أخبار عالميةالأخبار

لماذا يرفض سكان جزيرة أمريكية إخلاءها رغم أنها مهددة بالغرق؟

يرفض سكان جزيرة سميث، في ولاية ماريلاند الأمريكية، المتاخمة للعاصمة واشنطن دي سي، المغادرة، رغم تحذيرات السلطات والخبراء بأن الجزيرة معرّضة للغرق بسبب ارتفاع منسوب المياه فيها، وخصوصاً بعد إعصار ساندي الذي أضرّ بمنازل الجزيرة، وبنيتها التحتية.

 

وأفاد تقرير لموقع محلي أنه خلال الـ150 عاماً الماضية، كان الخليج يمضغ الأرض مثل السرطان، إذ اختفى نحو 3200 متر منها، وهو ما يمثل ما يقرب من ثلث الأرض، حسب تقديرات العلماء.

 

واليوم، تبقّى هناك نحو 900 متر فقط في الجزر صالحة للتطوير، أما الباقي، فعبارة عن مستنقع من المياه المالحة يتآكل بشكل مطّرد، أمام أعين السكان.

 

والعام الماضي، ضرب الإعصار “ساندي” المنطقة، وخلّف أضراراً بليغة بمنازل الجزيرة، إذ شبّهت صحيفة واشنطن بوست مظهر المياه وهي ترتفع فوقها بما تصوره أفلام الرعب إذ “كاد يمحوها عن الخريطة”، وفق تعبير الصحيفة.

 

وبدلاً من إخلائها، فضّل السكان حشد جهودهم للحصول على تمويل حكومي بعشرات الملايين لدعم البنية التحتية والتحصينات ضد الأمواج.

 

ويقول الخبير في المحيطات والغلاف الجوي، ويليام سويت، في مقابلة واشنطن بوست إن الجزيرة، التي يبلغ متوسط ارتفاعها قدمين فوق مستوى سطح البحر، يمكن أن تشهد ارتفاع المياه بمقدار قدم تقريباً بحلول عام 2050، ما يعني أنه حتى الفيضانات المعتدلة يمكن أن ترسل المياه إلى الأرض حيث المباني.

 

ويؤكد سويت، أنه وبحلول عام 2100، من المتوقع ارتفاع مستوى سطح البحر أكثر، وهو سيناريو يمكن أن يغرق الجزيرة بأكملها.

 

مع التنبؤات القاتمة بارتفاع مستوى سطح البحر، عرض مسؤولو ولاية ماريلاند في عام 2013 الاستحواذ على بعض السكنات بعد الأضرار التي سببها إعصار ساندي، لكن الخطة أغضبت أغلبية السكان.

 

وخصصت وزارة الإسكان والمجتمع في ماريلاند مليوني دولار من المنح الفيدرالية لشراء منازل جزيرة سميث من البائعين المتطوعين. وبموجب الخطة، ستُهدم أي مبانٍ مرتبطة بالمعاملات وسيُحظر تطويرها إلى الأبد.

 

لكن ردّ فعل السكان كان فورياً وبإجماع تقريباً، إذ عارض 34 تعليقاً مكتوباً من أصل 38 الخطة، وقال القس ريك إدموند، الذي يعيش في الجزيرة: “لا أعرف ما الاستنتاج الآخر الذي يمكن أن تتوصل إليه بخلاف أن الدولة كانت تحاول إبعادنا”.

 

وأردف: لا نشعر أننا في خطر مثل الكثير من الأماكن في البر الرئيسي.

 

مسؤولو الدولة انتزعوا الفكرة في غضون شهرين من طرحها، لأن سكان الجزر أبدوا استعدادهم لإعادة البناء والتأهيل، وعدم رغبتهم في التعامل مع تغير المناخ.

زر الذهاب إلى الأعلى