طفل سوري يضيع 4 أيام في إسطنبول ويبيع الماء ليعيش

في حادثة هزّت قلوب كثيرين، ضاع الطفل السوري محمد حاج ربيعة (12 عامًا) في مدينة إسطنبول، وظل مفقودًا لمدة 4 أيام كاملة قبل أن تتمكن الشرطة التركية من العثور عليه وإعادته إلى أسرته.
القصة بدأت يوم 22 أغسطس، عندما خرج محمد من منزله متجهًا إلى البحر، لكنه ضاع في الطريق ولم يستطع العودة. عائلته أبلغت عن اختفائه وبدأت عمليات بحث واسعة، لكن لم يرد أي خبر عنه طوال أيام.
خلال تلك الفترة، عاش محمد تجربة صعبة وخطيرة بالنسبة لطفل في عمره:
كان ينام ليلًا داخل محطات الترام.
يأكل مما يقدمه له بعض أصحاب المحلات القريبين من المحطات.
ولتأمين مصروفه، بدأ ببيع الماء للركاب مثلما شاهد أطفالًا آخرين يفعلون، وتمكّن من جمع حوالي 800 ليرة.
لكن الصعوبة الأكبر التي واجهها محمد كانت حاجز اللغة؛ إذ إنه لا يجيد التركية، وكان يخاف من الأشخاص الذين حاولوا مساعدته وأرادوا أخذه إلى الشرطة، فكان يهرب منهم.
وبعد 4 أيام، رصدته فرق “شعبة الأطفال” في الشرطة وهو يتناول الطعام عند بائع أرز بجانب محطة ينيمهله على خط ترام T4 (توبكابي – مسجد السلام). ومن هناك نُقل إلى مركز الشرطة، ثم سُلِّم إلى عائلته وسط فرحة كبيرة.
محمد روى ما عاشه لوسائل الإعلام قائلًا:
كنت حزينًا جدًا لأنني اعتقدت أنني لن أرى أمي وإخوتي مرة أخرى. في الليل لم أستطع النوم من الخوف. الآن لن أذهب بمفردي إلى أي مكان.
كما أوضح أن المال الذي وجد معه جمعه من بيع الماء، وقال بابتسامة بريئة:
أريد أن أشتري لعبة لأختي سيهام من هذا المال.
وبهذا انتهت أيام القلق بخير، وعاد الطفل الصغير إلى حضن عائلته سالمًا بعد تجربة لن ينساها.