أخبار عربيةالأخبارسوريا

مصادر عسكرية بالمعارضة تؤكد وجود معامل حديثة لتصنيع حبوب الكبتاغون برعاية أمنية سورية في درعا

قالت مصادر عسكرية معارضة، إن أكثر من 10 مكابس حديثة لتصنيع حبوب الكبتاغون تعمل في درعا جنوب سوريا حتى الآن، وتتوزع في مناطق مختلفة بينها حقل كريم في اللجاة، وبلدة قرفا على الأوتوستراد الدولي دمشق – عمان، وذلك على الرغم من سيطرة المخابرات الجوية على بعض منها منذ أواخر العام الفائت 2022، وادعاء النظام السوري مكافحة المخدرات كشرط لقبوله في الجامعة العربية والانفتاح العربي على سوريا.

المتحدث باسم شبكة “تجمع أحرار حوران” أيمن أبو نقطة أكد وجود أحد أهم مكابس حبوب الكبتاغون وتصنيع المخدرات، في مجمع الغزالي السياحي الواقع في بلدة قرفا، شمال محافظة درعا، على الأوتوستراد الدولي دمشق – عمان.

ونقل المتحدث عن مصدر عسكري مطلع قوله إن المجمع يضم مكبساً لإنتاج حبوب الكبتاغون تم اكتشافه مؤخراً، على الرغم من سيطرة المخابرات الجوية عليه منذ أواخر العام الفائت 2022، ومن ثم وصلت إليه قوات تابعة للفرقة الرابعة وعناصر من ميليشيا حزب الله اللبناني، حيث بات المجمع أشبه بالثكنة العسكرية ويمنع الاقتراب منها.

 

إخفاء المخدرات

 

وأشار المصدر إلى وجود معمل بلاستيك داخل المجمع، يستخدم لصناعة أدوات تشبه الخضراوات بهدف إخفاء المخدرات بداخلها، حيث تخرج من هذا المجمع شحنات مخدرات بواسطة شاحنات “برادات شحن” باتجاه معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن، على الرغم من وجود محطة وقود داخل المجمع لكن المحطة لا تعمل منذ زمن طويل.

وتنفذ عمليات تصنيع وتهريب المخدرات من مجمع الغزالي، بإشراف مباشر من العقيد عمر الغزالي، وبحماية كاملة من العميد خردل ديوب رئيس قسم المخابرات الجوية في مدينة درعا، كما يوفر ديوب الكهرباء 24 ساعة داخل المجمع بشكل مستمر لا تنقطع الكهرباء إلا بأعطال مصدرها العاصمة دمشق.

 

11 مكبساً

 

وأضاف: لا يتوقف الأمر على مجمع الغزالي، وبحسب المعلومات، فإن هناك نحو 11 مكبساً من المكابس الحديثة لتصنيع حبوب الكبتاغون في درعا، تتوزع في مناطق مختلفة بينها حقل كريم في اللجاة، وهو حقل للرمي يسيطر عليه حزب الله اللبناني، وجرت فيه عدة اجتماعات برئاسة القيادي في الحزب المعروف باسم الحاج ولاء مع قادة مجموعات محليين، وبمعرفة من فرع الأمن العسكري الذي كانت تصله تقارير دورية عن هذه الاجتماعات سبق أن حصلت شبكة “تجمع أحرار حوران” على نسخة من أحدها. وتنتشر مكابس أخرى لحبوب الكبتاغون، تسمى المكابس الصغيرة أو اليدوية، وهذا النوع يمكن العمل به في أي منزل، ويقدر عددها بما لا يقل عن 80 مكبساً موزعة في عموم محافظات درعا والسويداء والقنيطرة.

بالإضافة إلى المكابس التي نقلها حزب الله العام الماضي من حمص إلى السويداء، حيث عثر على أحدها في مقر القيادي التابع للأمن العسكري، راجي فلحوط، في بلدة عتيل بريف السويداء، وهو من المدرجين على لائحة العقوبات الأمريكية الأوربية.

وقال أيمن أبو نقطة: تحوّل الجنوب السوري بعد اتفاق التسوية بين النظام السوري وفصائل المعارضة في تموز 2018 إلى أحد أهم بؤر تصنيع وتجارة حبوب الكبتاغون في سوريا والمنطقة، فنظرا لأهميته من الناحية الجيوسياسية، استغل النظام بدعم من الميليشيات الإيرانية هذا الموقع المهم ليكون منطلقا لعمليات التهريب نحو الأردن والسعودية في ظل عقوبات غربية منذ العام 2011، ما جعل تجارة الكبتاغون تدر أرباحا طائلة على النظام وحلفائه، بلغت بحسب مجلة دير شبيغل الألمانية 5,7 مليار دولا في العام 2021.

ودفعت الغارات الجوية مصنعي ومهربي المخدرات المعروفين في محافظة درعا إلى مغادرتها، وعلى رأسهم “رافع الرويس” والذي يمتلك عدة مزارع بالقرب من الشريط الحدودي الأردني قرب بلدة المتاعية، وهو من المطلوبين بشدة في قضايا المخدرات، حيث غادر إلى لبنان بعد يوم واحد من مقتل الرمثان، بالتنسيق مع عناصر حزب الله الذي يعتبر الرويس تابعًا له في المنطقة.

النظام وفي تحركاته، قام من خلال مجموعات محلية تابعة للأمن العسكري بتنفيذ مداهمات، منها طال مزرعة للرويس بين بلدتي الندى ومعربة في ريف درعا الشرقي، واعتقال شخصين كانا متواجدين فيها، في 15 من أيّار الجاري.

 

الفرقة الرابعة

 

ومداهمة اخرى طالت مجمع السالم في بلدة خراب الشحم العائد لتاجر المخدرات المرتبط بحزب الله والفرقة الرابعة أحمد مهاوش الخالدي المعروف باسم “أبو سالم الخالدي” والمعتقل منذ 4 أعوام في سجون النظام بسبب خلافات مع النظام نفسه على شحنات مخدرات، وتم اعتقال شقيقه وشخص آخر متهم بتجارة المخدرات خلال المداهمة التي حصلت في 14 من أيّار الجاري.

لكن اللافت في المداهمات التي نفذها الأمن العسكري، أن قائد المجموعة، عماد أبو زريق، أحد المتهمين بتجارة وتهريب المخدرات، وهو من الأسماء الواردة على لوائح العقوبات الأمريكية والأوروبية التي صدرت مؤخرًا حول مكافحة تجارة المخدرات في سوريا، إضافة لآخرين بينهم مصطفى المسالمة (الكسم) وهو قائد مجموعة تابعة للأمن العسكري.

 

مداهمات أمنية

 

جاءت المداهمات الأمنية على خلفية تشكيل لجنة أمنية وسياسية بين الأردن وسوريا، كان وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي أعلن عنها بعد ساعات من الغارة التي استهدفت الرمثان. لكن بحسب المصدر، فإنه من المبكر الحكم على نتائج الغارة الجوية، والمداهمات الأمنية، فتجارة وتهريب المخدرات لا ترتبط بالشخص المستهدف فقط، وإن كانت قد أحدثت ضجة للتفاهمات بين الطرفين.

ويتواجد العشرات من شبكات التهريب والتجارة والتي لا يمكن القضاء عليها ما لم تتخذ سلطات نظام الأسد قرارًا قطعيًا بإنهائها، وهذا من المستبعد حدوثه في ظل الأرباح الضخمة التي تدرها هذه التجارة على النظام.

ومطلع الشهر الجاري، نفذ الجيش الأردني عملية داخل الاراضي السورية، أغارت فيها المقاتلات الأردنية على مناطق محاذية للحدود جنوب سوريا، أسفرت عن مقتل تاجر مخدرات كبير مع عائلته المكونة من 7 أفراد بينهم 6 أطفال.

وقالت مصادر من المخابرات الأردنية إن الأردن نفذ ضربتين جويتين نادرتين على جنوب سوريا حيث أصابت قوات جيشه مصنع مخدرات مرتبطاً بإيران وقتلت مهرباً يُزعم أنه كان وراء عمليات تهريب كبرى عبر الحدود بين البلدين. وأضافت المصادر لوكالة رويترز أن إحدى الضربتين أصابت مصنع مخدرات مهجوراً في محافظة درعا جنوب سوريا مرتبطًا بجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران والمتحالفة مع الحكومة السورية. وتسببت الضربة الثانية على قرية الشعاب في محافظة السويداء المجاورة بالقرب من الحدود الأردنية في مقتل مهرب المخدرات السوري البارز مرعي الرمثان وأفراد أسرته في أثناء تواجدهم بالمنزل.

 

انفجار قوي

 

ووفقاً لمصادر محلية فإن صوت انفجار قوي هز قرى وبلدات الريف الشرقي فجر الاثنين، بعد غارة جوية استهدفت منزل مرعي رويشد الرمثان، الكائن في قرية الشعاب القريبة من الحدود الأردنية. وحسب شهود عيان من القرية، فإن القصف تسبب بمقتل مرعي الرمثان، وزوجته هند الرمثان، وأطفالهما حمزة، وعباس، وأسيل، ويمامة، وملك، ولميس. وانتشل الأهالي جثامين الضحايا من تحت الأنقاض. وأكد المصدر أن طفلة وحيدة نجت من القصف، وتم إسعافها إلى أحد المشافي داخل محافظة السويداء، فيما تحول البيت إلى كومة أنقاض، مع سيارة دفع رباعي.

ونقل عن أحد أهالي القرية قوله إن الطيران الذي قصف منزل الرمثان، قادم من الاجواء الأردنية. وقال: شنت المقاتلات الأردنية غارة مماثلة على ريف درعا، استهدفت منشأة غير مأهولة، تبعد عن الشعاب أكثر من 40 كم، وحسب معلوماتنا فإن المنشأة تستخدم نقطة انطلاق وتخزين للكبتاغون.

زر الذهاب إلى الأعلى