اخبار تركياالأخبار

أدعية وصلوات وترتيل.. العشر الأواخر في جوامع تركيا

مع دخول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، يتزايد الحراك بجوامع تركيا، في روحانيات تأمل العتق من النار، والإكثار من الأدعية والصلاة وقراءة القرآن.

 

جامع السلطان أيوب في إسطنبول، يحتل مكانة خاصة لدى المسلمين الأتراك وغيرهم، لاحتضانه قبر الصحابي أبو أيوب الأنصاري، حيث تستمر فيه الأجواء الروحانية بجميع أوقات الصلاة.

 

الجامع وفي كل المناسبات الدينية يكتسي بحلة الروحانيات المتميزة، ويتدفق عليه الزوار والمصلون من كل مكان في إسطنبول، فضلا عن زائري المدينة والسياح من خارجها ومن خارج البلاد.

 

ورغم تذبذب حالة الطقس وسقوط الأمطار أحيانا في إسطنبول، ينجذب الصائمون للأجواء الروحانية في جامع السلطان أيوب، والتي تغوص أزقتها القديمة في أعماق التاريخ، وخاناتها العابقة برائحة الحضارة.

 

روحانيات وصلوات

 

الجامع يجذب المصلين في كل الأوقات حيث يكثرون من الدعاء والصلاة وقراءة القرآن، ويشارك المصلون في صلاة الجماعة، كما يتوافد إليها الزائرون من مختلف مناطق إسطنبول.

 

وفي رمضان المبارك يعتبر المسجد قبلة للمصلين في صلاتي التراويح والفجر، لما فيهما من أجواء روحانية مفعمة بالرحمة والسكينة، وعندما تكون حالة الطقس جميلة يفطر في باحاتها عدد كبير من الصائمين.

 

وفي العشر الأواخر من رمضان هذا العام، ورغم أجواء المطر إلا أن الجامع يمتلئ بشكل كامل خلال فترة الصلوات الجماعية، بحضور المصلين والمصليات، وخاصة خلال فترة المقابلة التي تجري قبل صلاة العصر.

 

كما يقصد المصلون زيارة قبر الصحابي أبو أيوب الأنصاري وقراءة الفاتحة على روحه خلال فترة الصلوات وزيارة المكان المميز والروحاني في إسطنبول، وقضاء وقت ممتع صحبة الأهل والأصدقاء.

 

وتقوم طريقة “المقابلة” التي تعتبر إرثا عثمانيا، على أن يتلو أصحاب الأصوات العذبة جزءا من القرآن يوميا في المساجد في نهار رمضان، ويقوم الحاضرون بالاستماع إلى القراءة ومتابعتها في المصحف، وبذلك يختم صاحب التلاوة وكل من يستمع إليه القرآن الكريم كاملا بنهاية الشهر الفضيل.

 

جامع قديم

 

الجامع هو أول مسجد بناه العثمانيون في إسطنبول عام 1458 بعد فتح القسطنطينية (إسطنبول) عام 1453.

 

وتعود التسمية لوجود قبر الصحابي في باحة المسجد، إذ توفي ودفن عام 52 هجرية (نحو 672 ميلادية)، خلال محاولة المسلمين في نفس العام فتح القسطنطينية، والتي لم تتكلل بالنجاح حينها.

 

وطلب الصحابي أبو أيوب الأنصاري، عندما اشتد عليه المرض، وكان كبيرا في السن (نحو 98 عاما)، أن يدفن عند أقرب نقطة من أسوار إسطنبول.

 

وشهد أبو أيوب الأنصاري، بيعة العقبة وغزوتي بدر وأُحد، مع النبي محمد، وخصه الرسول بالنزول في بيته عندما هاجر إلى المدينة المنورة، حيث أقام عنده حتى بنى حُجرة ومسجدا وانتقل إليهما.

 

وتقديرا ومحبة له، يسمي الأتراك الصحابي الجليل بـ”السلطان أيوب”، حيث ساهم استضافة الجامع لقبره في إضفاء مزيد من الأجواء الروحانية.

 

روحانيات العشر الأواخر

 

لا يقتصر زوار الجامع على الأتراك فقط، بل يقصده طوال العام وخاصة في رمضان، الكثير من السياح ولا سيما المسلمون منهم، حيث يأتون لقراءة الفاتحة على روح الصحابي الجليل.

 

ويعتبر الجامع مزارا مهما على مدار العام، ويجد كثير من الزوار الراحة فيه وبمحيطه حيث الأشجار القديمة والجو المنعش الذي يزيد من شعورهم بالطمأنينة مع العبادات التي يؤدونها.

 

ومع صلاة العشاء يبدأ تدفق المصلين على الجامع، وما أن يفرغوا من الصلاة حتى يبدأ المصلون بقراءة القرآن والأذكار والدعاء إلى الله بالقبول والغفران رافعين أيديهم للسماء بكل خشوع.

 

ووصولا إلى صلاة الفجر تعود الجموع ليتكثف وجودها من أجل الصلاة بعد إتمام فترة السحور، ويرافق قبل الصلاة وبعدها أجواء روحانية من تلاوات قرآنية وأدعية وعبادات واستغفار.

 

وخلال هذه الفترة تُتلى الأدعية الجماعية مع الإمام، وتتم قراءة القرآن بشكل جماعي، فضلا عن التسابيح، ما يضفي أجواء رائعة من الروحانيات في الجامع قل نظيرها.

 

واعتاد السياسيون والمشاهير الأتراك زيارة الجامع في المناسبات، كما أن العديد من الأصدقاء يتفقون على الالتقاء في الجامع على صلاة الفجر والانتقال لاحقا للتجمع وتبادل أطراف الحديث.

زر الذهاب إلى الأعلى