أخبار عربيةالأخبارالصومال

فراولة صومالية لأول مرة وبخبرات تركية

على مساحات شاسعة داخل حرم “جامعة زمزم” الصومالية، تنتشر البيوت المحمية (البلاستيكية) بغرض تنويع المحاصيل الزراعية في البلاد.

 

وقامت الجامعة عبر دعم تركي بتطوير الثروة الزراعية في البلاد، عبر إجراء أبحاث على المحاصيل المحلية بغية تجويدها، بجانب استيراد بذور وشتلات محاصيل غير تقليدية من ولاية أنطاليا التركية بهدف مواءمتها مع المناخ الجغرافي الحار في البلد الإفريقي.

 

تحكي قصة مشروع الفراولة في الصومال نجاح تجارب زراعية لمحاصيل جُلبت من تركيا وبدأت في الإثمار بعد توفير العوامل المناخية التي تساعد على إنباتها.

 

إنتاج في ظروف مغايرة

 

ضمن مشروع الجامعة لتنويع المحاصيل الزراعية في البلاد، قامت كلية الزراعة بجلب محصول الفراولة من ولاية أنطاليا جنوبي تركيا بعد إجراء تجارب علمية حول قدرة هذه الفاكهة على التأقلم مع المناخ الحار الذي يتميز به الصومال.

 

وقامت الجامعة بزراعة نحو 2500 شتلة من الفراولة من إقليمين مناخيين مختلفين، كتجربة أولية لإنتاج هذه النبتة في ظروف طقس ملائمة.

 

وقال عميد كلية الزراعة في جامعة زمزم يحيى عبد الله عيسى إن مشروع زراعة الفراولة مختلف جدا عن المحاصيل الأخرى التي تمت زراعتها سابقا، فالمناخ السائد في الصومال هو شبه جاف ولا يساهم في إنتاج هذه النبتة إلا في حال توفير أجواء مناخية خاصة.

 

وأضاف عيسى لوكالة الأناضول أن التجربة الأولى من مشروع الفراولة فشلت نتيجة تأثره بالعوامل البيئية المحيطة بالبيوت المحمية مثل درجات الحرارة والتربة والرياح.

 

وتابع: لكن كلية الزراعة وبالتعاون مع وكالة التعاون والتنسيق التركي (تيكا) واصلت في إجراء تجارب أخرى حول مشروع الفراولة لإنتاج هذه النبة وتوسيع انتشارها في عموم البلاد.

 

تجربة ناجحة

 

تجربة جديدة ناجحة لإنتاج الفراولة قام بها فريق زراعي بالجامعة بعد فشل التجربة الأولى، وتمكن الفريق من توفير طقس وتربة صالحين للفاكهة الغريبة على البلاد، فبدأت الفراولة بعد أسبوعين من غرسها تنبت الزهور معلنة بتحولها إلى ثمار عما قريب.

 

مسؤول الزراعة المحمية بجامعة زمزم، عثمان عبد الرشيد، قال للأناضول إن عوامل تقنية ومناخية ساهمت في نجاح هذه التجربة التي تمر حاليا بمرحلة الإزهار.

 

وأضاف عثمان: تحدينا المناخ لإنجاح التجربة، حيث تحتاج الفراولة في النهار إلى حرارة لا تزيد عن 25 درجة مئوية، بينما تحتاج بالليل ما بين 15- 18 درجة مئوية، في وقت تصل فيه درجات الحرارة في الصومال ليلا إلى أكثر من 23 درجة مئوية.

 

وتابع: محصول الفراولة يتطلب عناية روتينية فائقة، من توفير أسمدة غير موجود بعضها في التربة الصومالية إلى جانب ري دوري ورش بالمبيدات لحماية النبات من الأمراض والحشرات.

 

وأردف: يحتوي البيت المحمي الذي جرت فيه عملية تجربة الفراولة على 600 شتلة، مع مسافة بين شتلة وأخرى نحو30 سم تقريبا.

 

وأوضح عثمان أن بعض الشتلات بدأت بالإنبات فعلا، وأضاف إنهم يتوقعون بعد نحو ثلاثة أسابيع أن تثمر كل هذه الشتلات ما يعني أن إنجازا عظيما وتجربة فريدة قد حدثت في الصومال، حيث يمكن أن تكون البداية لانتشار الفراولة في عموم البلاد.

 

دراسة وتدريب

 

لا تشكل البيوت المحمية في جامعة زمزم مسرحا للتجارب الزراعية فقط، بل تعد مكانا يقوم فيه الطلاب بتطبيق ما يدرسونه نظريا في الفصول الدراسية.

 

ويقول محمد أحمد خليف، الطالب بكلية الزراعة: نأتي إلى هذه المنطقة الزراعية يومين على الأقل في الأسبوع لتطبيق الدروس النظرية التي أخذناها من الفصول، حيث نتعّرف على مختلف انواع المحاصيل الزراعية في البلاد والمستوردة من الخارج وسبل رعايتها واحتياجاتها الطبيعية والكيميائية.

 

وأضاف خليف للأناضول: نسعى إلى تطبيق ما درسناه في الجامعة على أرض الواقع بعد التخرج من الجامعة وتطوير قطاع الزراعة في البلاد الذي يعتمد على الطريقة التقليدية.

 

وتحوي المنطقة الزراعية بالجامعة نحو أكثر من 10 بيوت زراعية مختلفة الأحجام حيث تزرع فيها أنواعا مختلفة من الخضروات كالخيار والطماطم والفلفل الحار والحلو.

 

منافسة السوق

 

بعد نجاح تجربة زراعة الفراولة، تستعد الجامعة لخوض منافسة حامية للسوق المحلي الذي يستورد الفراولة من الخارج خاصة من دولة الجوار.

 

وقال عبد الرشيد إن الجامعة تساهم من خلال تجاربها الزراعية في دعم السوق المحلي حيث توفر مئات الكيلو غرامات من الخضروات والفواكه في الأسواق المختلفة من العاصمة مقديشو.

 

وأضاف: رغم أن الفراولة غير شائعة في الأوساط الصومالية إلا أن الكيلو الواحد من ثمارها يباع بنحو 4 دولارات في السوق المحلي، وهو ما يفتح لنا مجال التنافس وسد الاحتياجات المحلية.

 

وتابع: تدخل ثمار الفراولة في عدة أصناف من الأطعمة وتستخدم في المستحضرات التجميلية لإنعاش البشرة، كما أن لديها فوائد طبية لعلاج الكثير من أمراض القلب وضغط الدم.

 

من جانبه، قال عميد كلية الزراعة يحيى عبد الله إن مزرعة الجامعة تعمل أسبوعيا على توفير نحو 3 آلاف كغم من الخضروات والبطاطس في الأسواق المحلية.

 

ورغم أن الصومال تعتبر سلة غذائية في المنطقة لتمتعها بعشرة ملايين هكتار (الهكتار يساوي نحو عشرة آلاف متر مربع) من الأراضي الزراعية حسب إحصائيات منظمات دولية غير أن المستغل منها فقط واحد بالمئة.

زر الذهاب إلى الأعلى