أخبار عربيةالأخبار

هجوم دهوك العراقية.. مستفيدون كثر من قتل المدنيين واتهام تركيا

أجمع عدد من المحللين والمختصين بالشأن العسكي والأمني والسياسي أن هناك الكثير من الأطراف وعلى رأسها تنظيم PKK الإرهابي، تسعى لتشويه سمعة تركيا وما جرى في “دهوك” شمالي العراق أكبر دليل على ذلك.

 

والأربعاء، استهدف تنظيم PKK الإرهابي تجمعا للمدنيين في مدينة دهوك شمالي العراق، ما أودى بحياة 9 مدنيين وإصابة وجرح 23 آخرين.

 

وكان اللافت للانتباه هو توقيت الهجوم الإرهابي، الذي جاء بعد قمة طهران الثلاثية التي جمعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بنظيريه الروسي فلاديمير بوتين والإيراني إبراهيم رئيسي، وبالتزامن مع نية تركيا إطلاق عملية عسكرية ضد التنظيمات الإرهابية شمالي سوريا ومن أبرزها PKK/PYD الإرهابي.

 

البرلماني العراقي السابق عمر عبد الستار محمود أكد أن هجوم مدينة دهوك شمالي العراق نفذه تنظيم PKK الإرهابي باستخدام قذائف صاروخية من طراز (مورتر).

 

وقال محمود في تغريدة على حسابه في “تويتر”، إن هجوم PKK تم بقذائف صاروخية (مورتر) وليس هجوم بطائرة.

 

وأشار مراقبون إلى أن العملية العسكرية التركية المرتقبة ضدد الإرهاب شمالي سوريا، أزعجت PKK الإرهابي وأذرعه الإرهابية شرقي وشمالي سوريا، فكان الرد قبيل العملية من خلال استهداف المدنيين شمالي العراق لقتل المدنيين الأبرياء واتهام تركيا بذلك.

 

وفي هذا السياق وخلال ندوة حضرها موفد “وكالة أنباء تركيا” نظّمها منتدى حرمون الثقافي في إسطنبول، قال رئيس أركان القوات البحرية التركية السابق جهاد يايجي إن تركيا لم تقم بأي استهداف في دهوك شمالي العراق وهي برئية من هذه التهم.

 

وأضاف أن تركيا عندما كانت تقوم بأي عملية عسكرية كانت تقوم بها بدقة وبحساسية كبيرة، كما أنها تقوم بتحديد العناصر الإرهابية بدقة متناهية أيضا، وبالتالي هي لا تقوم باستهداف المدنيين.

 

وأشار إلى أن شمالي العراق وشمالي سوريا يشهد توغلاً كبيراً للتنظيمات الإرهابية، ورغم ذلك وعند قيام تركيا بأي عمل عسكري فإنها تخبر الجهات المعنية هناك.

 

وأكد أن هناك هجمة واسعة ضد تركيا من أجل تحشيد الرأي العام، والدليل أن هناك الكثير من القوات الإرهابية موجودة في العراق وكلها تقوم بتبادل الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي، وجميعها نشرت أخباراً عن هجوم دهوك تتوافق مع بعضها لتشويه سمعة تركيا أمام الرأي العام العالمي.

 

ولفت إلى أن تنظيم (غولن) الإرهابي له تعاون مع PKK الإرهابي، وهدفهما تشويه تركيا وجعل تركيا في مأزق، كما أن الإعلام الروسي والأمريكي والإيراني وإعلام التنظيمات الإرهابية تنشر أخباراً كاذبة من دون أي دليل ضد تركيا”، مشيراً إلى أنه “عندما يكون الموضوع متعلق بتركيا فكل الأطراف وحتى التنظيمات الإرهابية تجتمع مع بعضها ضد تركيا.

 

وخلال الندوة، قال المقدم عبد الله النجار وهو ضابط أمن سياسي منشق عن النظام السوري، إنه لا يوجد أي تفسير لاتهام أي جهة أخرى سوى تنظيم PKK الإرهابي بهجوم دهوك.

 

وتساءل قائلاً: ما مصلحة تركيا من قصف المدنيين؟”، مضيفاً أن “حزب العمال الكردستاني (PKK الإرهابي) يعمل حاليا على اتهام تركيا من أجل محاولة خلق شرخ بين العراقيين وتركيا.

 

من جهته، شدّد وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو في تصريحات له عقب الهجوم الإرهابي أن العالم كله يعلم أن تركيا لم تشن في أي وقت هجمات ضد المدنيين، وتواصل كفاحها ضد الإرهاب وفقا للقانون الدولي.

 

وزاد بالقول: بمجرد وصول هذه الأنباء (عقب الهجوم الإرهابي على دهوك)، أجرينا على الفور مشاورات مع مؤسساتنا ذات الصلة وتبادلنا المعلومات اللازمة.

 

وتابع أنه بحسب المعلومات التي تلقيناها من القوات المسلحة التركية، لم يتم تنفيذ أي هجوم ضد المدنيين (في دهوك).

 

وبيّن أن القوات التركية تستهدف دائمًا تنظيم PKK الإرهابي وذراعه السوري PKK/PYD الإرهابي في سوريا.

 

ولفت إلى أن تركيا تنفذ عمليات مكافحة إرهاب ضدPKK الإرهابي منذ وقت في مناطق مختلفة من العراق.

 

وأكد أن أنقرة أعلنت استعدادها للتعاون مع السلطات العراقية بشأن الهجوم الغادر الذي تعتقد أنه التنظيم الإرهابي نفذه.

 

الباحث في الشؤون التركية وأوراسيا مختار فاتح بي ديلي، قال لـ”وكالة أنباء تركيا”، إنه:

 

بينما كانت الأنظار تتوجه إلى العاصمة الإيرانية طهران، وما سيسفر عنه في الاجتماع الثلاثي بين رؤساء تركيا وإيران وروسيا بخصوص سوريا، كانت وزارة الدفاع التركية تواصل استعدادها لبدء عملية عسكرية جديدة في الشمال السوري ضد العناصر الارهابية من PKK/PYD، ومن PKK وأخواتها.

كان الرئيس أردوغان قد أحاط موسكو وطهران بتفاصيلها في دهاليز الاجتماع الثلاثي، وكان مصراً من خلال تصريحاته في تنفيذ هذه العملية لتنظيف المنطقة من عناصر الإرهاربية الانفصالية.

وما إن انتهى الاجتماع الثلاثي وعودة الرئيس أردوغان إلى تركيا حتى كان الهجوم الغادر للعناصر الإرهابية شمالي العراق جاهزا وسيناريو اتهام تركيا معد سلفا من قبل جهات تريد زعزعة الأمن والاستقرار بين تركيا والجار العراقي.

اندلعت بوادر خلاف دبلوماسي بين العراق وتركيا بعد أن ألقت بغداد باللائمة على أنقرة في هذا الهجوم الصاروخي، دون وجود أية أدلة في هذا الاتهام.

الاتهامات التي وجهت لتركيا قبل رفع حاجز الدخان من هذا الهجوم دليل واضح أن هناك جهات مستفيدة من هذا الهجوم وذلك بزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة هذه من ناحية، ومن ناحية أخرى يهدف إلى منع العمليات العسكرية التركية في المنطقة المرتقبه شمالي سوريا.

تأتي في المرتبه الأولى من المستفيدين من هذا الهجوم الإرهابي هي إيران، كونها لم تسطتع إملاء مطالبها على الرئيس أردوغان في اجتماعات طهران الأخيرة حول الوضع السوري هذه من ناحية، ومن ناحية أخرى من أجل تشتيت وتوجيه وتأجيج الشارع العراقي نحو تركيا بدلا من إيران، بعد التسريبات الصوتية الأخيرة لبعض المسؤولين العراقيين الشيعة المدعومين من قبل إيران والتي تحرض الداخل العراقي.

كل هذه العمليات التي تنفذ من قبل مافيات الإرهاب في الشمال العراقي والتي يمارسها تنظيم  PKK  الإرهابي، يهدف الداعمين والممولين لهذا التنظيم الإرهابي تحمّيل تركيا من دون أية أدلة مسؤولية الهجوم، وما هي إلا محاولات من جانب PKK الإرهابي والدول المستفيدة من هذا الهجوم الغادر في هذا التوقيت هي لعرقلة جهود أنقرة في مكافحة الإرهاب العابر للحدود شمالي سوريا وشمالي العراق.

طبعا على الرغم من كونها منطقة اشتباكات، فهذه المنطقة غير PKK الإرهابي بشكل نشط، وقد تم إحضار السياح العراقيين من أقصى جنوب العراق من الشيعة تحديداً إلى هذا المصيف الذي تعرض للقصف في منطقة زاخو التي تقع بالقرب من المثلث الحدودي السوري التركي العراقي، وبعد القصف مباشرة تم اتهام الجيش التركي من دون أدلة .

وعقب الهجوم الإرهابي ذكرت مصادر أمنية، أن التنظيم الإرهابي PKK وصل إلى مرحلة التفكك نتيجة العمليات العسكرية التركية، وبات يبحث عن مخرج لينقذ نفسه من المأزق الصعب الذي هو فيه بطرق لا أخلاقية مثل الأكاذيب والتضليل.

 

وأكدت أن مثل هذه الأنباء تم بثها بشكل مقصود ومنحاز لتشتيت الانتباه وخلق تصور معين في وقت يعلم فيه الجميع أن تنظيم PKK  الإرهابي يستهدف المدنيين الأبرياء، وأن أبناء المنطقة لا يستطيعون الذهاب إلى قراهم وحقولهم وبساتينهم”، لافتة إلى أن “الهجوم تم تنفيذه من قبل الإرهابيين.

 

المتحدث باسم تيار المستقبل الكردي علي تمي، قال لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن الهجوم على دهوك يثير خلفه العديد من التساؤلات والشكوك، فمن المستفيد من استهداف المدنيين في هذا التوقيت بالذات؟

 

وأضاف أن هذا العمل مدان بطبيعة الحال، وأنا أعتقد وبغض النظر عن الجهة التي تقف خلف هذا الفعل، أن الإيرانيين هم المستفيدون من هذا العمل.

 

ووافقه بالرأي عضو مكتب العلاقات العامة في الفيلق الثالث التابع للجيش الوطني السوري هشام سكيف، والذي قال لـ”وكالة أنباء تركيا” إن ما حدث ليس مجرد استهدافات عادية بل هي نتائج فعلية وعملية لفشل قمة طهران.

 

واعتبر أن إيران حركت أذرعها لتطويق العملية العسكرية التي باتت مهمة أكثر من ذي قبل لنا ولتركيا.

 

وتابع قائلا إنه ليس صحيحا ما ظهر من كلام دبلوماسي في تصريحات قمة طهران، فما لم تقله الدبلوماسية قالته فوهات المدافع.

 

الجدير ذكره، أن تركيا تخوض حرباً شاملة ضد عدد من التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيمات “داعش” وPKK/PYD الإرهابيين، يضاف إليهم تنظيم “غولن” الإرهابي المسؤول عن المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا مساء 15 تموز/يوليو 2016.

زر الذهاب إلى الأعلى