أخبار عالميةالأخبار

صحيفة نيويورك تايمز: أميركا وحلفاؤها محبطون من فشل العقوبات ضد روسيا

يقول تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية (New York Times) إن روسيا تحقق مكاسب في حربها ضد أوكرانيا، بينما تعاني الولايات المتحدة وحلفاؤها من ارتفاع أسعار الطاقة والتضخم وتكاليف المعيشة.

 

وأوضح التقرير أنه وبعد 4 أشهر من الحرب في أوكرانيا، تواجه البلدان المتحالفة ضد روسيا آلاما اقتصادية متزايدة حتى مع التأثير الضاغط للعقوبات وحظر الطاقة الغربيين على الحملة العسكرية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو وضعه السياسي في الداخل.

 

وأضاف أن المسؤولين الأميركيين كانوا قد أكدوا أن النظام المالي الروسي سيتضرر إذا هاجمت روسيا أوكرانيا، وتفاخر الرئيس الأميركي جو بايدن في مارس/آذار بأن العقوبات “تسحق الاقتصاد الروسي” وأن “الروبل يتحول إلى أنقاض”. لكن عائدات النفط الروسية سجلت أرقاما قياسية مع ارتفاع أسعار النفط الخام. وبعد انخفاضه في فبراير/شباط، سجل الروبل أعلى مستوى في 7 سنوات مقابل الدولار هذا الأسبوع.

 

ومع ذلك، يقول مسؤولو إدارة بايدن إن الاقتصاد الروسي يتكبد أضرارا تتفاقم بمرور الوقت، خاصة أن القيود المفروضة على صادرات التكنولوجيا إلى روسيا تعيق نمو صناعاتها تدريجيا من الفضاء إلى الحوسبة. ويوم الخميس، قال متحدث باسم البيت الأبيض إن قادة مجموعة الدول الصناعية السبع، سيناقشون في قمتهم خططا جديدة لزيادة “تضييق الخناق” على الاقتصاد الروسي.

 

ضغوط اقتصادية لم يتوقعها الغرب

 

وأضاف التقرير أن قلة من مسؤولي إدارة بايدن توقعوا أن تؤدي العقوبات إلى وقف الحرب على الفور. لكن الإدارة ونظراءها الأوروبيين لم يتوقعوا أيضا الضغوط الاقتصادية التي يواجهونها الآن. فعلى الرغم من التأكيدات الأولية بأن العقوبات لن تمس صادرات الطاقة الروسية، فقد حظرت أميركا منذ ذلك الحين استيراد النفط الروسي، وأعلن الاتحاد الأوروبي عن خطط لخفض وارداته بنسبة 90% هذا العام. ونتيجة لهذه الإجراءات جزئيا، ارتفعت أسعار الطاقة في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث بلغ متوسط ​​سعر البنزين العادي 5 دولارات للغالون في بعض الولايات الأميركية.

 

وتوقع التقرير أن يستفيد الجمهوريون من ارتفاع تكاليف المعيشة في الانتخابات النصفية المقبلة. كما ستؤدي نهاية الصيف أيضا إلى انخفاض درجات الحرارة في أوروبا وسط تنبيهات متزايدة بأن موسكو تخنق إمدادات الغاز الطبيعي.

 

تطور مؤلم

 

وفي تطور مؤلم، تسمح العقوبات وعمليات الحظر ذات الصلة لأكبر منافس إستراتيجي لأميركا، الصين، بشراء كميات هائلة من النفط بأسعار مخفضة للغاية، حيث تسعى روسيا إلى عملاء راغبين في تعويض الإيرادات المفقودة.

 

وأشار التقرير إلى ارتفاع التضخم وتكاليف المعيشة في أميركا بوتيرة أسرع مما توقعه مسؤولو البيت الأبيض.

 

لعبة الصبر والانتظار

 

والسؤال الرئيسي الآن، يقول التقرير، هو ما إذا كان الصبر على العقوبات قد ينفد في العواصم الغربية؟ وفي حديثه إلى المراسلين الأسبوع الماضي، قال بايدن: “في مرحلة ما، ستكون هذه لعبة انتظار: ما الذي يمكن أن يحافظ عليه الروس وما الذي ستكون أوروبا مستعدة لتحمله”، مضيفا أن ذلك سيكون موضوع نقاش في قمة مجموعة الدول السبع.

 

وهناك قضية متنامية في واشنطن والعواصم الأوروبية -ويراقبها الكرملين عن كثب- وهي احتمال وجود تباين قوي في الآراء بين صانعي السياسة بشأن المزيد من العقوبات.

 

ويوم الاثنين الماضي، قال ينس بلوتنر، مستشار السياسة الخارجية للمستشار الألماني أولاف شولتز، إن الألمان بحاجة إلى إجراء مناقشة جادة حول القضية “المثيرة وذات الصلة” لعلاقة البلاد طويلة الأمد مع روسيا، والتي فُسرت على نطاق واسع على أنها إشارة إلى أن شولتز يفضل نهجا أكثر تصالحية مع موسكو.

 

ونقل التقرير عن غيرارد ديبيبو كبير الباحثين في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بواشنطن وكبير ضباط الاستخبارات الأميركية السابق في القضايا الاقتصادية قوله إن أميركا وصلت إلى الحدود السياسية للعقوبات، وربما لا تكون العقوبات الجديدة ضرورية، وهي بالتأكيد ليست كافية لتحقيق نهاية مقبولة للصراع، ولكن الانتصارات الأوكرانية في ساحة المعركة -كما يقول- ربما تكون ضرورية وكافية، و”يجب أن يكون هذا هو محور السياسة الأميركية”.

زر الذهاب إلى الأعلى