انتخابات مصر… غاب المواطنون وحضر المال

كشفت عمليات فرز الأصوات في المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب المصري عن عزوف شعبي عن المشاركة، بعد أن اتهمت المعارضة أحزاب الموالاة بممارسة انتهاكات واسعة تمثلت في شراء الأصوات وممارسة البلطجة واستخدام الحشود الوهمية أمام اللجان.
ففي دائرة التجمع الخامس في القاهرة التي تعد سكنا للأغنياء، كشفت النتائج النهائية للحصر العددي لأصوات الناخبين عن إدلاء 40 ألفا و994 مواطنا بأصواتهم، فيما يبلغ إجمالي عدد الناخبين المقيدين أمام جميع اللجان الفرعية التابعة للجنة العامة 729,638 ناخبا، بنسبة مشاركة بلغت 5.5 ٪.
وفي دائرة حلوان والمعصرة والتبين و15 مايو في القاهرة، وحسب بيانات اللجنة العامة، بلغ إجمالي من لهم حق بالتصويت 828430، بينما جاء عدد المصوتين 54939، بنسبة مشاركة بلغت 6.6 ٪.
وفي دائرة روض الفرج وبولاق، وهي مناطق شعبية، أعلن المستشار أيمن النحال رئيس اللجنة الانتخابية العامة أن عدد الناخبين المسجلين 461717، وعدد الحضور 26970، وعدد الأصوات الباطلة 2401، وعدد الأصوات الصحيحة 24569، بنسبة تصويت بلغت أقل من 6 ٪.
وفي مدينة السويس، وهي إحدى المدن المعروفة بنسبة مشاركتها العالية في الانتخابات السابقة، كان إجمالي عدد الناخبين المقيدين أمام جميع اللجان الفرعية التابعة للجنة العامة 505586 ناخبا، وإجمالي عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في جميع اللجان 36219 ناخبا، وهكذا بلغت نسبة التصويت 7 ٪. وفي محافظة الدقهلية، وهي إحدى المحافظات الريفية التي يعتمد فيها التصويت على العصبيات العائلية، حيث بلغ إجمالى عدد الناخبين ممن لهم حق التصويت داخل اللجان الانتخابية 470572 ناخبًا وناخبة، وعدد من أدلوا بأصواتهم 58509 ناخبًا بنسبة تصويت 12 في المئة.
وحسب النتائج الأولية المعلنة، لم يتمكن سوى 4 مرشحين محسوبين على المعارضة من حجز مقاعدهم من الجولة الأولى، هم النائب ضياء الدين داود الذي ينتمي للتيار الناصري بعد فوزه بمقعد فارسكور في دمياط، وأحمد البدري فرغلي نجل القيادي اليساري البدري فرغلي في دائرة بورسعيد، وإسلام قرطام نجل رئيس حزب المحافظين عن دائرة حلوان، وعبد المنعم إمام عن حزب العدل في دائرة التجمع، فيما يخوض عدد من مرشحي المعارضة جولة الإعادة، ومنهم أحمد بلال عن حزب التجمع في دائرة المحلة، واحمد الشرقاوي عن دائرة المنصورة، ومحمد عبد العليم دواد عن إحدى دوائر دميا، فيما مثل المرشح محمد زهران نقيب المعلمين المستقلين مفاجأة بعد أن نجح في الوصول إلى جولة الإعادة دون تعليق لافتة واحدة ومن دون إنفاق، معتمدا على السير على قدميه في الدائرة وتوزيع دعايته الورقية بنفسه، ما أسفر عن حالة تعاطف واسعة معه.

وكانت المرحلة الثانية شهدت احتجاز نواب محسوبين على المعارضة من قبل المشرفين على اللجان.
وقدم طلعت خليل عمر، عضو مجلس النواب السابق والمرشح في محافظة السويس عن حزب المحافظين، شكوى رسمية إلى رئيس اللجنة العامة للانتخابات في المحافظة، على خلفية واقعة حدثت داخل اللجنة الفرعية في مركز شباب المدينة.
وبيّن خليل في شكواه أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من شقيقته دولت خليل عمر، التي تعمل وكيلاً عاماً عنه أفادت فيه بأنه تم التحفظ عليها عند مرورها على مقر اللجنة الفرعية. وأضاف أنه توجه إلى اللجنة على الفور للاستفسار عن الموقف، إلا أنه فوجئ بتعامل شديد الغلظة من رئيس اللجنة الفرعية، الذي نهره بطريقة اعتبرها إهانة غير مبررة، رغم تقدمه في السن.
ولفت إلى أنه حاول احتواء الموقف، إلا أن رئيس اللجنة طلب منه هويته الشخصية وأبلغه بأنه سيتم التحفظ عليه أيضاً، وأنه سيحرر مذكرة بالواقعة.
الأمر نفسه تعرضت له المرشحة منافسته مونيكا مجدي التي اتهمت منافسها بممارسة التزوير والبلطجة والترويع.
وقال النائب فريدي البياضي، نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، أحد أحزاب المعارضة التي ترفع شعار الحيز المتاح، وقبلت بدخول الانتخابات على قائمة الموالاة، إن المؤشرات الأولية لفرز أصوات مرشحي الحزب في المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب «ليست جيدة»، لافتا إلى أنه لم ترد حتى الآن أي مؤشرات على دخول مرشحين للإعادة على مقاعد الفردي، ولا حسم لأي مقعد من الجولة الأولى.
وأضاف أن النتائج المتداولة حتى الآن أولية ولم تصدر النتائج النهائية بعد، لافتًا إلى وجود عدد من المخالفات في بعض الدوائر، متمنيًا إعادة الانتخابات في هذه الدوائر التي رصدت فيها تلك المخالفات.
وبين أن عدد مرشحي الحزب في محافظات المرحلة الثانية بلغ 11 مرشحًا على النظام الفردي، و9 مرشحين ضمن القائمة الوطنية من أجل مصر على المرحلتين الأولى والثانية.
يذكر أن المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب جرت في 13 محافظة بنظام الفردي وهي القاهرة، والقليوبية، والدقهلية، والمنوفية، والغربية، وكفر الشيخ، والشرقية، ودمياط، وبورسعيد، والإسماعيلية، والسويس، وشمال سيناء، وجنوب سيناء، إضافة إلى نظام القوائم، الذي يضم قائمة القاهرة وجنوب ووسط الدلتا، وقائمة شرق الدلتا.
ومن المنتظر أن تجرى جولة الإعادة في المرحلة الأولى، في الخارج يومي 1 و2 ديسمبر/كانون الأول المقبل، وفي الداخل يومي 3 و4 من الشهر نفسه، وتعلن النتيجة النهائية في 11 من الشهر نفسه.
وستعلن الهيئة نتيجة المرحلة الثانية في 2 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، على أن تجرى انتخابات الإعادة في المرحلة الثانية في الخارج يومي 15 و16 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، وفي الداخل يومي 17 و18 من الشهر نفسه، على أن ينتهي ماراثون الانتخابات بإعلان نتيجة الإعادة للمرحلة الثانية في 25 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.