أخبار عالميةالأخبار

محللون يحذرون أميركا من اللعب بالنار مع الصين وتايوان ورقة خاسرة

لم تهمل الصين الصفقة العسكرية بين الولايات المتحدة الأميركية وتايوان، حتى بادرتها بتحركات عسكرية بلغت مستوى متقدما من خلال توغل جوي وصفته تايبيه بالأكبر من نوعه، وهو ما عكس في نظر مراقبين مقدار غضب بكين من المستوى الذي وصل إليه التقارب الأميركي التايواني.

وقالت وزارة الدفاع التايوانية إن 71 طائرة تابعة للقوات الجوية الصينية -منها مقاتلات وطائرات مسيرة- دخلت منطقة تحديد الدفاع الجوي التايوانية خلال الساعات الـ 24 الماضية، بعضها عبر خط الوسط لمضيق تايوان، في خطوة أعقبت إعلان واشنطن عن مساعدات ومبيعات عسكرية لتايبيه بقيمة 10 مليارات دولار.

 

وبلغت التوغلات -بحسب وزارة الدفاع التايوانية- 1700 توغل جوي، في مؤشر على تصاعد توتر إقليمي لم تغب عنه الرهانات الدولية، على نحو ينذر بالمزيد مع تلويح الصين بين حين وآخر بعمل عسكري لفرض الوحدة مع تايوان وإن كانت تطرح في أغلب الوقت طريقا سلميا للوصول إلى تحقيق ذلك الهدف.

 

على الجانب الصيني، أوضح فيكتور غاو نائب رئيس مركز الصين والعولمة -في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر” (2022/12/26)- أن أي محاولة لتهيئة تايوان للحرب سيكون مصيرها الفشل، ولن تخدم مصالح الشعب التايواني بل ستخدم المصالح السياسية للقوى الأميركية التي تريد استخدام تايوان ورقة من أجل منافستها السياسية مع الصين.

 

وشدد على أن الصين لديها حق شرعي كامل في الدفاع عن نفسها ضد أي تدخل أجنبي، ولا يمكن لواشنطن أن تغير حقيقة أن الصين واحدة “وتايوان ما هي إلا جزء منها” حيث تريد بكين تحقيق وحدتها من خلال طرق سلمية، معتبرا أن المفاوضات ومنع أي تدخل أجنبي بما فيه الأميركي من شأنه حل أزمة تايوان، مشددا على أنه من مصلحة أميركا تفادي أي مواجهة من الصين لأنها قد تؤدي إلى نهاية العالم بأكمله.

 

أما على الصعيد الأميركي، فيقول ريتشارد وايتز الخبير في الشؤون الأمنية بمؤسسة ويكي ستراد إن واشنطن ترى أن الصين قررت طرق باب إعادة التوحيد بالقوة وقامت بتوسيع أنشطتها العسكرية في محيط تايوان، مشيرا إلى أن الشعب التايواني يريد أن يبقى منفصلا عن الصين، حسب ما تشير إليه التقارير والإحصائيات.

 

ورأى الخبير الأمني أن هناك مخاوف أميركية من استخدام الصين القوة لتحقيق وحدتها الكاملة، ولذلك تحاول واشنطن أن تحول دون نجاح صفقات التسليح حتى لا يتكرر السيناريو الأوكراني، وهذا ما يجعل واشنطن تدعم تايوان عسكريا للتعزيز من دفاعاتها.

 

من جانبها، قالت رئيسة تايوان تساي إنغ ون إنها تؤكد يوما بعد يوم ضرورة تعزيز قدراتها الدفاعية لمواجهة التوسع المستمر للاستبداد، حسب وصفها.

 

وكانت القيادة الشرقية بالجيش الصيني نشرت فيديو لدوريات الاستعداد القتالي والتدريبات على الضربات الجوية المشتركة بالبحر والجو حول الجزيرة في 25 من ديسمبر/كانون الأول الجاري. وقالت القيادة إن القوات الميدانية ستتخذ جميع التدابير اللازمة للدفاع بحزم عن السيادة الوطنية وسلامة الأراضي.

 

يُشار إلى أن التدريبات الجوية والبحرية التي يجريها الجيش الصيني هي الأكبر منذ زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لتايوان في أغسطس/آب الماضي، كما صدر تعليق عن مجلس الأمن القومي الأميركي جاء فيه “نشعر بقلق إزاء النشاط العسكري الصيني الاستفزازي قرب تايوان”.

زر الذهاب إلى الأعلى