أخبار عالميةالأخبار

ردا على صور وصفتها بالمسيئة.. إيران تستدعي السفير الفرنسي وباريس: لن تعلمنا طهران الدروس

استدعت إيران السفير الفرنسي وأغلقت المعهد الفرنسي للبحوث (إفري) بعد نشر مجلة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة رسوما كاريكاتيرية مهينة لمرشد الثورة علي خامنئي، في المقابل قالت الخارجية الفرنسية إن على إيران النظر إلى أوضاعها الداخلية قبل انتقاد باريس.

 

ونشرت “شارلي إيبدو” هذا الأسبوع عشرات الرسوم الكاريكاتيرية التي تسخر من المرشد الإيراني. وقالت المجلة إن هذه الرسوم دعم للاحتجاجات المناهضة للحكومة والتي تشهدها إيران منذ وفاة الشابة مهسا أميني في سبتمبر/أيلول بعد احتجازها على يد ما تسمى شرطة الأخلاق.

 

وأعلنت الخارجية الإيرانية في بيان أنها أوقفت نشاطات المعهد الفرنسي للبحوث في البلاد كمرحلة أولى من الرد على الرسوم الكاريكاتيرية.

 

وقالت الوزارة أيضا إن الحكومة الفرنسية تتحمل المسؤولية الأكيدة في مواجهة انتهاك الطابع المقدس للحرية وحقوق الإنسان، وإهانة القيم الدينية، والمسّ بالمعتقدات الدينية والسيادة الوطنية لدول أخرى.

 

وأضاف البيان أن الجمهورية الإسلامية تندّد بعدم تحرّك السلطات الفرنسية المعنية المستمر في مواجهة معاداة الإسلام والترويج للكراهية العنصرية في الإعلام الفرنسي.

 

غضب إيراني

 

واستدعت وزارة الخارجية سفير فرنسا نيكولاس روش إلى مقر الوزارة، احتجاجا على العمل المسيء إلى مرتبة إيران ومقدساتها وقيمها الدينية والوطنية.

 

وقدمت الخارجية الإيرانية مذكرة احتجاج شديدة اللهجة لنقلها إلى باريس، مؤكدة أن الجمهورية الإسلامية لن تقبل إطلاقا بالإساءة إلى مقدساتها ومبادئها الإسلامية والمذهبية والوطنية، مؤكدة أنها تحتفظ بحقها في الرد بشكل مناسب على هذه التصرفات.

 

وسبب الغضب الإيراني هو أن المجلة الفرنسية أطلقت مسابقة في سبيل دعم الاحتجاجات الإيرانية الأخيرة التي انطلقت عقب وفاة الشابة أميني، ودعت الرسامين إلى إرسال رسومهم الساخرة للمرشد الإيراني من أجل نشرها.

 

وخلال لقائه السفير الفرنسي، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إنه لا يحق لباريس تبرير الإساءة لمقدسات الدول الأخرى والشعوب المسلمة، بذريعة الدفاع عن حرية التعبير، محمّلا “الحكومة الفرنسية مسؤولية التداعيات المترتبة على هذا السلوك البغيض”.

 

وفي فرنسا، أصدرت السفارة الإيرانية بيانا للتنديد بسلوك “شارلي إيبدو” واصفة إياه بأنه “يتعارض ومبدأ حرية التعبير ويشكل انتهاكا لحرمة الشخصيات والشعوب” وطالبت باريس باتخاذ إجراء عاجل لوقف الحملة المسيئة ضد الرموز الإيرانية.

 

إعلاميا، نشرت صحيفة “إيران ديلي” الحكومية، الناطقة بالإنجليزية، كاريكاتيرا ساخرا للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ردا على نشر “شارلي إيبدو” رسوما كاريكاتيرية لخامنئي.

 

وعلى منصات التواصل، يستمر تفاعل الإيرانيين مع الجدل القائم بشأن الرسوم الكاريكاتيرية، إذ طالب الناشط السياسي المحافظ عبد الله كنجي رئيس صحيفة جوان المقربة من الحرس الثوري، بطرد السفير الفرنسي كحد أدنى لما يمكن للخارجية القيام به، ردا على إهانة مجلة شارلي إيبدو، مؤكدا أن بلاده لم تجن نفعا مع علاقاتها مع باريس.

 

وفي حين طالب الصحفي مصطفى وثوق كيا بإعادة النظر في العلاقات الثقافية القائمة بين طهران وباريس، يصف الخبير في الإعلام الرقمي بوريا آستركي اهتمام بلاده بمجلة شارلي إيبدو بأنه خطوة حمقاء.

 

وأشار إلى أن باريس تحولت منذ 4 عقود إلى مقر للمعارضة الإيرانية بالخارج، وأنه في ضوء نقضها التزاماتها في العقود الرسمية الموقّعة بشأن تطوير حقل بارس الجنوبي وقطاع السيارات، لا يتوقع أن تحرك الحكومة الفرنسية ساكنا بشأن الرسوم الكاريكاتيرية.

 

تعليق فرنسا

 

في المقابل، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا اليوم الخميس إن على إيران أن تهتم بما يحدث داخلها قبل أن تنتقد باريس.

 

وقالت كولونا -في تصريحات لمحطة “إل سي آي) التلفزيونية- إن إيران تنتهج سياسات سيئة عبر اتباع العنف مع مواطنيها وباعتقال فرنسيين، وفق تعبيرها.

 

وتابعت: دعونا نتذكر أن حرية الصحافة موجودة في فرنسا على عكس ما يحدث في إيران وأن تلك (الحرية) يشرف عليها قاض في إطار قضاء مستقل وهو أمر لا تعرفه إيران جيدا بلا شك مضيفة أن فرنسا ليست بها قوانين تجرم التجديف.

 

وقد تدهورت العلاقات بين فرنسا وإيران الأشهر الأخيرة مع تعطل جهود إحياء المحادثات النووية التي تشمل فرنسا، ومع اعتقال طهران 7 فرنسيين.

زر الذهاب إلى الأعلى