أخبار عالميةالأخبار

جدل في الاتحاد الأوروبي بعد تعيين أمريكية في منصب رفيع المستوى

أثار تعيين الأمريكية فيونا سكوت مورتون في قسم المديرية العامة للمنافسة بالاتحاد الأوروبي احتجاجًا من قبل المسؤولين الأوروبيين المنتخبين، من جميع الأطياف السياسية.

 

وستتمثل مهمة سكوت، المديرة التنفيذية السابقة في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وأستاذة الاقتصاد في جامعة ييل، في ضمان الأداء السليم للمنافسة داخل الاتحاد الأوروبي والتحقيق، على وجه الخصوص، في انتهاكات الشركات الرقمية العملاقة، التي أدت إلى ارتفاع غرامات قياسية في السنوات الأخيرة.

 

وتساءل النائب البرلماني عن حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “النهضة”، بنجامين حداد، “ألا يوجد مواطن أوروبي لديه المهارات المطلوبة؟”، معتبراً أن قرار الاتحاد الأوروبي تعيين أمريكية لضمان احترام Gafam – أي عملاقة الويب – (غوغل وآبل وفيسبوك وأمازون ومايكروسوفت) لقانون المنافسة في أوروبا أمر غير قابل للتفسير.

 

وعلى غرار بنجامين حداد، واجه قرار المفوضية الأوروبية تعيين الأمريكية رفضاً واسعاً في صفوف الطبقة السياسية الفرنسية، من اليسار إلى اليمين، إذ اعتبر النائب عن حزب “الجمهوريون” اليميني- المحافظ، جيفروي ديدييه، في تصريح لوكالة فرانس برس، أن “ الاستعانة بأحد أعضاء جماعات الضغط الأمريكية في Gafam في وقت كانت فيه أوروبا تقرر أخيرًا الحد من قوتها أمر مخزٍ، مضيفاً أن هذا التعيين غير لائق في أحسن الأحوال، وخطير في أسوأ الأحوال”. وتابع القول: على أي حال، يجب على المفوضية الأوروبية التراجع عن القرار.. في بروكسل، عندما يخرج أحد أعضاء جماعة الضغط من الباب، فإنه يعود من النافذة.

 

من جانبه، قال رافائيل غليغسمان، النائب في البرلمان الأوروبي عن الحزب الاشتراكي الفرنسي، لقد عملنا بجد لتنظيم  Gafam، وليس الأمر أن نعهد بتطبيق هذه القواعد إلى جماعات الضغط الخاصة بهم.

 

وعلى نفس المنوال، تحدّث زعيم حركة “فرنسا الأبية”، اليسارية الراديكالية، جان ليك ميلاشنون، الذي هاجم رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، موجها لها اللوم لتعيينها أمريكية في منصب رئيسي في السياسة الصناعية الأوروبية. وحذا اليمين المتطرف الفرنسي حذو الآخرين أيضًا في انتقاده للقرار، إذ اعتبر فلوريان فيليبو أن الاتحاد الأوروبي لم يعد يختبئ من كونه مستعمرة لواشنطن.

 

داخل البرلمان، أثار هذا التعيين المثير للجدل حفيظة العديد من المنتخبين حيث طلب زعماء أكبر أربع مجموعات سياسية في البرلمان الأوروبي من المفوضية الأوربية، اليوم الجمعة، “إلغاء هذا القرار”، وذلك في رسالة موقعة من قبل رؤساء المجموعات EPP (يمين)، S & D (الاشتراكيون الديمقراطيون)، بالإضافة Renew (الوسطيون والليبراليون) والخضر. وأوضحوا أنه بينما تخضع مؤسسات الاتحاد الأوروبي للتدقيق في مواجهة التدخل الأجنبي، فإنهم لا يفهمون أن المرشحين غير الأوروبيين يتم النظر إليهم في مثل هذا المنصب الاستراتيجي رفيع المستوى.

 

في مواجهة الجدل، قال جان نويل بارو، الوزير المفوض المكلف بالانتقال الرقمي والاتصالات (ينتمي إلى حزب الموديم اليميني الوسطي الفرنسي): “في الوقت الذي تشرع فيه أوروبا في تطبيق أكثر اللوائح الرقمية طموحا في العالم، فإن التعيين الأخير لكبيرة الاقتصاديين الجديدة في المديرية العامة للمنافسة في الاتحاد الأوروبي، لا يخلو من طرح أسئلة مشروعة”. وطلب المسؤول الحكومي الفرنسي من المفوضية الأوروبية إعادة النظر في تجنيد هذا العضو السابق في إدارة أوباما ، لكن المفوضية ما تزال غير مرنة.

 

لكن المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية، دانا سبينانت، ردّت، اليوم الجمعة، بالتشديد على أن المفوضية لا تنوي إعادة النظر في اختيارها، وأن القرار قد اتخذ”. وقالت “لا نرى سببا لإعادة النظر في ذلك.

 

تجدر الإشارة إلى أن فيونا سكوت مورتون، هي خريجة جامعة ييل المرموقة، وقد أسست مشروع ثورمان أرنولد، الذي يقدم للطلاب مقدمة واسعة لاقتصاديات مكافحة الاحتكار. وبالتالي، فإنها تبدو للوهلة الأولى مناسبة للمهمة، غير أن المسؤولين الأوروبيين يتذكرون أيضًا واجباتها السابقة كرئيسة للتحليل الاقتصادي في قسم مكافحة الاحتكار بوزارة العدل الأمريكية في عهد الرئيس باراك أوباما، في الفترة ما بين مايو عام 2011 وديسمبر عام 2012؛ ولكن أيضاً كمستشارة لمجموعات تكنولوجية كبرى مثل Apple وMicrosoft، وهي وظائف قد تسبب تضاربا في المصالح بينها وبين عمالقة التكنولوجيا.

 

سيتعين على فيونا سكوت مورتون، بعد تولي منصبها في الأول من سبتمبر المقبل، معالجة العمل التشريعي الطموح الذي كان يعمل عليه سلفها، بيير ريغيبو، الذي تقاعد. وسيتعين عليها، على وجه الخصوص، متابعة الاستحواذ على iRobot بواسطة Amazon أو من أداة التحرير Figma بواسطة  Adobe.

زر الذهاب إلى الأعلى