خبر وتعليق

خبر وتعليق: مهاجرون عرب يقودون الحرب على الإسلام في فرنسا

أمام أنظار المذيعة اللبنانية ليا سلامة، بدت علامة الاندهاش الممزوج بالإعجاب واضحة على مُحيا “مارين لوبِن”، رئيسة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف وابنة “جون ماري لوبِن”، أحد أهم رموز الفاشية في أوروبا. لم تتخيَّل “مارين” أن شخصا سيقف يوما ما ويخبرها في تحدٍّ سافر أن عليها تناول بعض “الفيتامينات” لأنها أصبحت أقل خشونة من المطلوب في مواجهتها للمهاجرين وعلى رأسهم العرب والمسلمون. قائل هذا الكلام ليس شخصا عاديا، فهو “جيرالد دارمنان”، وزير الداخلية الفرنسي في حكومة ماكرون الثانية، وأحد أبرز أعداء الوجود الإسلامي في فرنسا، والأهم من ذلك كله أنه حفيد أحد المهاجرين الجزائريين الذين تركوا بلادهم واختاروا حط الرحال بمدينة الأنوار.

 

ما بعد متلازمة ستوكهولم

 

لم يَعُد الأمر سِرًّا، نعم هنالك من أبناء العرب والمسلمين مَن يُساند اليمين المتطرف الفرنسي، الذي يبني أُسسه الأيديولوجية وبرنامجه الانتخابي على محاربة العرب والمسلمين ورغبته في إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية حتى يحافظ على الأصول المسيحية البيضاء لفرنسا وأوروبا. ففي تقرير لها حول المُصوِّتين لمارين لوبِن وزملائها، نقلت قناة “فرانس 24” نماذج لقصص أشخاص من أصول عربية، بعضهم قدم إلى فرنسا مهاجرا منذ بضع سنوات فقط، ويرون أن اليمين المتطرف هو الحل لوقف انتشار بني جلدتهم في فرنسا.

 

أحد هؤلاء سيدة تُدعى فاطمة، موظفة في قطاع الشرطة الفرنسية من أصول مغاربية، متزوجة من فرنسي وأم لثلاثة أطفال، وكانت وصلت إلى فرنسا في سن 15 سنة، حيث قالت للمحطة الفرنسية إن تصويتها لصالح حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف هو رفض لسلوكيات بعض العرب والمسلمين الذين تعتبرهم “حثالة” أفسدت المجتمع الفرنسي، خصوصا بعد أن خرجوا من ضواحي المدن، مركز تجمُّعهم الرئيسي، وباتوا يعيشون في كل مكان، حتى وصلوا إلى المقاطعة 15 الراقية حيث تعيش “فاطمة” مع أسرتها، على حد وصفها.

 

ترى الشرطية الفرنسية أن اليمين الفرنسي مُطالَب بنزع الجنسية عن أولئك العرب الذين تحصَّلوا عليها تلقائيا كونهم من مواليد فرنسا، لأنهم حسب رأيها لا يستحقونها، ولا يشعرون بالفخر الحقيقي كونهم فرنسيين، ويُشاركها الرأي عدد من زملائها العرب الذين يعملون في الشرطة الفرنسية ويُصوِّتون لليمين المتطرف لكن دون الإفصاح عن ذلك. وفي السياق نفسه، يرى مواطنون عرب من المتعاطفين مع التيار الفاشي الفرنسي أن المهاجرين يتحايلون على القوانين الفرنسية من أجل الحصول على أقصى حدٍّ ممكن من الاستفادة الاقتصادية عن طريق المساعدات الاجتماعية، مع التشبُّث بأسلوب العيش الثقافي أو الديني المتناقض في كثير من الأحيان مع قيم الجمهورية العلمانية.

 

أصوم رمضان وأفطر خمرا

 

لن يقف دعم بعض العرب والمسلمين على التصويت لمارين لوبِن وزملائها، ولكنه سيتطوَّر إلى حمل بعضهم لهذه الأفكار والتسويق لها والمنافحة عنها في كل واد. ويُطلِق هؤلاء على أنفسهم “رواد الإسلام الفرنسي الوطني”، فيما يُسميهم معارضون “عرب الخدمة”*، وهم مجموعة مناضلين داخل حزب التجمع الوطني نفسه أو داخل التيار اليميني المتطرف عموما، يتبنّون أدبيات هذا التيار ويدافعون عن توجُّهه نحو تجفيف منابع التديُّن، الإسلامي منه على الخصوص، أو على الأقل الجزء الذي يتعارض فيه مع علمانية الدولة.

 

كانت بداية التحاق العرب بحزب الجبهة اليمينية المتطرف مع وصول الحَرْكَى (مصطلح يعني العملاء أو الخونة)، وهم الجزائريون الذي قاتلوا مع فرنسا ضد المقاومة الجزائرية أثناء حرب التحرير. ولم يكن اليسار الفرنسي ينظر بعين الاحترام لهؤلاء الحركى، فيما رأى اليمينيون أنهم الدليل الفعلي على أن فرنسا لم تكن لتُفرِّط في الجزائر بوصفها مقاطعة أفريقية تخضع لباريس لأن من الجزائريين أنفسهم مَن استمات دفاعا عن هذا الحق.

 

تعليق جريدة العربي لأصيل:

 

عبيد المنزل أو ما يسمى بالإنجليزي (House Negro  ) هم العبيد الذي يصطفيهم السيد، مالك العبيد، ليخدموه في المنزل، فيأكلوا من بقايا السيد ويلبسوا الملابس البالية التي تخلى عنه السيد، ويعتبرون هذا امتياز لهم، لهذا يكونوا مخلصين جدا لسيدهم ومتعالين على عبيد الحقل (the Field Negro)، ولكن هم في الحقيقة عبيد وممكن أن يضربهم السيد بالسوط إذا أخطأوا، وممكن إن يرجعهم ليخدموا بالحقل ويصبحوا عبيد الحقل، وتصنيف العبيد ليس بالجديد بل هو قديم جدا.

ونقول لعبيد المنزل في فرنسا، مهما فعلتم فأنتم عبيد عند الفرنسيين، وممكن أن يتخلوا عنكم في أي وقت، عندما تنتهي صلاحياتكم، فترجعون عبيد للحقل.

ونقول للمسلمين، هؤلاء العبيد اتفه واقل شئنا من ان تحسبوا لهم حساب.

زر الذهاب إلى الأعلى