أخبار عربيةالأخبار

إقالة وزيرة بحرينية رفضة مصافحة السفير الإسرائيلي

تضامن ناشطون عرب مع وزيرة هيئة البحرين للثقافة والآثار مي بنت محمد آل خليفة بعد إقالتها من منصبها، وسط إشادة واسعة بمواقفها الداعمة للشعب الفلسطيني والرافضة للتطبيع.

 

وكان ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة قد أصدر مرسوما يوم الخميس الماضي يقضي بتعيين الشيخ خليفة بن أحمد بن عبد الله آل خليفة رئيسا لهيئة البحرين للثقافة والآثار، خلفًا للوزيرة مي.

 

وفور صدور المرسوم، نشرت الوزيرة البحرينية المقالة عبر حسابها على تويتر تغريدة قالت فيها “من القلب ألف شكر لكل رسالة وصلتني، وحدها المحبة تحمينا وتقوّينا”.

 

ولم تتضح علنا الأسباب التي أدت إلى إقالة الشيخة مي من منصبها، واكتفى الديوان الملكي البحريني بإصدار قرار تعيين خليفة بن أحمد رئيسا للهيئة بدلًا منها، إلا أن ناشطين ومصادر إعلامية أرجعت سبب إقالتها من منصبها إلى رفضها مصافحة السفير الإسرائيلي في البحرين إيتان نائيه.

 

وذكرت مصادر إعلامية أن السفير الأميركي في البحرين ستيفن بوندي عقد في 16 من يونيو/حزيران الماضي مجلس عزاء خاص لوفاة والده، ودعا إليه بعض السفراء والمسؤولين بينهم الشيخة مي بنت محمد، والسفير الإسرائيلي.

 

وأوضحت المصادر أنه لدى تعريف أحد الحضور بالشخصيات للمصافحة رفضت الشيخة مصافحة السفير الإسرائيلي، وسحبت يدها، وخرجت من منزل السفير الأميركي، وطلبت عدم نشر أي صورة لها في مجلس العزاء.

 

الأمر تخطى حدود البحرين، حيث رحبت فصائل فلسطينية بموقف الوزيرة البحرينية، فأشادت حركة حماس بهذا الموقف، مؤكدة أنه “تعبير حقيقي عن مواقف الشعب البحريني الأصيل الداعمة للحق الفلسطيني والرافضة لدمج الاحتلال في المنطقة”.

 

وأشاد الناطق الإعلامي باسم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، طارق سلمي، بموقف الوزيرة البحرينية، مضيفا “نعبّر عن تضامننا مع الوزيرة التي اتخذت موقفا عمليا جريئا وحاسما في رفض التطبيع، غير آبهة بالعواقب، لتجسد بذلك الإرادة الحقيقية لأحرار وحرائر أمتنا”.

 

وعلى منصات التواصل، عبّر مغردون عن تضامنهم مع الوزيرة البحرينية وإشادتهم بموقفها الذي وصفوه بـ”البطولي”، وعدم تراجعها عن مبادئ لا تتجزأ، مقدرين مواقف الشعوب العربية تجاه القضية الفلسطينية في ظل موجات التطبيع الكبيرة في الوقت الماضي.

 

وعلق وزير الثقافة الفلسطيني السابق إيهاب بسيسو على خبر إقالة الشيخة مي محمد بالقول “كما أعرفها جيدا، وأفخر دوما بمعرفتها، وأحرص على التعلم من ثراء تجربتها ومدرستها الفكرية الثرية بالقيم الإنسانية والوطنية الصادقة، مبدعة ومجددة ورائدة حقيقية، كما هي أخت قديرة وعزيزة وغالية، لها مكانتها في قلوبنا، نحن الذين عرفناها ونعرفها عن قرب”.

 

وأضاف: رفضت مصافحة سفير دولة الاحتلال في المنامة خلال مناسبة عامة فتمت إقالتها اليوم من منصبها كرئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، ولم تعد وزيرة للثقافة، اليد التي لم تصافح صارت عنوانا جديدا مُلهما لتحقيق العدالة الإنسانية والوطنية، يد الشيخة مي آل خليفة النبيلة.

 

وكتب الصحفي الكويتي سعد السعيدي “رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي محمد آل خليفة لم تخالف ضميرها وثقافتها ومبادئها التي ولدت وتربت وعاشت عليها، فرفضت مصافحة سفير الكيان الصهيوني في حفل عزاء لكن هذا الموقف النبيل كان ثمنه إقالتها من منصبها، تحية تقدير لتلك السيدة التي أعلت قيمها فوق مناصب زائلة”.

 

يشار إلى أن الوزيرة البحرينية تتضامن بشكل متواصل مع الشعب الفلسطيني، وتعبّر من خلال تغريداتها عن تلك المواقف الداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

زر الذهاب إلى الأعلى