أخبار عربيةالأخبارالعراق

منع اللغة الكردية في 3 جامعات عراقية يثير غضباً في كردستان

أثار قرار وزارة التعليم العالي الاتحادية في العراق، يقضي بمنع تدريس واستخدام اللغة الكردية في ثلاث جامعات، غضب المسؤولين والسياسيين الأكراد في إقليم كردستان، ودفعهم للتلويح بالتعامل بالمثل في الإقليم، فيما تحدث مسؤول كردي بارز عن عدول الوزارة الاتحادية عن قرارها.
وأدانت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في كردستان، قرار وزارة التعليم الاتحادية بشأن منع التدريس ووضع الاسئلة الامتحانية باللغة الكردية في جامعات نينوى وكركوك وديالى.
وقالت في بيان إن تجاهل اللغة الكردية الجميلة في مؤسسات التعليم العالي العراقية يتعارض مع مبادئ الدستور والتعايش المشترك، مبينة أن هذا القرار، على الرغم من أنه انتهاك مباشر للمادة الرابعة من الدستور الدائم للعراق، إلا أنه في الوقت نفسه يتعارض مع القيم والمبادئ المتعلقة بالتعايش المشترك في إطار الدولة العراقية الاتحادية.

وزير في الإقليم يلوّح بالتعامل بالمثل

ودعا البيان وزارة التعليم العالي العراقية إلى «إلغاء هذا القرار على الفور، والعمل على جعل الجامعات ومؤسسات التعليم العالي مراكز للتعايش واحترام ثقافة ولغة وعادات وتقاليد جميع الشعوب العراقية دون تمييز»، لافتاً إلى أنه «لهذا الغرض، سنتواصل مع الجهات المعنية في الحكومة العراقية لحل هذه المسألة، ومنع تكرار مثل هذه المواقف العدائية». وتزامناً مع ذلك، أعرب وزير التعليم العالي والبحث العلمي في إقليم كردستان، آرام محمد قادر، عن رفضه الشديد لقرار وزارة التعليم العالي في الحكومة الاتحادية بمنع ترجمة أسئلة الامتحانات في الجامعات الواقعة في نينوى وكركوك وديالى، واعتبره انتكاسة خطيرة في مسار التعايش واحترام التعددية في العراق.
وقال في بيان إن قرار وزارة التعليم العالي في الحكومة الفيدرالية لمنع آلية ترجمة الأسئلة في الامتحانات والمحاضرات يتعارض مع مبادئ التعايش وعدم احترام ثقافة وتراث القوميات غير العربية داخل الدولة العراقية الفيدرالية.
وأدان بـشدة هذا القرار، الذي اعتبره عودة خطيرة إلى ثقافة البعث والمركزية، تلك المرحلة التي طُويت في ذهنية شعوب العراق وأُرشفت في صفحات التاريخ.
وأضاف أنه «من الضروري أن يعلم الجميع هذه الحقيقة جيداً: أي شخص أو جهة لا تحترم ثقافة ولغة وتراث قوميتنا، فإننا سنتعامل مع ثقافتهم وتراثهم ولغتهم بنفس مبدأ (العين بالعين، والسن بالسن)». كذلك أعرب اتحاد معلمي كردستان عن إدانته «الشديدة» للقرار، معتبراً إياه خرقاً واضحاً للدستور العراقي، وانتقاصاً من الحقوق اللغوية والثقافية.
وجاء في بيان صادر عن الاتحاد، أن «هذا القرار يُعد خرقًا واضحًا للدستور العراقي الدائم، الذي نص في مادته الرابعة على أن اللغتين العربية والكردية هما لغتان رسميتان في العراق، ويُعدّ انتقاصًا من الحقوق الثقافية واللغوية لشريحة واسعة من أبناء شعبنا». وأضاف البيان أنه في الوقت الذي تؤكد فيه وزارة التعليم العالي في إقليم كردستان على احترام التعدد اللغوي، وتفسح المجال لاستخدام اللغة العربية في جميع مفاصل التعليم والإدارة بكل احترام وتقدير، نستنكر بشدة هذا التوجه الإقصائي، ونطالب بالتراجع الفوري عن هذا القرار غير الدستوري، حفاظًا على مبدأ التعايش المشترك والعدالة اللغوية في مؤسسات الدولة كافة.
وأكد أن القرار يعارض مبدأ الشراكة الوطنية وروح الدستور، داعياً الجهات الاتحادية إلى احترام التعددية وحماية الحقوق الثقافية واللغوية لجميع المكونات.
وضمن اطار ردود الفعل الكردية الغاضية على قرار الوزارة الاتحادية، طالبت النائبة بدرية حسين، عضوة كتلة «الاتحاد الوطني» الكردستاني في مجلس النواب العراقي، وعضوة لجنة التعليم العالي في البرلمان، بإلغاء قرار وزارة التعليم العالي الاتحادية القاضي بمنع استخدام اللغة الكردية في الامتحانات والمؤسسات الجامعية خارج إدارة إقليم كردستان. وقالت في تصريح لإعلام حزبها إن قرار وزارة التعليم العالي في الحكومة الاتحادية بشأن حظر اللغة الكردية في الجامعات الواقعة في المناطق المتنازع عليها غير دستوري وغير قانوني.
واضافت: خاطبت وزير التعليم العالي الاتحادي كتابيا بتاريخ 9 حزيران (حزيران) 2024، مطالبة بالسماح للطلبة باستخدام الترجمة الفورية إلى اللغة الكردية أثناء الامتحانات.
وأكدت أنها تواصلت مع عدد من المسؤولين في الحكومة الاتحادية، على رأسهم وزير العدل خالد شواني لإيجاد حل لهذه الإشكالية، كما أجرت اتصالات مباشرة مع وزير التعليم العالي الاتحادي، الذي وعد بالعمل على معالجة الأمر.
ووسط ذلك، صرّح نائب رئيس مجلس النواب، القيادي في الحزب «الديمقراطي» الكردستاني، شاخوان عبد الله، بأنه بعد التواصل مع وزير التعليم العالي العراقي «تم التراجع عن القرار الذي كان ضد استخدام اللغة الكردية» في جامعة كركوك فقط. إعلام حزبه نقل عن عبد الله قول: «لقد تم إلغاء قرار وزارة التعليم العالي العراقي الذي كان يقضي بمنع استخدام اللغة الكردية في الامتحانات وعدم ترجمتها إلى اللغة الكردية. أنا شخصيًا تحدثت مع وزير التعليم العالي من أجل التراجع عن هذا الحظر المفروض على اللغة الكردية في جامعات ومعاهد كركوك، وقد أبلغنا الوزير أن هذه المذكرة كانت واحدة من عدة مذكرات أُرسلت له ولم يطّلع عليها، وقد تم إلغاؤها.
وأشار عبد الله إلى أنه بعد إلغاء القرار، قام بإبلاغ رئيس جامعة كركوك بالأمر، وطمأنه بشأن التراجع عن القرار. يذكر أن هذه هي المرة الثانية التي يُتخذ فيها مثل هذا القرار ويتم التراجع عنه، حيث سبق وأن أبدى شاخوان عبد الله، نائب رئيس مجلس النواب العراقي، قلقه من هذا القرار وتم التراجع عنه على النحو ذاته.
وكانت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية قد أصدرت توجيهاً عاجلاً يقضي بمنع استخدام اللغة الكردية في التدريس ووضع الأسئلة داخل الجامعات والكليات في عدد من المحافظات العراقية، مشددة على الالتزام الحصري باللغة العربية في العملية التعليمية.
وجاء في كتاب رسمي مُتداول، صادر عن دائرة الدراسات والتخطيط والمتابعة – قسم الدراسات والتخطيط، ومذيل بتوقيع وكيل الوزارة لشؤون البحث العلمي حيدر عبد ضهد بتاريخ 15 من شهر تموز/يوليو الجاري، أن التدريس داخل القاعات الدراسية يجب أن يكون باللغة العربية حصراً، دون اعتماد اللغة الكردية أو أي لغة أخرى.
كما شددت التوصيات الواردة في الكتاب الرسمي على ضرورة أن تكون أسئلة الامتحانات في جميع الكليات باللغة العربية فقط، باعتبار أن اللغة الكردية ليست من اللغات الرسمية المعتمدة في التعليم والامتحانات الجامعية في العراق.
وأكدت الوزارة أن مخالفة هذه التوجيهات ستعرض الجهة المعنية للمساءلة القانونية.
ويشمل هذا التوجيه المؤسسات التعليمية الحكومية والأهلية، وهي نينوى وكركوك ديالى، مع التأكيدعلى الالتزام الكامل بمضمونه والعمل وفق ما جاء فيه. وقد تمّ تعميم التوجيه عبر البريد الإلكتروني بصفة «عاجل» إلى رؤساء الجامعات وعمداء الكليات في المحافظات المشمولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى