اخبار تركياالأخبار

أتراك يبيعون سياراتهم وأبقارهم للتبرّع لمنكوبي الزلازل

تختصر صاريغول كاشان (70 عاماً) الفلّاحة التي باعت بقرتها الوحيدة للتبرّع لمنكوبي الزلازل تضامُن الأتراك الاستثنائي مع مواطنيهم في الجنوب والجنوب الشرقي، الذين طالتهم أسوأ كارثة شهدتها تركيا المعاصرة.

 

في أق قايا في أقصى شرقي البلاد على الحدود مع أرمينيا، تتّكئ السيدة ذات الظهر المنحني على عصا ملوّحة بحزمة من الأوراق النقدية تريد التبرّع بها: 13 ألف ليرة تركية، أي ما يعادل 650 يورو ثمن بقرتها.

 

وتقول ساريغول أمام الكاميرا: بعت بقرتي الصغيرة وسأُعطي المال للحاكم لصالح أولئك الذين ماتوا ومن هم تحت الأنقاض.

 

مثل ساريغول كاشان تبرعت فلّاحات أُخريات بأغلى ما لديهن: بقرة أو ثور أو عجل.

 

في أرضروم الواقعة في جبال الأناضول الشرقية التي ضربها عام 1983 زلزال خلَّف 1550 قتيلاً، تخلّت الناجية نازيم كيليش عن الثور الذي “ربّته بيديها”، حسبما تقول لوكالة “DHA”. وأرسلت ثمنه الذي بلغ 230 ألف ليرة تركية (1130 يورو) إلى إدارة الكوارث والطوارئ التركية “أفاد”.

 

تقول السيدة العجوز: لدي ثمانية أولاد. قلت لهم: ساعدوهم قدر المستطاع.

 

ولم تترّدد سكينة تانريك أوغلو دقيقة واحدة في التبرّع لصالح المنكوبين، فقد تخلّت عن عجلها الذي كانت تربّيه في محافظة يوزغات (وسط) لتحمّل نفقات فريضة الحج.

 

كذلك الأمر لغولبر توسون التي تخلّت عن “عجلها المفضّل” في غرب البلاد، لتقدّم 900 يورو لضحايا الزلزال.

 

كذلك تبرّع جافر غونش، وهو أحد الناجين من زلزال أرضروم أيضاً، بالأموال المخصّصة للعمرة أي 40 ألف ليرة تركية (1980 يورو).

 

لا يدعوننا ندفع

 

في أماكن أخرى تحمّي النساء الأفران لتحضير مئات من أرغفة الخبز يومياً وإرسالها إلى المناطق المنكوبة بواسطة الحاكم المحلّي.

 

باع سعد الله سيزر سيارته القديمة وحوّل نحو 5 آلاف يورو من ثمنها إلى منظمة الإغاثة التركية.

 

يقول: أريد أن أساعد الدولة (…) يسعدني أن أبيع سيارتي لصالح المحتاجين.

 

أما سيركناز في بورصة (شمال غرب)، فهي لم تعد تترك أدوات الحياكة، إذ تنسج كنزات صوفية “بلا كلل” للناجين. وتقول: كلّما تمكنت من المساعدة أكثر كان ذلك أفضل. الجو بارد جدّاً هناك، الملابس التي أنسجها ستدفئهم.

 

في البستان قرب قهرمان مرعش مركز الزلزال تنخفض درجة الحرارة إلى 15 درجة مئوية تحت الصفر في الليل.

 

وسط الأنقاض تكتشف امرأة لاجئة وعائلتها في خيمة بسكويتاً في جيوب سترة رمادية تلقّتها للتو، وقفّازات ودبّوساً وحلوى.

 

شهدت فرق الإغاثة الأجنبية أيضاً هذه اللفتات الصغيرة التي أظهرها السكّان الممتنّون.

 

وكتب فريق من الأمن المدني الإسباني على موقع تويتر: “وقفونا على الطريق ليقدّموا لنا الطعام ولم يسمحوا لنا بأن ندفع ثمنه”، مرفقاً التغريدة بصورة لبيتزا تركية مع اللحم المفروم والجبنة.

زر الذهاب إلى الأعلى