أخبار عربيةالأخبارالجزائر

الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم الجزائرية: اعتقال الغنوشي يمثل خطرا داهما ليس على استقرار تونس فقط بل على المنطقة كلها

هاجم عبد الرزاق مقري الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم الجزائرية بحدة الرئيس التونسي قيس سعيد على خلفية اعتقال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، داعيا سلطات بلاده لعدم النأي بالنفس عما يجري في تونس، لأن الأمر قد يصل حسبه لتهديد استقرار الجزائر.

 

وقال مقري الذي يعد من الشخصيات الإسلامية البارزة في الجزائر وهو ينتمي فكريا إلى التيار الإخواني، إن اعتداء قيس سعيد والقوى الداخلية والخارجية التي يعمل معها والتي تستعمله ضد حركة النهضة والشيخ راشد الغنوشي تجاوز كل الحدود، وهذا السلوك يمثل خطرا داهما ليس على استقرار تونس فقط، بل على الجزائر والمنطقة كلها.

 

وأوضح في تدوينة له على فيسبوك، أن “النظام التونسي الحالي يُخفي فشله في خدمة الأشقاء التوانسة في معيشتهم وضمان كرامتهم ومنحهم حريتهم بإشعال نيران الفتنة في كل اتجاه”، مشيرا إلى أن هؤلاء لا يمثلون أي رهان مستقبلي فهم أعجز على الثبات أمام التحولات المحلية والاقليمية والدولية القادمة، وإنما يساهمون في إغراق الأمة العربية والإسلامية في ضعفها وتخلفها خدمة لأجندات خارجية عربية وأجنبية معادية للإسلام والمسلمين.

 

ودعا مقري الجزائر لأن تنتبه لما يحدث في جوارها وأعماقها الاستراتيجية، فالنأي بالنفس، حسبه، حينما يؤدي إلى تهديد استقرار الجزائر من خلال ضرب استقرار تونس إما أنه سذاجة أو تحولات ما، لم نفهمها بعد.

 

وأبرز رئيس حركة مجتمع السلم السابق، أن “راشد الغنوشي كان دائما صديقا للجزائر وهو قد ضحى بعلاقات إقليمية ودولية حساسة من أجل وقوفه مع الجزائر، في هذه الفترة التي كثر فيها المتآمرون عليها”، على حد قوله.

 

ولفت إلى أن عبارة ” الشقيقة الكبرى” المقصود بها الجزائر، كانت حركة النهضة هي التي أطلقتها حتى صارت مصطلحا سياسيا دارجا في منطقتنا، كما أن حلفاء قيس سعيد، يضيف، ليسوا أصدقاء للجزائر، بل مُناهم إضعاف بلدنا وضرب استقراره.

 

وتتقاسم حركة مجتمع السلم الجزائرية التي تمثل أكبر حزب معارض في البرلمان، نفس التوجه الأيديولوجي مع حركة النهضة. ودرج الغنوشي وقيادات النهضة في السنوات السابقة على تبادل الزيارات مع نظرائهم في حركة مجتمع السلم وحضور مختلف المؤتمرات والندوات التي يقيمها كل طرف.

 

ويحظى مقري الذي ترك مؤخرا رئاسة حركة مجتمع السلم بعد نهاية فترته، بعلاقات جيدة مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الذي استقبله عدة مرات في قصر المرادية. وحرص مقري في اللقاء الأخير له على توجيه شكر خاص للرئيس تبون خاصة فيما يتعلق بإدارته للشأن الدبلوماسي.

 

وعادة ما يكون الموقف مما يجري في تونس، محرجا للسلطات الجزائرية التي بات الفاعلون في تونس يتعقبون كل ما يصدر منها، مثلما حدث مع تصريحات الرئيس عبد المجيد تبون الأخيرة على قناة الجزيرة والتي أدت لردود فعل متناقضة في تونس بين من اعتبرها داعمة لتونس ومن رآها تدخلا من الجزائر في شأنها الداخلي.

 

وفي تلك التصريحات، اتهم تبون أطرافا أجنبية بمحاولة التدخل في الشأن الداخلي لجارة بلاده الشرقية. ووصف الضغوطات على تونس من الخارج بأنها تنطوي على الكثير من الخبث. ولأول مرة، تحدث عن سعي الجزائر للمشاركة “بلطف” في الحوار السياسي في تونس، دون انحياز لأي طرف، بهدف لم شمل الفرقاء التونسيين ومن منطلق حرصها على منع انهيار الدولة التونسية، مشيرا إلى أن أي خطوة نخطوها (في هذا الاتجاه) تكون بعلم الرئيس واتحاد الشغل.

 

ومنذ صعود الرئيس عبد المجيد تبون إلى الحكم، تغيّرت طريقة تعامل السلطات الجزائرية مع زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، بعد أن كان الأخير يحظى في وقت الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة بمعاملة شبه رئاسية، حيث كان يزور باستمرار الجزائر ويحظى بمقابلة الرئيس شخصيا، وكان من الشخصيات النادرة التي يُسمح لها بذلك، في ظل مرض الرئيس الراحل الذي أقعده عن الحركة والكلام.

زر الذهاب إلى الأعلى