أخبار عالميةالأخبار

ثورة أسقطت والده قبل 36 عاماً.. تعرّف على رئيس الفلبين الجديد

حقَّق فرديناند ماركوس الابن نجاحاً ساحقاً في الانتخابات الرئاسية الفلبينية، التي جرت أطوارها يوم الاثنين، بعد حصوله على 30 مليون صوت متقدماً بها على غريمته ليني روبريدو، نائبة الرئيس الحالي رودريغو دوتيرتي.

 

فيما يعد الرئيس المنتخب سليل عائلة عريقة في حكم الفلبين، إذ يكون نجل الرئيس السابق الذي يحمل نفس اسمه، فيرناندو ماركوس الأب، والذي تمَّتت الإطاحة به قبل 36 سنة بثورة شعبية، وتلاحقه إلى اليوم تهم فساد كما سجل طويل من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.

 

فوز “بونغ بونغ”

 

هذا وحصد فرديناند ماركوس الابن، الملقب بـ “بونغ بونغ”، ضعف الأصوات التي تحصَّلت عليها غريمته روبريدو، ليصبح بذلك أول رئيس يفوز بالأغلبية المطلقة منذ عهد والده. ومن الظروف التي سهَّلت أمام ماركوس الطريق أمام الفوز، تحالف مع ابنة الرئيس المنتهية ولايته، سارة دوتيرتي، التي ترشَّحت لمنصب نائب الرئيس في انتخابات منفصلة جرت بالتزامن مع الرئاسية. مقدماً نفسه كخليفة للرئيس اليميني الشعبوي، الذي منعته القوانين الترشح لولاية إضافية.

 

وحسب فرانس بريس، كان من المتوقع فوز ماركوس، في أعقاب حملة شهدت تضليلاً على الإنترنت لماضي العائلة، ودعم عائلات سياسية قوية له، واستياءً شعبياً من حكومات ما بعد الحكم الدكتاتوري التي تلت إسقاط أبيه. وتضيف أنه لسنوات غزت الحسابات المؤيدة لماركوس الابن شبكات التواصل الاجتماعي لتقنع الشباب خاصة بأن عشرين عاماً من نظام والده كانت عصراً ذهبياً من السلام والازدهار للأرخبيل.

 

قبيل الانتخابات، بالضبط في الفترة بين نوفمبر/تشرين الثاني وأبريل/نيسان الماضيين، رصدت منصة “Tsek.ph” الفلبينية، المختصة في التحقق من الأخبار الزائفة، أكثر من 800 خبر زائف حول المرشحين تُتداول على وسائل التواصل الاجتماعي. واستهدفت هذه الأخبار في غالبيتها النيل من المرشحة ليني روبريدو، مقابل تلميع صورة ماركوس وعائلته ونفي حدوث أي انتهاكات في عهد والده.

 

وهاجم المتحدث باسم حملة روبريدو باري جوتيريز، قبيل الانتخابات، حملة ماركوس، قائلاً: “إذا فاز ماركوس، فسيكون انتصاراً لسياسات التضليل التي قادتها حملة دوتيرتي في عام 2016 والتي انتقلت إلى مستوى جديد بواسطة النشاط المفرط لنشطاء وسائل التواصل الاجتماعي الممولة جيداً من معسكر ماركوس”.

 

هذا ووعد “بونغ بونغ”، عقب انتخابه، بإعادة “الوحدة” إلى البلاد خلال فترة ولايته التي ستستمر ست سنوات. كما أنه سيحتفظ بمعظم سياسات دوتيرتي الاقتصادية، والتي تُركت في الغالب إلى التكنوقراط لتصميمها وتنفيذها. وعلَّق المؤرخ ألفريد ماكوي، من جامعة ويسكنسن الأمريكية، الذي وثق ودرس حقبة ماركوس الأب، بأن فوز ماركوس الابن “يبدو كما لو أن الأب قام من بين الأموات”.

 

ميراث عائلة ماركوس

 

وتعد فترة حكم فرديناند ماركوس الأب، ما بين 1965 و1986، أحد أقسى الحقب من تاريخ الفلبين. إذ تحكّم بشكل كامل في مقاليد الحكم، وعطل العمل بالقانون سنة 1972، وقاد البلاد مُذاك بالأحكام العرفية، التي ارتكبت تحت مظلتها انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان واختلاسات عديدة للمال العام.

 

وحسبما وثَّقته منظمة العفو الدولية، فإن السنوات التسع التي قاد فيها ماركوس البلاد بالأحكام العرفية شهدت نطاقاً واسعاً من الاعتقالات والاحتجاز غير القانوني، والاختفاء القسري، والقتل والتعذيب للأشخاص الذين ينتقدون الحكومة أو يُنظر إليهم على أنهم معارضون سياسيون. وحسب أرقام المنظمة، فإن الفترة ما بين 1972 و1975 عرفت أكثر من 50 ألف حالة اعتقال واختفاء قسري، و35 ألف حالة تعذيب، و3257 عملية قتل.

 

ويقدر بعض الباحثين أن ثروة عائلة ماركوس بلغت أثناء تولي الأب الرئاسة ما يزيد على 30 مليار دولار، مع أن راتبه الشهري كرئيس لم يكن يتعدى 13.5ألف دولار. وحسب التقديرات بلغت قيمة مجوهرات السيدة الأولى وقتها، إيميلدا ماركوس، ما يعادل 21 مليون دولار. إضافة إلى امتلاكها مجموعة أحذية فاخرة تعد أحد أكبر المجموعات في العالم.

 

وبعد 20 عاماً من حكم ماركوس الأب، أسقطت ثورة “سلطة الشعب” نظامه في فبراير/شباط 1986. ليضطر إلى الرحيل ليكمل حياته هارباً في جزيرة هاواي الأمريكية. وعادت العائلة إلى الفلبين في تسعينات القرن الماضي، وألزمت برد 5 مليار دولار من الأموال المختلسة إلى الدولة. فيما عملت بعد ذاك إلى صرف المزيد من أجل تبييض سمعتها سياسياً.

زر الذهاب إلى الأعلى