أخبار عالميةالأخبار

روسيا تتوعد الغرب بعد توجهه لتحديد سقف لسعر نفطها

أعلن وزير الطاقة الروسي شولغينوف أنه لم يتخذ أي قرار بشأن استئناف عمل خط “نورد ستريم 1” وفق ما نقلت عنه وكالة رويترز، والخط الرابط بين روسيا وألمانيا عبر بحر البلطيق هو المصدر الرئيسي لتزويد أوروبا بالغاز الطبيعي الروسي.

وأضاف الوزير الروسي في كلمته أمام المشاركين في المنتدى الاقتصادي الشرقي في فلاديفوستوك (جنوب شرقي روسيا) أن أي إجراءات لفرض حد أقصى للأسعار ستؤدي إلى عجز في الأسواق (بالنسبة للدول التي تطبق ذلك)، وستزيد تقلب الأسعار.

 

كما نقلت الوكالة عن فيتالي ماركيلوف نائب الرئيس التنفيذي لشركة غازبروم الروسية قوله إن الشركة لن تعيد استخدام خط “نورد ستريم 1” حتى تقوم شركة “سيمنز” (Siemens) الألمانية بإصلاح العطل الذي أصابه.

 

وأعطى وزراء مالية مجموعة السبع (الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا وفرنسا وكندا) الضوء الأخضر يوم الجمعة الماضي لفكرة وضع حد أقصى لسعر الخام الروسي لتقليص مصدر الدخل الرئيسي للخزينة الروسية.

 

وقبل أن ترسل روسيا عشرات الآلاف من قواتها إلى أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي كان ما يقارب نصف صادرات روسيا من الخام والمنتجات النفطية يذهب إلى أوروبا، وفقا لوكالة الطاقة الدولية.

 

وذكرت وزارة المالية الروسية أمس الاثنين أنها حققت إيرادات إضافية للميزانية قدرها 403.4 مليارات روبل (6.65 مليارات دولار) في سبتمبر/أيلول الحالي بفضل ارتفاع أسعار النفط.

 

أوروبا والصين

 

وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قالت أمس الاثنين إن مقترحات المفوضية للتغلب على زيادات حادة في أسعار الطاقة ستهدف إلى وضع سقف لسعر الغاز الروسي المرسل إلى أوروبا عبر خطوط أنابيب.

 

وتدعم إيطاليا وفرنسا مقترح الاتفاق على وضع سقف لسعر الغاز المستورد من روسيا، لكن محللين قالوا إن بعض دول الاتحاد الأوروبي تشعر بقلق حيال تلك الفكرة بالنظر إلى خطر أن ترد روسيا بقطع إمدادات الغاز إلى أوروبا.

 

وقالت وزيرة الطاقة الفرنسية أنييس بانييه روناشر، اليوم الثلاثاء، إن بلادها أتمت استعداداتها بشكل جيد لاستقبال فصل الشتاء، رغم أزمة الطاقة الناجمة عن الحرب في أوكرانيا، وأضافت الوزيرة أن معدل تعبئة الاحتياطيات الفرنسية الإستراتيجية من الغاز بلغ أعلى مستوى، ووصل إلى الحد الأقصى من المخزون.

 

من جهة أخرى، أبدت الصين معارضتها أمس الاثنين لوضع أي حد لأسعار النفط الروسي، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ “النفط هو إحدى السلع الأساسية في الأسواق العالمية، ومن المهم ضمان أمن الإمدادات العالمية”.

 

وقد أصبحت الصين من أكبر مشتري الخام الروسي في العالم بعدما قلصت أوروبا بشدة مشترياتها منه.

 

تبادل الاتهامات

 

وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اتهم قبل يومين الساسة الأوروبيين بارتكاب أخطاء كثيرة يجب أن يُدفع ثمنها، وألقت شركة الغاز الروسية العملاقة “غازبروم” باللوم في إغلاق “نورد ستريم 1” على العقوبات الغربية والمسائل الفنية التي حرمت خط الأنابيب من معدات تضمن عمله بشكل سليم.

 

في المقابل، تتهم أوروبا روسيا باستخدام إمدادات الطاقة سلاحا للانتقام من العقوبات الغربية على موسكو، وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية إن بوتين يستخدم الطاقة سلاحا لقطع الإمدادات والتلاعب بأسواقنا للطاقة، هو سيفشل وأوروبا ستنتصر.

 

وتتزامن أزمة الطاقة في أوروبا هذا العام مع موجة جفاف بالقارة العجوز وارتفاع كبير في المعدلات العالمية للتضخم، في ظل استمرار تداعيات الحرب الأوكرانية الروسية على الاقتصاد العالمي، مما يثير التساؤلات عن قدرة بلدان القارة على تخزين الكمية المطلوبة لفصل الشتاء المقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى