أخبار عالميةالأخبار

معارك مستعرة شرقي أوكرانيا.. وروسيا تحذر أمريكا من تزويد كييف بالباتريوت

حذرت روسيا، الخميس، الولايات المتحدة من تزويد أوكرانيا بمنظومة صواريخ “باتريوت” الدفاعية.

 

وقالت متحدثة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحفي بالعاصمة موسكو: “ننصح بشدة من يتخذون القرارات في واشنطن أن يستمعوا إلى تحذيراتنا المتكررة بشأن توفير أسلحة لأوكرانيا”.

 

وأضافت: “أي أسلحة يجري توفيرها لأوكرانيا، بما في ذلك أنظمة باتريوت، كانت ولا تزال أهدافاً مشروعة ذات أولوية للقوات المسلحة الروسية”، حسب ما ذكرت وكالة “تاس” الروسية.

 

وأوضحت المتحدثة الروسية أن الاستمرار في نقل مثل هذه الأسلحة المتطورة إلى أوكرانيا “يعني توسيع نطاق مشاركة الجنود الأمريكيين في العمليات القتالية وكل ما يترتب على ذلك من عواقب”.

 

وشددت على أن روسيا تعتبر جميع الأسلحة المقدمة إلى أوكرانيا “أهدافاً عسكرية مشروعة” سيجري “تدميرها أو الاستيلاء عليها”.

 

والثلاثاء، قال مسؤولون أمريكيون، إن الولايات المتحدة تستعد لإرسال منظومة صواريخ “باتريوت” الدفاعية لأوكرانيا، رداً على طلب عاجل من كييف لتزويدها بأسلحة قوية لصد الهجمات الروسية، حسب ما ذكرت وكالة أسوشيتد برس.

 

وأشار المسؤولون، دون الكشف عن هوياتهم، إلى أن القرار النهائي بهذا الخصوص سيجري الإعلان عنه في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.

 

احتدام المعارك في الشرق

 

أما ميدانياً، قال رئيس بلدية مدينة خاركيف الأوكرانية إيهور تيريخوف إن القوات الروسية هاجمت البنية التحتية الحيوية في المدينة الواقعة بشرق أوكرانيا اليوم الخميس، مما تسبب في عدة انفجارات.

 

وكتب رئيس البلدية عبر تطبيق تليغرام “انفجارات في خاركيف. العدو يستهدف منشآت البنية التحتية. أطلب من الجميع توخي أقصى درجات الحذر والبقاء في الملاجئ إن أمكن”.

 

وبدورهم، قال مسؤولون عينتهم روسيا إن القوات الأوكرانية قصفت مدينة دونيتسك الخاضعة للسيطرة الروسية بشرق أوكرانيا اليوم الخميس، وذلك بعد يوم من استبعاد روسيا وقف إطلاق النار بمناسبة عيد الميلاد في حرب مستمرة منذ ما يقرب من عشرة أشهر.

 

ولا تجري روسيا وأوكرانيا في الوقت الراهن محادثات لإنهاء أكبر صراع تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، والذي تدور رحاه بالأساس في شرق أوكرانيا وجنوبها مع تحرك ضئيل من كلا الجانبين.

 

وقال أليكسي كوليمزين، رئيس بلدية دونيتسك المدعوم من روسيا، إن راجمات صواريخ متعددة من طراز “بي.إم-21 جراد” أطلقت 40 صاروخاً على المدنيين في وسط المدينة في الساعات الأولى من الصباح.

 

وقال كوليمزين إن الهجوم هو الأكبر الذي تتعرض له دونيتسك منذ 2014، عندما أعلن انفصاليون موالون لموسكو سيطرتهم على المدينة.

 

ووصف كوليمزين الهجوم بأنه جريمة حرب. ولم يذكر ما إذا كان الهجوم قد أسفر عن مصابين أو قتلى.

 

وقالت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني في تقريرها اليومي إن موسكو ظلت تركز في هجماتها على مدينتي باخموت وأفدييفكا شرق أوكرانيا، مضيفة أن القوات الأوكرانية صدت هجمات روسية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.

 

وقالت أيضاً إن القوات الروسية واصلت قصف القوات الأوكرانية والبنية التحتية المدنية في منطقة دونيتسك ومنطقتي زابوريجيا وخيرسون الجنوبيتين.

 

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب عبر الفيديو أمس الأربعاء “لا يوجد هدوء على خط الجبهة”، ووصف تدمير روسيا لمدن في الشرق بالمدفعية بأنه يهدف إلى عدم إبقاء أي شيء “سوى الأنقاض والحفر”.

 

وتعرضت كييف أمس الأربعاء لأول هجوم كبير بطائرات مسيرة منذ أسابيع. وأُصيب مبنيان إداريان، لكن الدفاعات الجوية صدت الهجوم إلى حد كبير. وقال زيلينسكي إن 13 طائرة مُسيّرة أُسقطت.

 

كما أطلقت روسيا وابلاً من الصواريخ على البنية التحتية للطاقة منذ أكتوبر/تشرين الأول، مما أدى إلى تعطيل إمدادات الطاقة وترك الأوكرانيين دون تدفئة في ظروف الشتاء القارس.

 

موسكو ترفض الهدنة

 

في إحدى مناطق كييف المغطاة بالجليد، قال السكان إنهم سمعوا أزيز محرك طائرة إيرانية مُسيّرة من طراز شاهد أعقبه انفجار قوي في مبنى مجاور لمنازلهم.

 

وتسبب الصراع في مقتل عشرات الآلاف وتشريد ملايين وتحولت مدن إلى أنقاض منذ بدء الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط.

 

ورداً على سؤال أمس الأربعاء عما إذا كانت موسكو قد تلقت مقترحات بشأن “وقف إطلاق النار بمناسبة عيد الميلاد”، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين “لا، لم نتلق مثل هذه العروض من أي طرف. هذا الموضوع ليس على جدول الأعمال”.

 

وقال زيلينسكي هذا الأسبوع إن على روسيا أن تبدأ الانسحاب بحلول عيد الميلاد كخطوة لإنهاء الصراع، لكن موسكو رفضت الاقتراح، قائلة إنه يتعين على أوكرانيا قبول خسارة الأراضي لصالح روسيا قبل إحراز أي تقدم.

 

ورداً على سؤال حول فرص التوصل إلى سلام بين الجانبين عن طريق التفاوض، قال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض إنه “من الصعب أن نخلص إلى أن هذه الحرب ستنتهي بحلول نهاية العام”.

 

نقل أطفال إلى روسيا

 

قال ديميترو لوبينيتس، مفوض حقوق الإنسان بالبرلمان الأوكراني، إن 12 ألف طفل أوكراني نُقلوا إلى روسيا منذ بدء الحرب، بينهم 8600 طفل نُقلوا قسراً.

 

وقال إن المحققين الأوكرانيين اكتشفوا خلية احتجزت فيها القوات الروسية أطفالاً وأساءت معاملتهم في خيرسون، وهي مدينة جنوبية خرجت منها القوات الموالية لموسكو الشهر الماضي.

 

ولم يقدم لوبينيتس أي أدلة على تصريحاته. وتنفي روسيا استهداف المدنيين وترفض مزاعم ارتكاب جرائم حرب.

 

وعلى الرغم من عدم إجراء محادثات سلام، فقد جرى إطلاق سراح مئات من أسرى الحرب في مبادلات في الأسابيع الأخيرة. وأظهرت عمليات الإفراج تلك، إضافة إلى تحقيق تقدم في محادثات لاستئناف صادرات روسية لأحد مكونات الأسمدة وتمديد صفقة الحبوب، أن الجانبين يحافظان على اتصال محدود على الأقل على عدة مستويات.

 

وقالت كييف وواشنطن أمس الأربعاء إن أحدث عملية تبادل لعشرات الأسرى شملت مواطناً أمريكياً.

 

وذكر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس الأربعاء، أن إبرام صفقة لتبادل كل أسرى الحرب هو خيار مطروح في الصراع بين أوكرانيا وروسيا. وشددت اللجنة على أن الأمر يعود إلى البلدين للتوصل إلى اتفاق بشأن هذه القضية.

 

ولم يعلن الصليب الأحمر أو الجانبان عن أرقام دقيقة لأسرى الحرب في كل بلد، لكن يُعتقد أن هناك آلافاً منهم.

زر الذهاب إلى الأعلى