أخبار عربيةالأخبار

مقال في صحيفة هآرتس: إسرائيل دخلت مرحلة الخراب والدمار

قال كاتب إسرائيلي بصحيفة “هآرتس” (Haaretz) إن إسرائيل، التي يكبرها هو بقليل، مرت منذ نشأتها بـ3 مراحل، وبنبرة تشاؤمية أوضح أنها الآن وصلت إلى مرحلة الدمار والخراب.

 

وفي بداية مقاله، لفت بي مايكل إلى أنه ولد قبيل ميلاد إسرائيل بأشهر قليلة، وإن كان إدراكه آنذاك ليس كإدراك شخص بالغ، فإن التجارب الأولية لطفل صغير تنقش الصور والعواطف في وعيه.

 

ففي السنوات العشرين الأولى من وجودها، يقول مايكل إن إسرائيل من 1948 إلى 1967 كانت تجسد، بالنسبة له، “مرحلة الأمل”، إذ كان الشعور السائد في البداية أن الحاضر لم يكن جيدا، لكن كان المتوقع آنذاك هو أن يزدهر البلد وينمو ويتناسى الأخطاء المثيرة للاشمئزاز والأفعال الشريرة المقززة التي تلطخ بها قبيل نشأته.

 

لكن “مرحلة الأمل” تبعتها “مرحلة الفساد”، حسب مايكل، التي بدأت عام 1967، عندما “انضم الشيطان الديني إلى الشيطان الصهيوني، وبدآ معا أعمال التدمير”، لقد أعمى هؤلاء توقهم لماض يعتبرونه مجيدا، وهو ما دفع إسرائيل لفقدان ذكائها ومكابحها وإنسانيتها وعقلها، كل إسرائيل قيادة وناخبين، على حد تعبيره.

 

والآن ها هي إسرائيل، وفقا للكاتب، تدخل “مرحلة الدمار والخراب” بعد أن سلمت يوم 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي حكومة من الأشرار زمام تسيير أمورها، ليبدأ دمار لا مفر منه إذ إن الذي حصل ما هو إلا تتويج لـ55 عاما من الإدمان على الشر والنهب والاستبداد والعنف، حسب قوله.

 

فما بدأته إسرائيل لتوها سيحولها لبلد لا يريد أي شخص متحضر أن يعيش فيه ليبقى في نهاية المطاف بلدا خالصا للقتلة المدججين بالسلاح والمتعصبين والشوفينيين والمرضى النفسيين، ليتبخر البلد في نهاية المطاف، حسب قول مايكل.

 

لكن كم ستستغرق هذه المرحلة قبل أن يكتمل التدمير، يجيب الكاتب عن ذلك بأنه أصيب بالدهشة عندما اكتشف أن ذلك لن يتطلب جهدا يذكر.

 

بل إن مايكل حدد قائمة جزئية للدمار الذي حدث بالفعل من نظام تعليمي يحتضر، وتشييد لمبان باهظة الثمن قد عفا عليها الزمن، ورفاهية اختفت معالمها، ونظام صحي يُداس بالأقدام، وفقر آخذ في التفاقم، فضلا عن فرض الحكم الديني وازدياد بشاعة عنف الشرطة وانتشار الفساد وبطء العدالة واضمحلال احترام حقوق الإنسان وغياب المساواة التي أصبحت فعلا شيئا من الماضي.

 

وختم الكاتب بالتعبير عن أسفه على ما آل إليه بلده، إذ كان يريده أن يكون “أثينا” فأصبح “سبارتا” وأراد أن يمثل “نورا للأمم” وانتهى به الحال عارا للأمم، حسب رأيه.

زر الذهاب إلى الأعلى