البرهان: السودان يخوض حربا مصيرية

قال رئيس مجلس السيادة السوداني، قائد الجيش عبد الفتاح البرهان إن بيان مجموعة دول الرباعية بخصوص السودان، لا يعنيهم وليسوا طرفاً فيه وأن أي مبادرة لا يشاركون في مخرجاتها غير ملزمة لهم، لافتاً إلى أنه أبلغ الولايات المتحدة أنهم لن يقبلوا بفرض أجندة خارجية أو أي حل لا يلقى قبول السودانيين.
ودعت الرباعية، التي تضم الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة، بعد اجتماع لوزراء خارجيتها يوم الجمعة الماضي، إلى جدول زمني لإنهاء الصراع في السودان تضمّن إقرار هدنة إنسانية لثلاثة أشهر عبر «مسار جدة» ووقف إطلاق النار وإطلاق عملية انتقال مدني خلال تسعة أشهر مع رفض أي دعم عسكري خارجي.
وأكد البرهان خلال لقائه في مقر السفارة السودانية في الدوحة عدداً من المفكرين والإعلاميين والمثقفين ورجال الأعمال السودانيين أن الحكومة منفتحة على أي جهود تسعى لإيقاف الحرب شريطة الحفاظ على سيادة ووحدة البلاد وصون مؤسساتها الوطنية. وشدد على عدم رهن السودان وسيادته لأي دولة مهما كانت علاقته بها.
وجدد التزام الدولة بحماية ورعاية كل من يلقي السلاح وينحاز للصف الوطني، مضيفاً: أي سياسي معارض يرجع لرشده وصوابه ،سيجد الساحة السياسية مرحبة به.
وجاء لقاء البرهان على هامش مشاركته في القمة العربية والإسلامية التي اختتمت أعمالها مؤخراً في العاصمة القطرية. وتطرق إلى مجمل الأوضاع في السودان على ضوء الحرب، التي قال إنها مصيرية من أجل عزة وكرامة الشعب السوداني، مشيراً إلى الانتصارات العظيمة التي حققها الجيش والقوات المساندة له في كافة محاور العمليات.
وأضاف أن ذلك لم يكن ليحدث لولا التفاف الشعب حول الجيش وإيمانه العميق بقدراته على الحسم ضد مليشيا الدعم السريع الإرهابية.
وأشار إلى أن الدعم السريع يتلقى دعماً عسكرياً متواصلاً بأسلحة حديثة عبر تشاد.
وأضاف: الشعب السوداني سينتصر في حربه الوجودية ولن نضع السلاح حتى نفك الحصار عن الفاشر وزالنجي وبابنوسة وكل شبر دنّسه التمرد.
في المقابل، قال قائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي» إن ما أسماها بقوات «تأسيس» حققت «سلسلة من الانتصارات» في محاور ولايات كردفان.
وأضاف في تغريده له: هذه الانتصارات العظيمة عززت تقدمنا نحو تحقيق تطلعات شعوبنا السودانية في السلام العادل والشامل والتنمية المستدامة.
ومن المنتظر أن تُستأنف في أكتوبر/تشرين الأول المقبل في مدينة أديس أبابا الإثيوبية ،اللقاءات التشاورية بين القوى السياسية السودانية، تحت رعاية الاتحاد الإفريقي بهدف تقريب وجهات النظر بين الأطراف المدنية المختلفة ووقف الحرب والعودة للمسار الديمقراطي.
وكان الاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية «إيغاد» قد أعلنا في بيان مشترك الأحد الماضي، أنهما سيعقِدان بالتعاون مع الجامعة العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، جولة «معززة» من المشاورات مع القوى المدنية السودانية، خلال أكتوبر/تشرين الأول ،تهدف إلى تعزيز وحدة الصف وتهيئة الأرضية لحوار سوداني – سوداني شامل، يقود إلى وقف للنار وانتقال سياسي مدني ونظام دستوري.
وقال مصدر مطلع إن عددا من التحالفات والقوى السياسية تلقت دعوات رسمية من الاتحاد الافريقي و«إيغاد» لحضور جولة المشاورات في السادس والعاشر من أكتوبر/تشرين الأول المقبل في مقر الاتحاد في أديس أبابا، لافتاً إلى أن الجولة ستكون تحضيرية على أن يعقد الحوار الشامل لاحقاً في العاصمة المصرية القاهرة.
في الموازاة، قال مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الأفريقية والشرق الأوسط مسعد بولس إن الوقت قد حان لعودة أكثر من 10 ملايين نازح سوداني إلى ديارهم، مبيناً أن خارطة الطريق التي أقرتها مجموعة دول الرباعية مؤخراً لإنهاء الحرب في السودان تضمنت إطاراً زمنياً واضحاً.
تصريحات بولس جاءت في أعقاب لقاء له الأربعاء مع قادة الاتحاد الأفريقي، مشدداً على أن تدهور الوضع الإنساني في السودان يتطلب من العالم معالجة هذه القضية فوراً ووضع حد لها، كما نوه بإن إنهاء الحرب يقع على عاتق الشعب السوداني.
وسبق أن رحّب كلٌ من الاتحاد الافريقي و«إيغاد» بموقف المجموعة الرباعية، وقالا إنه يتماشى مع خارطتي الطريق الخاصتين بهما وكذلك مع «مسار جدة « الذي كان طُرح كإطار تفاوضي ،وأكدا على استعدادهما للتعاون مع حكومات الدول الأربع ومع الأطراف السودانية المعنية من أجل إنهاء الحرب والتوصل إلى تسوية سياسية شاملة.
غير أن الحكومة السودانية أبدت تحفظها على المبادرة ووصفتها بأنها تدخل خارجي في الشأن الوطني.
وقالت الحركة الشعبية بقيادة مالك عقار، إنها ترحب بمواقف بولس فيما يتعلق بملكية السودانيين لأي مسار للحوار السياسي. وشددت في بيان ،على ضرورة توافق أهداف الحوار مع خارطة الطريق التي أقرتها الحكومة السودانية.
واقترحت قَصر الجهود المبذولة من قبل الوساطة الإقليمية والدولية ،على تقديم المساعدة الممكنة بغية فتح النوافذ المغلقة أمام مكونات الشعب السوداني.
أما الحركة الشعبية – التيار الثوري الديمقراطي، بقيادة ياسر عرمان، فقالت أمس إن بيان الرباعية حول الأزمة السودانية يفتقد للآليات المتماسكة والحزمة الواحدة لتنفيذه رغم الإشارة الزمنية.
وانتقدت عدم إجراء أي مشاورات من جانب مجموعة الرباعية مع القوى المدنية الديمقراطية قبل إصدارها لخارطة الطريق، لافتة إلى أن الخارطة نفسها لم تشر إلى كيفية امتلاك السودانيين لزمام عملية السلام مع حملها إشارة غامضة للقوى المدنية.
وفيما يتعلق بحوار أديس أبابا، دعت الحركة، الاتحاد الافريقي و«إيغاد» لإعادة النظر في الاجتماع عبر حوار شفاف وعميق مع القوى المدنية الديمقراطية يشمل تصميم العملية والمشاركين والأجندة وكيفية ربط ومعالجة الكارثة الإنسانية وحماية المدنيين.
الكاتب والسياسي/ مجدي عبد القيوم قال إن مجموعة الرباعية لا تملك آليات تنفيذ لخارطة الطريق التي طرحتها، لذلك لجأت إلى الاتحاد الافريقي لملء الفراغ.
وأوضح أن بيان وخارطة الرباعية نفسها يدور حولها خلافٌ كبير على مستوى الأحزاب والمنابر السودانية، وهو ما ظهر في البيانات المضاربة ومقالات صناع الرأي وهو ما سيلقي بظلاله على الدعوة في الشكل والمضمون، حسب قوله.
معلومات إضافية ومفصلة
محتوى شامل ومفصل لمساعدة محركات البحث في فهرسة هذه الصفحة بشكل أفضل.
مواضيع ذات صلة
- وصية مكتوبة بخط اليد منسوبة لمنفذ عملية معبر الكرامة
- ميناء إيطالي يرفض شحن متفجرات إلى إسرائيل
- منتدى نسائي مغربي يرفض مشاركة إسرائيل
- مقتل 4 ضباط للاحتلال بكمين مفاجئ في عمق رفح
- مسؤول يروي أسرار صعود الصناعات الدفاعية التركية
أسئلة شائعة
س: ما أهمية هذا المحتوى؟
ج: هذا المحتوى يوفر معلومات قيمة ومفصلة حول الموضوع المطروح.
س: كيف يمكن الاستفادة من هذه المعلومات؟
ج: يمكن استخدام هذه المعلومات كمرجع موثوق في هذا المجال.