أخبار عربيةالأخبار

لم يُسمح للرئيس السوري بالدخول من البوابة الرئيسية للبيت الأبيض

تحت عنوان “في واشنطن.. يؤكد الرئيس السوري أحمد الشرع تحوّله السياسي وتقاربه مع الولايات المتحدة”؛ قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إن الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع لم يُسمح له بالدخول من البوابة الرئيسية للبيت الأبيض، أو المشاركة في اللقاءات الدبلوماسية الودية أمام الكاميرات، بل دخل عبر باب جانبي بعيدًا عن الأضواء، غير أن رمزية الحدث لم تتراجع: استقبال مقاتل جهادي سابق، كان معتقلًا لدى الجيش الأمريكي في العراق، في البيت الأبيض بكل حفاوة، حيث أظهرت الصور الملتقطة في المكتب البيضاوي أجواءً ودّية.

وأضافت صحيفة “لوموند” القول إن هذه الزيارة كانت مشحونة بالدلائل حول التحولات العميقة التي شهدها الشرق الأوسط خلال العامين الماضيين. فهي تروي تسارع مصير مزدوج: مصير الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، ومصير بلاده التي تحولت من دولة منبوذة إلى حليف. فقد وصفه دونالد ترامب بأنه “رجل قوي” و”قائد صلب”، وقال، بعد ظهر الإثنين، إن أحمد الشرع يمكنه أن يقود بلاده نحو النجاح.

وأضاف: إذا نظرتم إلى سوريا عبر السنوات، كان لديهم أطباء ومحامون، وعقول لامعة كثيرة، إنها بلد رائع فيه أناس عظماء. ونحن نريد لسوريا أن تنجح مثل بقية الشرق الأوسط. ونحن واثقون من أنه سيتمكن من إنجاز هذه المهمة.

وذكَّرت صحيفة “لوموند” أنه قبل عام واحد فقط، كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد عرضت مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار لمن يُسهم في القضاء على الرجل الذي كان يُعرف آنذاك باسمه الحركي “أبو محمد الجولاني”. أما الرئيس الانتقالي اليوم، فقد خرج، الإثنين، بين أنصاره قرب البيت الأبيض، ودُعي إلى مقابلة على قناة “فوكس نيوز”. وعن ماضيه الجهادي قال: “إنها قضية من الماضي”، مشيرًا إلى أن دونالد ترامب قد أهداه قبعة حمراء تحمل شعار اجعلوا أمريكا عظيمة مجددًا.

مفتاح الاستقرار الإقليمي

التقى الرجلان للمرة الأولى في الرياض، في شهر مايو، خلال الجولة الإقليمية لدونالد ترامب، بمبادرة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي يُنتظر أن يزور البيت الأبيض في 18 نوفمبر الجاري، وهو يروّج بقوة للزعيم السوري الجديد على الساحة الدولية، معتبرًا أن إنهاء عزلة سوريا هو مفتاح الاستقرار الإقليمي.

وقد شارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باتصال هاتفي خلال اللقاء، وهو الذي يتمتع بعلاقات ممتازة مع ترامب، ويُعدّ الراعي الأول للحكومة الجديدة في دمشق، تُشير صحيفة لوموند.

أظهر ترامب مرونة كبيرة في تعامله مع الشرق الأوسط، إذ لم يتقيد بالتحالفات التقليدية ولا بالعداوات القديمة. فرغم المعارضة الشديدة من بعض أنصار حركة “ماغا”، الذين يرون أنه “لا وجود لجهادي سابق”، فقد انتهز البيت الأبيض فرصة سقوط نظام عائلة الأسد في ديسمبر عام 2024. فوصول أحمد الشرع إلى السلطة، ورغبته في تعزيز الشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا ودول الخليج، يتيح فرصة لإعادة التوازن الإقليمي، بإخراج سوريا من المحور الإيراني والنفوذ الروسي. وقد علّقت الولايات المتحدة جزءًا من العقوبات المفروضة على دمشق لإعطاء الحكومة الجديدة فرصة، توضح صحيفة لوموند.

أكد الرئيس الشرع أنه يسعى لإبرام اتفاق يتيح انضمام بلاده إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة. وقال وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى: الاتفاق سياسي ولا يتضمن في الوقت الحالي أي بُعد عسكري. وهكذا ستصبح سوريا الدولة التسعين التي تنضم إلى هذا التحالف الذي شكّلته الولايات المتحدة عام 2014 عندما استولى التنظيم على ثلث العراق وسوريا.

تعاون ميداني

واعتبرت صحيفة “لوموند” أن هذه الخطوة قد تُكرّس واقعًا قائمًا منذ شهور على الأرض، يتمثل في تعاون ميداني بين القوات السورية والأمريكية ضد الخلايا الجهادية التي تحاول استغلال هشاشة الوضع في دمشق بعد الأسد. وقد أبرز مقطع فيديو ذلك مؤخرًا، إذ ظهر الرئيس السوري مرتديًا قميصًا وربطة عنق، يلعب كرة السلة مع الأميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية للقوات الأمريكية (سنتكوم).

تمت دعوة تركيا لتكون ضامنًا للاتفاقات المبرمة بين الرئيسين ترامب والشرع. وعُقد اجتماع عمل في البيت الأبيض بين وزراء الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني، والتركي هاكان فيدان، والأمريكي ماركو روبيو. اتفق الطرفان على مواصلة تنفيذ اتفاق الـ10 مارس الخاص بدمج القوات الكردية، التي تدير شمال شرق سوريا، ضمن الدولة السورية الجديدة.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي على ضرورة التوصل إلى اتفاق أمني مع إسرائيل، التي ترغب في الاحتفاظ بحرية حركة عسكرية في جنوب سوريا كما في لبنان. وتدفع الولايات المتحدة الأمريكية نحو إيجاد تفاهم بين إسرائيل والحكومة السورية الجديدة.

وفي مقابلته مع قناة “فوكس نيوز”، استبعد أحمد الشرع في الوقت الراهن انضمام بلاده إلى “اتفاقات أبراهام” الخاصة بتطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، مشيرًا إلى أن هذه الأخيرة ما زالت تحتل هضبة الجولان، التي لم تعترف بضمها سوى الولايات المتحدة الأمريكية.

ويرغب ترامب في إحياء مسار التطبيع الذي أطلقه خلال ولايته الأولى وتوقف بعد هجوم حركة “حماس” في 7 أكتوبر 2023، ثم الحرب في غزة. إن انضمام سوريا والسعودية إلى هذه الاتفاقات سيكون إنجازًا دبلوماسيًا ضخمًا لكلٍّ من إسرائيل والإدارة الأمريكية، لكنه يبدو بعيد المنال حاليًا لغياب أفق سياسي واقعي للفلسطينيين.

رفع العقوبات والاستثمارات

تمهيدًا لزيارة الرئيس السوري إلى البيت الأبيض، حصلت إدارة ترامب، في 6 نوفمبر، على قرار من مجلس الأمن الدولي برفع العقوبات المتعلقة بالإرهاب عن أحمد الشرع ووزير داخليته أنس خطاب. وقد سمح ذلك لوزارة الخارجية الأمريكية بشطب اسم الرئيس السوري من قائمة الإرهابيين، معتبرةً أن حكومته “تبذل جهودًا حثيثة لتحديد أماكن الأمريكيين المفقودين، والوفاء بالتزاماتها في مكافحة الإرهاب والمخدرات، والقضاء على بقايا الأسلحة الكيميائية، وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين، ودفع عملية سياسية شاملة يقودها السوريون أنفسهم”.

في واشنطن، – تتابع صحيفة “لوموند” – جاء أحمد الشرع ليطالب برفع أشدّ العقوبات المفروضة على بلاده، وهي تلك المنصوص عليها في “قانون قيصر لحماية المدنيين السوريين” الصادر عام 2019، نسبةً إلى المُبلّغ الذي كشف آلاف الصور لضحايا نظام الأسد.

ورغم أن إدارة ترامب علّقت هذه العقوبات لمدة ستة أشهر إضافية – باستثناء التعاملات المتعلقة بإيران وروسيا – إلا أنها ما تزال تعرقل تنفيذ استثمارات موعودة بمليارات الدولارات، لا سيما من دول الخليج، لإعادة إعمار سوريا بعد أربعة عشر عامًا من الحرب. كما تعيق هذه العقوبات تعافي الاقتصاد في بلدٍ يحتاج فيه ثلثا السكان، أي نحو 25 مليون شخص، إلى مساعدات إنسانية.

مساء الأحد، تُشير صحيفة “لوموند”، وبمبادرة من طارق وياسمين نعمو، وهما زوجان سوريان- أمريكيان من ولاية فلوريدا يعملان على تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وسوريا، التقى الشرع برئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، النائب الجمهوري برايان ماست (عن فلوريدا). ويُعدّ الأخير، إلى جانب السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام (عن كارولاينا الجنوبية)، من أبرز المعارضين لرفع العقوبات الأمريكية نهائيًا عن سوريا.

وأكد برايان ماست، المؤيد لإسرائيل والمقاتل السابق في الجيش الأمريكي الذي فقد ساقيه في أفغانستان عام 2010، اللقاء في بيانٍ له، قائلًا إنه سأل الزائر عن سبب تغيّر العداء بين البلدين، فأجابه الشرع بأنه يريد التحرر من الماضي.

ولم يُفصح ماست عمّا إذا كان قد غيّر موقفه بشأن رفع العقوبات، فيما تعهّد الرئيس دونالد ترامب أمام الشرع باستخدام نفوذه في الكونغرس لدفعه إلى التصويت لصالح رفعها نهائيًا، في الوقت الذي بحث فيه الطرفان فرص الاستثمارات الأميركية في سوريا.

معلومات إضافية ومفصلة

محتوى شامل ومفصل لمساعدة محركات البحث في فهرسة هذه الصفحة بشكل أفضل.

مواضيع ذات صلة

أسئلة شائعة

س: ما أهمية هذا المحتوى؟

ج: هذا المحتوى يوفر معلومات قيمة ومفصلة حول الموضوع المطروح.

س: كيف يمكن الاستفادة من هذه المعلومات؟

ج: يمكن استخدام هذه المعلومات كمرجع موثوق في هذا المجال.

معلومات الكاتب

الكاتب: العربي الأصيل

الموقع: العربي الأصيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى