تربط قطر بالأردن ثم بسوريا، موضحا أنه جرى الاتفاق على ضخ يومي يبلغ مليوني متر مكعب من الغاز، وهي الكمية ذاتها التي نُص عليها في الاتفاقية الموقعة بين الأطراف المعنية.

وفيما يتعلق بجاهزية البنية التحتية السورية لاستقبال هذه الكميات من الغاز المستورد، فإن الاختبارات التي أُجريت خلال الشهر الماضي أثبتت أن البنية التحتية السورية جاهزة بالكامل، مشيرا إلى أن كميات تجريبية تم ضخها بالفعل عبر الخط دون تسجيل أي صعوبات فنية، الأمر الذي يعكس جاهزية الشبكة وكفاءتها التشغيلية.

وحول الأثر المتوقع لهذه الكميات على واقع الكهرباء في سوريا، أكد أن إدخال الغاز سيمكن من رفع إنتاج الطاقة الكهربائية بنحو 400 ميغاواط، وهو ما سينعكس بشكل مباشر على زيادة ساعات التغذية وتحسين استقرار التيار الكهربائي المقدم للمواطنين.

كما شدد على التزام الإدارة العامة للكهرباء ببذل كل الجهود الممكنة لتحسين واقع الطاقة في البلاد، وتوظيف الموارد المتاحة بما يخفف من معاناة المواطنين في ظل الظروف الراهنة.

 

وتأتي هذه الخطوة في أعقاب إعلان قطري سابق، في منتصف مارس/ آذار الماضي، عن إطلاق مبادرة لتزويد سوريا بالغاز الطبيعي عبر الأردن، في إطار اتفاقية ثلاثية بين صندوق قطر للتنمية ووزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية، وبالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الذي سيتولى الإشراف على تنفيذ المشروع على أرض الواقع.

وحسب مصادر دبلوماسية، فإن المشروع يُعد أول تحرك فعلي يترجم التفاهمات التنسيقية بين الأطراف الثلاثة إلى إجراءات على الأرض، مع التأكيد على الطابع الإنساني والتنموي للمبادرة، وذلك في خطوة قال مسؤول أمريكي إنها تحظى بموافقة من واشنطن.

وقال مسؤول أمريكي إن صفقة الغاز حصلت على موافقة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دون أن يوضح كيف تم التواصل بهذا الشأن.

ووفقا لما أعلنه صندوق قطر للتنمية آنذاك، فإن الكميات الموردة من الغاز ستتيح توليد ما يصل إلى 400 ميغاواط من الكهرباء يومياً في المرحلة الأولى من المشروع، على أن ترتفع القدرة الإنتاجية تدريجياً في محطة دير علي الواقعة جنوب العاصمة دمشق.

وأوضح الصندوق أن الكهرباء المنتجة سيتم توزيعها على عدد من المناطق السورية، تشمل دمشق وريفها، والسويداء ودرعا والقنيطرة، بالإضافة إلى حمص وحماة وطرطوس واللاذقية وحلب ودير الزور، في خطوة من شأنها تعزيز استقرار الخدمات الأساسية ودعم المجتمعات المحلية التي تأثرت بالأزمة خلال السنوات الماضية.

 

دعم الاستقرار

 

وفي هذا الإطار أكدت وكالة الأنباء القطرية «قنا» على الطابع الإنساني والاستراتيجي للمبادرة، معتبرة أن توريد الغاز إلى سوريا يندرج ضمن التزام دولة قطر بدعم الاستقرار في المناطق المتأثرة بالنزاعات من خلال أدوات تنموية فعالة.

وأشارت إلى أن الاتفاق يأتي في إطار رؤية صندوق قطر للتنمية لتعزيز الشراكات الإقليمية في مجال الطاقة، وتقديم حلول مستدامة تعزز من قدرة المجتمعات على الصمود، وتوفر خدمات أساسية كالكهرباء، التي تُعد ركيزة لعودة الحياة الاقتصادية والتعليمية والصحية إلى طبيعتها في سوريا.

كما ذكرت في وقت لاحق أنه تم توقيع اتفاقية بين صندوق قطر للتنمية ووزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية لتقديم إمدادات معتمدة من الغاز الطبيعي إلى سوريا عبر الأردن في خطوة تهدف إلى معالجة النقص الحاد في إنتاج الكهرباء.

وقال وزير الطاقة الأردني صالح الخرابشة لوكالة الأنباء الأردنية إن صندوق قطر للتنمية سيمول المشروع بالكامل.

وذكر أن ميناء العقبة على البحر الأحمر سيستقبل الغاز الذي سيُضخ إلى سوريا عبر خط الغاز العربي، ويمتد جزء من خط الأنابيب من العقبة شمالا عبر الأردن إلى سوريا.

وتعاني سوريا من نقص حاد في الكهرباء وما تقدمه الدولة منها لا يكون متاحا إلا لساعتين أو ثلاث في اليوم في أغلب المناطق. والضرر الذي لحق بشبكة الكهرباء يعني أن توليد الكهرباء وتزويد السكان بالمزيد منها هو جزء من المشكلة فحسب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى