أخبار عالميةالأخبار

مسؤول إيراني كبير يعرض الحوار على المحتجين… واشتعال إضرابات عمّالية

عرض رئيس السلطة القضائية في إيران، للمرة الأولى، إجراء حوار مع المعارضين في البلاد الذين يحتجون منذ 4 أسابيع. وقال غلام حسين محسن إيجئي، أمس الإثنين “يجب أن يعلم المواطنون والجماعات السياسية أن لدينا أذنا نسمع بها الاحتجاجات والنقد ونحن على استعداد للحوار”. وحسب موقع “دنيا الاقتصاد” الإخباري، فقد أقر إيجئي بأن النظام السياسي الإيراني قد تكون لديه أيضا “نقاط ضعف وعيوب”. وقال: “مستعدون للاستماع إلى الاقتراحات وأيضاً لا نتوانى عن تصحيح أي أخطاء”. ومضى قائلاً إنه يجب، مع ذلك، التمييز بين الاحتجاجات السلمية وأعمال الشغب العنيفة.

وبدأت الاضطرابات قبل أكثر من ثلاثة اسابيع على خلفية وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني البالغة 22 عاما في المستشفى على أثر توقيفها في طهران على يد شرطة الأخلاق بتهمة انتهاك قواعد لباس المرأة الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

وتواصلت الاحتجاجات في إيران للأسبوع الرابع، وقد سجّلت الإثنين اعتصامات طلابية وإضرابات عمّالية.

وأشارت تسجيلات فيديو نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي إلى تنظيم احتجاجات في نقاط مختلفة في العاصمة وغيرها من المدن في الأيام الأخيرة تخلّلها إحراق نساء حجابهن وإطلاق هتافات مناهضة للنظام الإيراني. كذلك نشرت تسجيل فيديو قالت إنه لحشد كبير من الطلاب أمام كلية الفنون التطبيقية في طهران تجمّعوا الإثنين للتنديد بـ “الفقر والفساد” في إيران هاتفين “الموت لهذا الطغيان”. وأفادت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء “إرنا” بأن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع “لتفريق حشود في عشرات المواقع في طهران”، مشيرة إلى أن المتظاهرين أطلقوا هتافات وأحرقوا ممتلكات عامة وألحقوا بها أضرارا، بما في ذلك كشك للشرطة.

وسُجّلت مؤشرات تدل على اضطرابات عمّالية، ونشرت وسائل إعلام فارسية خارج إيران مقاطع مصورة تظهر عمّالا مضربين يحرقون الإطارات أمام مصنع للبتروكيماويات في عسلويه في جنوب غرب إيران. وأفادت “منظمة حقوق الإنسان في إيران” بقطع عمّال الطرق هناك، كما وردت تقارير عن إضرابات في مصاف نفطية في آبادان الواقعة في غرب إيران وفي كنكان الجنوبية.

والإثنين حذّر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني من أن الحكومة لا يمكنها التزام الصمت تجاه الاضطرابات.

وفي الأثناء، اتّهمت منظّمة “هنكاو” الحقوقية الكردية السلطات باستخدام أسلحة ثقيلة بما في ذلك “قصف” أحياء في سنندج بالمدفعية و”الأسلحة الرشاشة”، في معلومات تعذّر على وكالة فرانس برس التحقّق من صحّتها من مصادر مستقلة بسبب القيود المفروضة على شبكة الإنترنت. وسُمع دوي طلقات نارية في مدينة سقز، مسقط رأس أميني، وفق المنظمة ومقرها النروج.

وأعلنت بريطانيا، أمس الإثنين، أنها فرضت عقوبات على “شرطة الأخلاق” في إيران. وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي إن العقوبات تمنع كل من شملتهم من السفر إلى المملكة المتحدة وتجمّد أصولهم في البلاد.

وجاء في بيان للوزير البريطاني “تقف المملكة المتحدة إلى جانب شعب إيران الذي يطالب بشجاعة بمحاسبة حكومته وباحترام حقوقه الإنسانية الأساسية”. وتابع الوزير: هذه العقوبات توجّه رسالة واضحة للسلطات الإيرانية مفادها أننا سنحاسبكم عن قمعكم للنساء والفتيات وعن أعمال العنف الصادمة التي تمارسونها في حق شعبكم.

وفي سجن لاكان في مدينة رشت مركز محافظة كيلان الشمالية، وقعت اضطرابات، إذ قال المدعي العام لرشت مهدي فلاح ميري إن شجارا اندلع، الأحد، بين محكومين بالإعدام “بسبب خلافات شخصية”، وفق وكالة “إرنا” الرسمية.

وأضاف أن التوتر تصاعد وامتد الشجار “الى ردهة السجن وانضم سجناء آخرون إليه”، مضيفا أن عناصر من قوات الأمن “وصلوا الى المكان واستخدموا الغاز المسيل للدموع لتهدئة السجناء وتفريقهم، بعدما قام عدد منهم بتدمير تجهيزات في الرواق وباحة السجن وأضرموا النيران”. وتابع فلاح ميري: “نتيجة لهذا الشجار (…) قتل عدد من الأشخاص وأصيب آخرون”، مشيرا الى أن عددهم بالتحديد لا يزال قيد التحقيق.

زر الذهاب إلى الأعلى