اخبار تركياالأخبار

هل يفكك خلاف مرشح الرئاسة طاولة المعارضة في تركيا؟

تتزايد حدة الصدع في أوساط المعارضة التركية بسبب “المرشح الرئاسي المشترك”. ورغم تجمع قادة أحزاب المعارضة على طاولة واحدة، وإعلانهم مسودة اتفاق “النظام البرلماني المعزز”، فإن تحالفهم يواجه خطر عدم الاستمرار في ظل عدم التوافق على شخصية تنافس الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات المقبلة.

 

“تحالف الجمهور” الذي يضم “العدالة والتنمية” و”الحركة القومية”، أكد أنه مرشحه للرئاسة في الانتخاباتت التي ستجرى في حزيران/ يونيو 2023، هو الرئيس أردوغان.

 

ويجري تداول أسماء عدة في صفوف المعارضة أبرزها زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو، ورئيسي بلديتي إسطنبول وأنقرة أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش.

 

وتعترض بعض أحزاب المعارضة التركية لا سيما حزب الجيد على ترشح كليتشدار أوغلو الذي يسعى جاهدا لوضع العقبات أمام إمام أوغلو ويافاش، ويؤكد أنه يجب أن يواصلا العمل رؤساء بلديات.

 

ويرى مراقبون أن قادة أحزاب المعارضة الستة لم يستطيعوا إقناع الناخب التركي بشأن برنامج العودة إلى “النظام البرلماني” المعزز، فلم تتغير استطلاعات الرأي، وسط أسئلة لم تجب عنها المعارضة بهذا الشأن.

 

وتثار التساؤلات حول مستقبل تحالف الطاولة السداسية لقادة أحزاب المعارضة في ظل الخلاف بشأن المرشح الرئاسي المشترك.

 

الكاتب التركي إسماعيل ياشا رأى أنه من المبكر القول إنهم نجحوا أو فشلوا بشأن التجمع على الطاولة، ولكن المؤكد أن هناك خلافات بالرأي، ومن الممكن أن يتجاوزوا الخلافات ليتفقوا على المرشح المشترك قبل الانتخابات، وما زال أمامهم الوقت.

 

وأضاف: أنهم قد يتفقون على مرشح مشترك ولو على مضض، لأنهم وضعوا جميعا كل بيضهم في سلة هذا التحالف، وأن فشلهم في الاتفاق يعني فشلهم مسبقا قبل خوض الانتخابات.

 

وحول إمكانية التوجه بمرشح مشترك، أو أن يعمل كل حزب على ترشيح مرشحه، رأى ياشا أن كلا الاحتمالين واردان، ولكن الأرجح ذهابهم إلى الانتخابات بمرشح مشترك.

 

وأضاف أن ذهاب كل حزب بمرشح رئاسي، يدفع الناخبين إلى التساؤل: “كيف سيتفق هؤلاء على إدارة شؤون البلاد وهم لم يتفقوا حتى على تحديد مرشح مشترك؟”، وعليه فسيشكك المواطن التركي في قدرة أحزاب المعارضة على حكم البلاد بانسجام وتوافق.

 

ولفت إلى أن حزب الشعوب الديمقراطي، منزعج من عدم وجوده على الطاولة، ولكن حتى الآن يبدو متفهما إلى حدا ما للظروف التي تجبر أحزاب التحالف المعارض على إبعاده عنها.

 

وأضاف أن حزب الشعوب الديمقراطي قد يواجه خطر الحظر قبل الانتخابات، كما أن هناك حزبا جديدا أسسه رئيس بلدية قارس السابق المنشق من حزب الشعوب الديمقراطي، رئيسه آيحان بلغن إسلامي سابق، وسيخاطب الناخبين الأكراد بالدرجة الأولى.

 

وتابع بأن هناك عوامل عدة ستحسم اسم المرشح المشترك، ومن بينها موقف حزب الشعوب الديمقراطي حيث إنه لا يمكن أن يفوز مرشح التحالف المعارض دون دعمه.

 

ونوه ياشا إلى إشكالية أخرى، وهي قبول قواعد الأحزاب بالمرشح المشترك، وعلى سبيل المثال يقال إن زعيم حزب المستقبل أحمد داود أوغلو قال إن الناخبين المتدينين لن يصوتوا لكليتشدار أوغلو، وهناك نسبة من مؤيدي حزب السعادة منزعجون من تحالف حزبهم مع حزب الشعب الجمهوري، وهذا يؤدي إلى ارتفاع شعبية حزب الرفاه الجديد الذي يرأسه فاتح أربكان نجل الراحل نجم الدين أربكان، كما تشير إليه استطلاعات الرأي.

 

وأكد أنهم إن لم يتفقوا على المرشح المشترك، فسيكون تحالفهم دون أي فائدة، لأنه من المستحيل أن يحصل على مقاعد في البرلمان تمكنه من تغيير الدستور، وإعادة البلاد إلى النظام البرلماني.

 

الكاتب التركي محمد أجاد في تقرير على صحيفة “يني شفق”، ذكر أن قادة المعارضة يقولون إنهم لن يفصحوا عن المرشح الرئاسي قبل موعد الانتخابات المقرر، مشيرا إلى أنه لا ينبغي فهم ذلك أنهم اختاروا فيما بينهم المرشح الرئاسي وبات معروفا، ولن يعلنوا اسمه.

 

وأضاف أن هناك خلافات عميقة بين زعماء الأحزاب الستة المتحالفة تحت سقف واحد حول هذه المسألة، ولا يبدو أن هذه الخلافات يمكن حلها بسهولة.

 

من وجهة نظر المعارضة فإن إخفاء اسم المرشح وعدم إعلان اسمه قبل أن تحين الانتخابات يهدف إلى صون اسم المرشح وعدم حرق بطاقته، تبدو وكأنها خطة ذكية؛ لكن من الواضح أن هناك سببا آخر وراء ذلك، وهو عدم وجود أرضية توافق على طاولة المعارضة.

 

ويتحدث حزب الشعوب الديمقراطي عن اسم مناسب له، ويقول صلاح الدين دميرتاش، من مقر احتجازه إن هذا الاسم هو أكرم إمام أوغلو، حيث قال: “شخصيا أحاول متابعة السيد أكرم، أستطيع رؤية مقابل اجتماعي لمنطقة الأناضول في شخص إمام أوغلو”.

 

ورأى أجاد أنه على الرغم من أن دميرتاش حاول في تصريحه عدم البت بالأمر بعد، فإن ذكر اسم إمام أوغلو على وجه الخصوص بين عدة مرشحين يدور النقاش حولهم يشير إلى أن تصريحه نابع عن اختيار وترجيح.

 

ونوه الكاتب إلى أن إمام أوغلو يتميز بالعديد من المزايا وهي أنه مرشح مفضل بالنسبة لحزب الشعوب الديمقراطي، ويتمتع باهتمام ملحوظ من الخارج والغرب، بجانب ترؤسه لبلدية إسطنبول وما تتمتع به من إمكانات هائلة تستقطب جزءا كبيرا من أصحاب المصلحة من المعارضة عبر استغلال وتوظيف هذه الفرص.

 

ولكن هناك عيبان مهمان لدى إمام أوغلو كما يقول الكاتب، أولهما أنه ليس صانع قرار في نهاية المطاف في ما يتعلق بمسألة المرشح الرئاسي، فضلا عن كونه تحت تأثير منافس محتمل له الكلمة الأخيرة في هذا الأمر وهو رئيس حزبه كليتشدار أوغلو، وأما الإشكالية الثانية فهي أن معظم الاستطلاعات تشير إلى تفوق منصور يافاش عليه في مسألة الرئاسة.

 

ونوه إلى أن إمام أوغلو قبل بضعة أشهر اقترح على زعيم حزبه أن يحدد اسم المرشح الرئاسي استنادًا إلى استطلاعات الرأي.

 

ورأى الكاتب التركي أن مسألة تحديد “المرشح المشترك” إذا ظلت عالقة بين صانعي القرار من الأحزاب المعارضة الستة، فقد يكون الخيار المرجح بالفعل اللجوء إلى استطلاعات الرأي من أجل اختيار الاسم الأكثر حظوظا.

 

الكاتب التركي دينيز زيريك في تقرير على صحيفة “سوزجو” المعارضة، أشار إلى أن هناك أربعة مرشحين للمعارضة وهم: كليتشدار أوغلو وهو المرشح الأقوى ولديه رغبة كبيرة بأن يكون رئيسا، لكنه غير قادر على كسر وجهة النظر القائلة بأنه “لا يمكنه الانتصار على أردوغان”، وبالنهاية فإنه سيتخذ قراره بالنظر إلى ميول وآراء الناس.

 

أما المرشحة الثانية فهي ميرال أكشينار، صحيح أنها قالت إنها ترغب بأن تكون رئيسة الوزراء، ولكنها قد تغير قرارها، ولديها سيرة ذاتية قوية، لكن الأصوات الكردية أكبر إشكالية لديها.

 

والمرشح الثالث، هو أكرم إمام أوغلو، ويعد المنافس الأكبر لزعيم حزبه، ولديه رغبة قوية لأن يكون رئيسا، لكنه يدرك أنه لن يكون مرشحا رغما عن حزبه، ولن يكون لديه فرصة إذا كان الاختيار من إدارة حزب الشعب الجمهوري، ولكنه بالنظر إلى ميول الناس فقد يكون المرشح الأقوى كما أن الدعم المفتوح له من دميرتاش يعد ميزة له.

 

المرشح الرابع هو منصور يافاش، وهو شخصية هادئة وغير مثيرة للجدل، لكن جانبه القومي هو المهيمن على شخصيته، ويفضل العمل في البلديات مع شخصيات مثله، ويعد ذلك إشكالية بالنسبة له لدى قواعد حزبه، كما أنه مثل ميرال أكشينار لا يحظى بدعم الأكراد.

 

الكاتب التركي ظافر شاهين، في تقرير على صحيفة “ملييت”، أوضح أن آخر التطورات من الطاولة السداسية التي أسسها كليتشدار أوغلو لا تبدو مشرقة، وتتضاءل الاحتمالات لدى قادتها بشأن التوافق على “المرشح المشترك” دون تقديم التنازلات لبعضهم.

 

وأضاف أن إمام أوغلو وفريقه يعتقدون أن الطاولة السداسية قد تتفكك بعد فترة، ويقوم بكل استعداداته وفقا لذلك، فهو لم يتخل عن ترشحه وحالما تتفكك الطاولة فإنه سيعمل من أجل الترشح.

 

أما بالنسبة لمنصور يافاش، فهو كما يشير الكاتب إلى أن فريقه يحافظ دائما على إمكانية ترشحه للرئاسة على مواقع التواصل الاجتماعي، ويعلم أنه إذا انهارت الطاولة السداسية فإن لديه فرصة على الأقل مثل إمام أوغلو، لكنه منزعج من أن اسمه تم ذكره عبر أوميت أوزداغ.

 

أما ميرال أكشينار، فيرى الكاتب أنها ترغب في الترشح للرئاسة، وتعتقد بأن كليتشدار أوغلو لن يحصل على التأشيرة من الطاولة السداسية، وإذا لم يطلب منها قادة الطاولة بالقول “كوني مرشحتنا”، فستقوم بدعم إمام أوغلو.

 

ونوه الكاتب إلى أن علي باباجان لا يعترض على ترشح كليتشدار أوغلو، لكنه لا يريد الدخول في الانتخابات ضمن قوائم حزب الشعب الجمهوري، بل مع تحالف محافظ يقوده، كما أنه ليس على انسجام مع ميرال أكشينار.

 

وأضاف أن داود أوغلو هو الشخصية التي يبتعد عنها كافة من يجلسون على الطاولة، ومصيره بيد كليتشدار أوغلو، وبحسب التطورات أيضا بيد باباجان.

زر الذهاب إلى الأعلى