اخبار تركياالأخبار

محرم إنجه يربك حسابات المعارضة التركية

أثار إعلان زعيم حزب البلد محرم إنجه ترشحه للرئاسة، غضبا داخل “تحالف الأمة” الذي يسعى لحصول مرشحه الرئاسي كمال كليتشدار أوغلو على دعم الأطراف المعارضة كافة، بما فيها حزب الشعوب الديمقراطي الذي يعتزم الإعلان عن موقفه بهذا الشأن خلال أيام قليلة.

 

وتعرض المرشح الرئاسي محرم إنجه لضغوط كبيرة، من أجل سحب ترشحه، لكن الأخير رفض ذلك، وسط مزاعم حول مساعي عقد لقاء يجمع مع كليتشدار أوغلو.

 

وأظهرت استطلاعات رأي مؤخرا، صعود حظوظ حزب البلد الذي يتزعمه إنجه، على الأحزاب الأخرى وبشكل ملحوظ، لاسيما بين فئة الشباب التركي.

 

الذئاب الإلكتروني يطارد محرم إنجه

 

محرم إنجه، بعد تقديمه رسميا ترشحه للرئاسة إلى اللجنة العليا للانتخابات، قال: تركيا جنة الذئاب الإلكتروني، وهناك منهم في البلديات والأحزاب، فعلوا ما فعلوه أولا برئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، ثم ميرال أكشنار، التي وجهوا لها الافتراءات عندما انسحبت من الطاولة السداسية، وفي ذات الوقت أشادوا فيها عندما عادت.

 

وتابع إنجه: هذا الذباب الإلكتروني يهاجمني الآن، لكنني صعب المراس ولا أستسلم لذلك، يقومون الآن بالافتراء، والتشويه، بغض النظر عما يقومون به، سنفوز بالانتخابات.

 

وذكر إنجه أن المؤشرات تشير إلى نسبة 19 إلى 20 بالمئة قد أحصل عليها في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، واستطلاعات الرأي التي يجريها حزبا العدالة والتنمية والشعب الجمهوري تدرك ذلك.

 

وأضاف: ليس لدينا وسائل إعلام خاصة بنا، ولكن سندير حملتنا بدعم الشباب على وسائل التواصل الاجتماعي، ليس لدينا أموال من أجل حسابات بوت على تويتر، ليس لدي سيارة مخصصة لي من الحزب، أركب سيارتي الخاصة موديل 2006.، معربا عن أمله بالفوز في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بنسبة 60 بالمئة.

 

كليتشدار أوغلو يتقرب من حزب الشعوب الديمقراطي

 

على صعيد آخر، التقى المرشح الرئاسي كليتشدار أوغلو، الرئيسين المشتركين للحزب الكردي مدحت سنجار وبريفان بولدان في مبنى البرلمان التركي.

 

كليتشدار أوغلو أعرب عن رفضه “الوصاية” على البلديات التابعة لحزب الشعوب الديمقراطي، أو المساعي لإغلاق الحزب الكردي. ورأى أن المسألة الكردية يجب حلها عبر  “البرلمان”.

 

الصحفي المقرب من حزب الشعب الجمهوري، إسماعيل صايماز، ذكر أن “الشعوب الديمقراطي” سيعلن عن موقفه بشأن دعم كليتشدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية يوم غد الأربعاء.

 

وتابع في تقرير بأنه تم مناقشة احتمالين في الحزب الكردي، أولهما “تقديم إعلان مبطن بدعم كليتشدار أوغلو من خلال عدم تقديم مرشح، أو الحديث بشكل واضح والإعلان رسميا عن دعمه”.

 

الصحفي التركي عبد القادر سيلفي في تقرير على صحيفة “حرييت”، ذكر أن حزب الشعوب الديمقراطي قرر دعم كليتشدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية.

 

وذكر أن دعم كليتشدار أوغلو من “الشعوب الديمقراطي”، مشروط، ورغم أن الأولوية لدى الحزب الكردي هو التخلص من أردوغان، لكن هناك مطالب أخرى له أيضا.

 

وطالب “الشعوب الديمقراطي” الكردي، الحصول على وزارتين في حكومة كليتشدار أوغلو إذا فاز بالانتخابات، وهما وزارتا البيئة والثقافة، مع إنشاء وزارة الاتحاد الأوروبي.

 

ورغم أن مسألة “العتبة الانتخابية” لا تمثل عائقا بالنسبة لحزب الشعوب الديمقراطي، فإن هناك مطلبا آخر يتعلق بالدخول ضمن “قائمة مشتركة” مع أحزاب المستقبل و”ديفا” في أربع أماكن، والحديث يجري عن ولايات باطمان، وفان، وإغدير وهكاري.

 

حسابات الطاولة السداسية

 

وتسهم مشاركة محرم إنجه في الانتخابات الرئاسية، في تشتيت أصوات المعارضة التي تسعى للالتفاف خلف كليتشدار أوغلو في منافسة أردوغان، كما أنها قد تستقطب الناخبين الرافضين لترشح زعيم حزب الشعب الجمهوري لاسيما من حزب الجيد، والناقمين على “الطاولة السداسية” بسبب الخلافات الأخيرة، والحديث عن التقارب مع حزب الشعوب الديمقراطي الكردي.

 

الكاتب التركي برهان الدين دوران في تقرير على صحيفة “صباح”، أكد أن ترشح محرم إنجه الذي لم تتم دعوته إلى “الطاولة السداسية”، وتمكن من تقديم  نفسه كـ”خيار ثالث”، للرئاسة أهمية كبيرة في حساب الأصوات في الجولة الأولى.

 

وأشار دوران إلى أن إنجه الذي يتجه نحوه الناخبون الرافضون لترشح كليتشدار أوغلو، تعرض للضغوط ليسحب ترشحه للرئاسة لصالح زعيم حزب الشعب الجمهوري، من الجهة ذاتها التي تهجمت على أكشنار عندما انسحبت من الطاولة السداسية.

 

وتابع بأن إنجه طوال السنوات الثلاث الماضية، كان ينتقد المعارضة وتركيبة الطاولة السداسية، ويؤيد فكرة تعدد المرشحين للرئاسة.

 

ويزعم إنجه أن ناخبي حزب الشعب الجمهوري مستائين من “السجل السيئ” لقادة أحزاب “ديفا” و”المستقبل” و”السعادة”، ويظهر زعيم حزب البلد أن الاتفاق الذي أبرز من قادة الطاولة السداسية على شكل مساومة، لم يلق استجابة أو صدى لدى الناخبين.

 

وعلى عكس علي باباجان وأحمد داود أوغلو، وتمل كرامولا أوغلو، أشار الكاتب إلى أن إنجه يتخذ موقفا أكثر انتقادا للحكومة، وبذات الوقت يوجه انتقادات لـ”تحالف الأمة”، وهذا الموقف ساهم في رفع أرصدته لدى الناخب التركي. وسنرى إذا سيخضع إنجه للضغط الهائل عليه من دوائر حزب الشعب الجمهوري.

 

وأكد أن العامل الآخر الذي سيؤثر على حسابات الجولة الأولى، وهو ما إذا كان حزب الشعوب الديمقراطي سيرشح مرشحا بعد المفاوضات مع كليتشدار أوغلو.

 

ولم تتضح طبيعة المفاوضات المتعلقة بشأن قضايا حرجة مثل الموقف من وحدات حماية الشعب الكردية ومنظمة العمال الكردستاني في سوريا والعراق، ووضع أوجلان واللغة الأم، وتزيد مناقشة هذه القضايا من ردود الفعل ضد كليتشدار أوغلو.

زر الذهاب إلى الأعلى