أخبار عالميةالأخبار

أوكرانيون يعبرون عن غضبهم من الناتو وإسرائيل والإمارات

لن نصبح أعضاء في حلف الناتو، بهذه الجملة خرج الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أول أمس الثلاثاء عن إطار المألوف في خطاب بلاده السياسي منذ 2014، ملمّحا إلى عدم تمسكه بمساعي عضوية الحلف، والنهج الدستوري الذي أقرته أوكرانيا في 2019 بهذا الصدد.

 

ولم يُقابل تصريح زيلينسكي بموجات غضب وسخط هذه المرة، لا سيما أنه جاء بعد سيل انتقادات ضمنية وجهها للحلف، يبدو أنها أقنعت مؤيديه وخصومه على حد سواء، بخذلان أوكرانيا لرفضه تسليحها مباشرة، والامتناع عن فرض منطقة حظر جوي فوق البلاد، والخوف من روسيا.

 

عقوبات لا تكفي

 

ورغم أن الإجراءات والعقوبات المفروضة على روسيا منذ بداية الحرب غير مسبوقة، فإن السلطات الأوكرانية وجهت انتقادات حادة إلى من تصفهم بـ”الشركاء الغربيين” بشكل عام، مطالبة بفرض مزيد من العقوبات، وبصورة تعزل روسيا تماما عن العالم.

 

كما انتقدت أوكرانيا ضعف المساعي الغربية لإيجاد حل دبلوماسي يؤدي إلى وقف إطلاق النار، ويمهّد لحوار جاد، من شأنه إيقاف الحرب المستمرة منذ 24 فبراير/شباط الماضي.

 

رفض اللاجئين

 

ورغم أن إسرائيل حاولت لعب أدوار وساطة بين كييف وموسكو مؤخرا، فإن ذلك لم ينسِ الأوكرانيين مواقف تل أبيب (السابقة والجديدة) من أزمة بلادهم الراهنة، على ما يبدو.

 

وبدأت مواقف تل أبيب قبل الحرب، وحين كانت في دائرة “الاحتمال”، برفض تزويد أوكرانيا بنظام “القبة الحديدية” الدفاعي، إلى جانب الطلب الذي وجهته إسرائيل إلى روسيا لضمان أمن رعاياها في أوكرانيا، تسليما بأن السيطرة ستكون بعد الحرب لروسيا، ما دفع كييف إلى استدعاء وتوبيخ سفير إسرائيل.

 

ثم وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت “نصيحة” للرئيس زيلينسكي، اقترح بموجبها الموافقة على شروط موسكو لوقف الحرب، الأمر الذي اعتبره الأخير استسلاما ومستحيلا لأسباب سياسية وعسكرية.

 

كما دار حديث عن رفض الكنيست الإسرائيلي السماح لزيلينسكي بإلقاء خطاب أمامه عبر تقنية الفيديو لحشد الدعم لبلاده، على غرار ما فعل أمام مجالس عدة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا.

 

ولعل الحلقة الأخيرة في سلسلة هذه المواقف تتعلق بإعلان إسرائيل تعليق نظام “الدخول بدون التأشيرة” مع أوكرانيا، لمنع وصول لاجئين منها، الأمر الذي دفع الخارجية الأوكرانية إلى التلويح برد مماثل.

 

أوكرانيون: نسجل المواقف

 

وأثار الموقف الإسرائيلي الأخير، وموقف إماراتي مماثل سبقه في أول أيام الحرب، غضبا واسعا بين الأوكرانيين، مع ترحيب كبير بمواقف دول أخرى.

 

وكتب النائب البرلماني السابق أرتيم فيتكو على فيسبوك “إسرائيل لا تريد استقبال لاجئين من أوكرانيا. أوقات مثيرة للاهتمام نعيش فيها، عندما يدعم أولئك الذين عانوا من النازية (اليهود) من يمارسون النازية الآن (الروس). هذا رغم أن كثيرا من اليهود يقاتلون الآن من أجل أوكرانيا”.

 

ويعلّق الكاتب والمحلل السياسي أوليكساندر بالي على ذلك قائلا: كان من المستبعد أن يلجأ أوكرانيون بأعداد كبيرة إلى إسرائيل والإمارات، ومع ذلك أغلقت تلك الدول أبوابها.

 

وأضاف: بالمقابل، عمدت دول أخرى إلى فتح أبوابها، وإلى إلغاء نظام التأشيرة بصورة عاجلة مع أوكرانيا، لاستقبال اللاجئين بسهولة ويسر، كإيرلندا؛ وأعلنت تركيا استقبال عشرات الآلاف من الأوكرانيين بكل سرور، مع استمرار جهود أنقرة للعب دور الوساطة وإيقاف الحرب.

 

واعتبر بالي أن هذه المواقف يجب أن تسجل للتاريخ. فاتفاقيات الصداقة والتعاون والتجارة الحرة قد لا تعني شيئا عند الشدائد.

زر الذهاب إلى الأعلى