أخبار عالميةالأخبار

كيف وصلت الذخيرة الأمريكية للبنادق الروسية؟

نشر موقع “بوليتكو” تقريرا حول سر وصول الرصاص الأمريكي الصنع إلى بنادق الروس. وقالت إن شركات روسية أعلنت أن عشرات من الطلقات تم الحصول عليها من موردين غربيين. وجاء فيه أن فيديو دعائيا عرض على قناة تابعة لوزارة الدفاع الروسية يظهر كيفية استخدام رصاص غربي الصنع في بنادق أورسيس تي-5000 الروسية الصنع.

 

ويصف الفيديو الذي ظهر على تطبيق تلغرام، كيف يمكن لطلقات البندقية من عيار 0.338 أن تخترق غطاء خفيفا للعدو خلفه أو ضربه على بعد 1.500 متر في المساحات المفتوحة.

 

وتقوم شركة روسية ومقرها موسكو بصناعة أورسيس تي -500، واسمها “برومتخنولوجيا” والتي فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليها، ولكن من أين جاء الرصاص؟

 

وكشفت الملفات التي حصلت عليها مجلة “بوليتكو” عن أن شركة برومتخنولوجيا وأخرى اسمها تيتس حصلتا على آلاف الطلقات من شركة هورندي الأمريكية والتي تسوق منتجاتها بأنها “دقيقة، قاتلة، جديرة بالثقة”. وتلخص شركة هورندي التي أنشئت عام 1949 فلسفتها بعبارة “عشر رصاصات في ثقب واحد”. وتظهر الأدلة المتزايدة والبيانات أن الأسلحة القاتلة والمواد غير القاتلة لا تزال تصل إلى روسيا، رغم العقوبات غير المسبوقة التي فرضها الغرب على فلاديمير بوتين بعد غزوه لأوكرانيا العام الماضي. وكشفت احتياجات الحرب المتزايدة عن نقص القدرة الروسية على تصنيع الطلقات المطلوبة للقنص، مما غذى السوق السوداء للذخيرة في الغرب.

 

وتقول إن المعلومات حول شراء الذخيرة واضحة للعيان: حيث يمكن العثور على تفاصيل عن المستوردين والموردين والمنتجين على الإنترنت لمن لديه منفذ على شبكة الإنترنت الروسية وفهم لشفرات التصنيف الدولية. وفي إعلانها عن الالتزام المقدم لسجلات الحكومة الروسية والمؤرخ في 12 آب/أغسطس 2022، أكدت شركة برومتنخنولوجيا أنها تخطط للحصول على مجموعة من 102.200 طلقة صنعتها هورندي لكي تجمع في خراطيش الصيد والمستخدمة في الأسلحة المدنية بماسورة بندقية. وتظهر المواصفات أن طلقات لابوا ماغنوم 0.338 زنة الواحدة منا 285 حبة مطابقة لما ورد في كاتالوغ هورندي.

 

وفي إعلان ثان وبنفس التاريخ يتحدث عن مجموعة من علب الخراطيش غير المغطاة للتجميع في خراطيش الأسلحة النارية المدنية وصنعتها هورندي بنفس المواصفات 0.338 لابوات ماغنوم. وهناك شيء غير صحيح في المواصفات وهو أن 0.338 لابوا ماغنوم ليس رصاص صيد بل قذيفة قوية وبعيدة المدى طورتها الجيوش الغربية في ثمانينات القرن الماضي واستخدمها القناصة في أفغانستان والعراق.

 

ونفى المدير التنفيذي لهورندي أي علاقة مع روسيا التي قال إنها انتهت في اللحظة التي غزت فيها أوكرانيا. ورفضت الشركة التعليق أولا على الأدلة ولكنها ردت بعدما اطلعت على الأدلة التي أرسلت عبر الفاكس أو بالطرود البريدية لأن الشركة لا تستخدم البريد الإلكتروني، وجاء في الرد: نؤكد وبشكل مطلق أننا لا نقوم بتصدير أي شيء لروسيا ولم نصدر تصريح تصدير لها منذ عام 2014. ولا ندعم بيع منتجاتنا لأي روسي (ابن حرام) ولو علمنا كيف حصلوا عليها لاتخذنا كل الخطوات لوقف ذلك.

 

وقال المدير التنفيذي إنه اتصل مع السلطات الأمريكية بعد تقرير بوليتكو. وقال إن القانون الأمريكي للتصدير يقضي بضرورة الحصول على إذن من وزارة التجارة لإعادة تصدير منتجات أمريكية، مضيفا “وحسب معلوماتي لم يخرق أي من عملائنا القانون”. وقال مدير فاغنر يفغيني بيرغوجين إن قواته استخدمت ذخائر كبيرة من الناتو تركها وراءه الجيش الأوكراني. وفي شريط مسجل ساخر إلى صحافي في بوليتكو دعا المجلة للمساعدة في شراء مقاتلات أف-16 وبنادق قناصة وأسلحة رشاشة.

 

ونفت شركة برومتخنولوجيا أن تكون قدمت بيانات عن استيراد ذخائر وقالت إنه لا علاقة لها مع هورندي وإن لديها القدرة الكافية لتصنيع الذخيرة. وفي رسالة إلكترونية قالت إن الذخيرة التي تصنعها من أجل “الصيد والرياضة” ومتوفرة بشكل علني في الأسواق المدنية. وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي معلقا على شركة برومتخنولوجيا: نتعامل مع كل الاتهامات بشأن العقوبات بجدية، ونحن ملتزمون بالتأكد من تطبيق العقوبات. وأضاف: لقد اتخذنا الخطوات لتحميل روسيا المسؤولية عن حربها في أوكرانيا وفرضنا عقوبات غير مسبوقة لعرقلة جهود روسيا من أجل الحصول على المال والأسلحة والوقود الذي تحتاجه آلة حرب بوتين، وهذا يشمل فرض عقوبات على شركات مثل برومتخنولوجيا.

 

ويعني خرق العقوبات غرامة بمليون دولار وسجنا لمدة تصل إلى عشرين عاما، وعادة ما تصل العقوبات المدنية إلى مستويات الضعف عن كل عقد. وقالت المحللة العسكرية ماريا شاغينا إن محاولة وصف ذخيرة بأنها للصيد لعرقلة الجهود من أجل حرمان روسيا من الأسلحة هي حيلة “من ناحية عملية فالعقوبات الذكية لا تستهدف أي شيء مدني لتجنب حصول آثار إنسانية” و”لكن الأهداف في الدول الديكتاتورية عادة ما تستغل هذا”. وهناك شركة أخرى وهي تيتس التي لا تعرض ذخيرة لهورندي ولكنها تقدم على موقعها في الإنترنت ذخيرة أر أس بي أمريكية الصنع.

زر الذهاب إلى الأعلى