أخبار عالميةالأخبار

مسيّرة أميركية جديدة باتجاه البحر الأسود… وروسيا: الأميركان فقدوا عقولهم

أظهرت بيانات ملاحية إقلاع طائرة استطلاع ومراقبة أميركية من قاعدةٍ جنوبي إيطاليا، في طريقها إلى المنطقة الغربية من البحر الأسود، وذلك عقب يومين من إسقاط مقاتلات روسية مسيرة أميركية من طراز “إم. كيو-9” (MQ-9)  بعد اعتراضها ما أدى إلى توتر كبير بين البلدين.

 

وأكدت الولايات المتحدة، يوم الجمعة، استمرار طلعاتها الجوية فوق البحر الأسود، حيث كشفت البيانات الملاحية أن المسيّرة الأميركية انطلقت من إيطاليا، وحلقت في أجواء بلغاريا ورومانيا، كما كشفت قيام الطائرة بما يزيد على 20 طلعة غربي البحر الأسود منذ بداية العام.

 

روايات متضاربة

 

يأتي هذا، فيما تضاربت روايات كلا الطرفين بشأن التصادم فوق البحر الأسود، ففي حين قالت وزارة الدفاع الروسية إن المسيّرة الأميركية سقطت نتيجة لمناورة حادة، جعلتها تفقد السيطرة والتحكم في الارتفاع وتصطدم بسطح الماء، قال سلاح الجو الأميركي إن التصادم وقع على بعد 40 أو 50 ميلا بحريا جنوب غرب شبه جزيرة القرم، فوق البحر الأسود، في المجال الجوي الدولي.

 

ونشرت الولايات المتحدة، أمس الخميس، مقطع فيديو رُفعت عنه السرية يُظهر اعتراض روسيا للطائرة، وهو مقطع قال البيت الأبيض إنه يكشف أكاذيب موسكو بشأن ما حدث.

 

ويمكن في مقطع الفيديو رؤية طائرة مقاتلة روسية من طراز (سو-27) وهي تقترب جدا من الطائرة المسيّرة وتفرغ الوقود بالقرب منها، فيما قال مسؤولون أميركيون إنها محاولة فيما يبدو لإلحاق الضرر بالطائرة الأميركية أثناء تحليقها.

 

كما يُظهر المقطع انقطاع بث الفيديو بعد مناورة روسية قريبة أخرى، وهو ما قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنه نتج عن اصطدام طائرة روسية بالطائرة المسيّرة. وينتهي الفيديو بعرض صور لتحطم مروحة الطائرة المسيّرة الذي نجم عن الاصطدام حسبما قال البنتاغون، مما أصاب الطائرة بالعطب وأدى إلى سقوطها في المياه العميقة.

 

وأظهرت خريطة عرضها الجيش الأميركي أن الاعتراض حدث في البداية على بعد ما بين 40 و50 ميلا بحريا قبالة ساحل شبه جزيرة القرم في المجال الجوي الدولي، وقال إن الاصطدام حدث بعد 10أميال أخرى تقريبا وإن الطائرة المسيّرة سقطت في النهاية على بُعد يتراوح من 75 إلى 85 ميلا بحريا من اليابسة.

 

وأكد منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي أن واشنطن ستواصل استخدام المسيّرات في البحر الأسود لضمان المصالح الأميركية، وتمكين أوكرانيا من الدفاع عن نفسها.

 

ونقلت شبكة “سي إن إن” (CNN) عن مسؤولين أميركيين أن وزارة الدفاع تجري تقييما لمسارات المسيّرات الأميركية في أجواء البحر الأسود، وتدرس طرقا بديلة، لتفادي المقاتلات الروسية، فضلا عن الاعتماد على الأقمار الاصطناعية في جمع المعلومات.

 

ونفت روسيا الاتهامات الأميركية بأن طائرتيها تصرفتا بتهور في الحادث الذي وقع يوم الثلاثاء، وحملت مسؤولية السقوط على “المناورات الحادة” التي قامت بها الطائرة المسيّرة وقالت إن طائرتيها لم تصطدما بها.

 

وقال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف إنه يجب تتبع حركة الطائرات المسيّرة في المجال الجوي الذي هو جزء من أراضي روسيا وسيادتها.

 

وأضاف، في تغريدة على تليغرام، أن الأميركيين فقدوا عقولهم تماما، وأن التناغم معهم خطأ، رغم الحاجة للاتصالات العسكرية، على حد تعبيره، وأوضح أن الأميركيين انسحبوا من معاهدة الأجواء المفتوحة التي كانت تعطي الحق بالتفتيش العسكري.

 

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الوزير سيرغي شويغو كرّم الطيارين الذين حالوا دون انتهاك مسيّرة أميركية حدود منطقة العمليات الخاصة.

 

وأضافت الوزارة أن شويغو رشح طاقم مقاتلة “سو-27” الذي اعترض المسيرة الأميركية “إم كيو-9” (MQ-9) فوق البحر الأسود الثلاثاء الماضي لوسام الدولة.

 

حطام المسيّرة

 

وفيما قال الكرملين إن القوات الروسية ستنتشل المسيّرة الأميركية من قاع البحر الأسود إذا رأت ذلك ضروريا لضمان الأمن، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية بات رايدر إن لدى بلاده مؤشرات على أن روسيا تحاول انتشال المسيّرة، لكنه استبعد أن تتمكن من استعادة أي شيء مفيد.

 

وبدوره، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مارك ميلي إن انتشال بقايا المسيّرة من البحر الأسود سيكون صعبا، وإن هذه البقايا توجد على عمق قد يصل إلى أكثر من 1500 متر تحت المياه.

زر الذهاب إلى الأعلى